تفاصيل فاضحة ومشاهد صادمة من صنعاء: الحوثي يسرق "مدينة الحمدي"
- صنعاء، الساحل الغربي، خاص:
- 04:47 2022/05/25
نفذت مليشيات الحوثي عمليات نهب ومصادرة غير مسبوقة طالت المساحات الخضراء ومواقف السيارات والمساحات المحيطة بالمساكن التابعة لأول وأشهر مدينة سكنية في سعوان بصنعاء، وأقدمت على البناء وتسوير الأراضي ليلاً بحراسة وحماية أطقم أمنية، كما قامت بالاعتداء على المواطنين والسكان الرافضين وباشرت بإطلاق النيران وملاحقة ساكنين، وسط توتر واستياء كبيرين.
وتعد المدينة السكنية أقدم وأشهر مدينة أنموذجية من نوعها قبل أربعة عقود، وتعرف أيضاً بمدينة الحمدي، وبنيت بالاكتتاب لحساب المواطنين بنظر البنك اليمني للإنشاء والتعمير مالك الأرضية. وبنيت فيما بعد سفارة واشنطن بصنعاء إلى جوار المدينة السكنية.
صدمت المشاهد المصورة، التي طافت مواقع التواصل الاجتماعي، المتابعين واليمنيين وأصابت الحوثيين بالخزي والتخبط بسبب الجرأة والعدوانية والعنف في السطو والبناء ليلا "على طريقة السرق" كما يقول اليمنيون. وراحت المليشيات تلفق روايات مبررات متهالكة زادت من إدانتها بالتبني والتستر على جرائم علنية مشهودة بهذا القدر من الصراحة والانسلاخ من أبسط اعتبارات العيب والحرام والحياء والخجل.
سرق في الليل والنهار... حوثيون يستولون على مساحات ومواقف مدينة الحمدي السكنية في صنعاء pic.twitter.com/53V38QGLY9
— انيس (@AneesJahlani) May 24, 2022
تفاصيل جريمة مبيتة
وفي وقت سابق قال سكان محليون مع الساحل الغربي، إن قيادات في المليشيات الحوثية باشرت بمصادرة الأراضي والجزر الخضراء وباحات ومتنفسات المدينة السكنية والبناء العشوائي وتسوير الأراضي بدعم وحماية مدرعات وأطقم تابعة للمليشيا وقوات ما تسمى بمكافحة الشغب التابعة لقوات "الأمن المركزي".
وأضافوا إن مسلحي المليشيات قاموا بإطلاق النار واعتقال العديد من سكان المدينة المعارضين لتلك الخطوة ومصادرة هواتفهم النقالة، بعد احتجاجهم على شروع المليشيات في الاستيلاء على الأراضي والمتنفسات الخاصة بمساكنهم.
وفرضت المليشيا حظر تجوال ليليا وطوقا أمنيا داخل المدينة التي يطلق عليها "مدينة الحمدي" وبناها البنك اليمني للإنشاء والتعمير كمدينة لمحدودي الدخل وموظفي الدولة، واستقدمت المليشيات نحو 100 عامل بناء وقامت بالبناء وتسوير الأراضي تحت جنح الظلام بقوة السلاح.
وببنما يعتدي المسلحون الحوثيون والأطقم على المواطنين العزل راحوا يرددون الصرخة بموت أمريكا وإسرائيل (..) والنصر للإسلام.
ماذا يحدث في مدينة الحمدي pic.twitter.com/1Qm7FOdCfo
— منى صفوان (@monasafwan) May 24, 2022
وتزامن السطو والبناء وتسوير المساحات الخضراء والمتنفسات، بحسب سكان المدينة، مع قيام المليشيا بمطالبة ملاك الشقق السكنية بدفع ايجارات شققهم بقوة السلاح (..) تحت مبرر أن الأرض التي بنيت عليها المدينة تابعة للأوقاف (..) فيما يؤكد الأهالي أن المدينة السكنية والأرض التي بنيت عليها ملك للبنك.
صراع أجنحة وقيادات
ووفق معلومات خاصة للساحل الغربي، ترتبط عمليات السطو والتسوير هنا بصراع أجنحة وقيادات حوثية تتسابق على اهتبال المكاسب والمغانم بذرائع مختلقة في عمليات نهب وسرقة ومصادرة في أحياء ومربعات العاصمة. وعلى هذه الخلفية، قالت مصادر خاصة إن قيادات حوثية أوعزت لحمود عباد (أمين العاصمة) المعين من الحوثيين، بالتدخل ووقف أعمال الاستحداثات، ولكن كان كل شيء قد تم بينما ظهرت بضع مدرعات في وقت لاحق في محيط المنطقة.
بيع بالخديعة
وذكرت تقارير محلية، في وقت سابق، أن قيادات بارزة في المليشيا وأخرى بمكتب الأوقاف قامت ببيع الأراضي والمتنفسات المنهوبة بنحو 12 مليار ريال لأحد المستثمرين، وكانت تلك القيادات بصدد تسويرها بالقوة بهدف تسليمها للمشتري.
نهب مسعور
وفي وقت سابق، أقدمت قيادات حوثية نافذة بقوة السلاح على مصادرة ونهب الأراضي الشاسعة التابعة للدولة أمام دائرة الهندسة العسكرية، وأراضي مخصصة لشهداء وموظفي وزارة الإدارة المحلية في مكان ليس بالبعيد أيضا.
واعتبر مراقبون ما قامت به قيادات المليشيا امتداداً لعمليات النهب المنظم التي دشنتها ميليشيا الحوثي منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء ولم تسلم منها المقار الحكومية والمصالح العامة والخاصة وممتلكات المواطنين، وانتهت بنهب أراضي الملاعب الرياضية والمتنفسات العامة وأراضي الأوقاف وأراضي الجمعيات الخاصة بموظفي الدولة.
وتحول مشرفو وقيادات الميليشيا الحوثية إلى تجار عقارات وملاك أراض خارج القانون بعد أن نهبوا وسطوا على عقارات وأراضٍ تكون في الغالب ملكًا للدولة أو لمعارضين تعاقبهم الميليشيا بنهب أملاكهم.