إذلال النخب في صنعاء ضرورة كهنوتية !

07:48 2022/05/05

أتابع حرقة وحزن وصراخ الصمدي،صاحب اذاعة صوت اليمن في صنعاء، وأشعر بالحزن عليه وسط قطيع الظلام بشجاعته المنقطعة يؤكد ويقارع ويحاول استعادة حقوق البث دون فائدة، ولم يلتفت له أحد، أو يعينه أحد..لا اعرفه من قبل .. هو مجرد صديق بالفيسبوك، وبالتأكيد ليس مرتبطاً بحزب أو جماعة كي تولول نيابة عنه بل يتمسك فقط بحقه وحقوقه وبشرفه الإذاعي، وهذا كافٍ ليفرض ما يريد، ففي الأعلى رب يرى كل شيء،وهو على كل شيء قادر، وقدير،وعظيم.
 
إذلال النخب في صنعاء ضرورة كهنوتية، تنتهج بدراية طريقة الرعب، ولكن الشجعان وأقوى الشجعان من يدافعون عن حقوقهم وسط صنعاء، فالهرب ليس حلاً، من الداخل تستطيع أن تقول كل شيء، وبكل ضراوة.
 
أقدر شجاعة مجلي، صاحب الصوت الضاج لأجل حقه، أقدره كشجاع فقط،ينتمي لنفسه ولا ينتمي لأحد، ولو كل يمني دافع من وسط صنعاء عن حقه لما نجح الكهنوت بأي شيء.
 
بالنسبة للاذاعات هم يدركون ان هذه الاذاعات وان التزمت بنشر المادة الكهنوتية المفروضة عليها لكنها بذات الوقت تقوم باذاعة المحتوى الجمهوري المتفق عليه .. من الجميع .. والأغاني الوطنية والافكار المثلى للمواطنة.
 
وكذلك تنتهج هذه الاذاعات رغم تماشيها بمفردات كثيرة مع الكهنوت لتجنب غضب الكهنوت بقيم المواطنة والولاء للوطن، واشياء كثيرة،
عدم بث القيم الخمينية،لا تتحول الى بوق عميق للحاكمية الخمينية، وهذا يناقض نهج الكهنوت في غسل أدمغة الناس خاصة أن الاذاعات هن أهم وسائل التأثير.
 
غالبية جمهور الاذاعات من النساء ربات البيوت ومن الصغار،وهذه الجماهيرية هي التي تعول عليها المليشيات لتغيير قناعات المجتمع،من خلال المرأة والطفل.
 
اذا أستطاعت تغيير قناعات الأم والطفل فهي نجحت بتشكيل المجتمع،
المرأة الأمية التي تستمع للراديو وهي تطبخ تعتقد أن كل شيء يصدر من الراديو حقيقة مطلقة، لا تذهب للبحث عن الحقيقة،
هي أصلا لا تدرك الصراع الذي يحدث، الفكري والاجتماعي،
ما تعرفه أن هناك حرب، وكل حيلتها أن تقول : اللهم إنصر الحق ..
 
لذا قامت المليشيات بإغلاق الإذاعات المحلية،فهي اذاعات تكرر أغاني أيوب، إذاعات تحتفي بيوم ٢٦ سبتمبر،
اذاعات تتغنى بالجمهورية اليمنية،
وهذا منافٍ لمنهج الولاية والحاكمية الحوثية.