العين على صنعاء والأصابع على الزناد.. من عدن يبدأ عهد مجلس القيادة الرئاسي

  • عدن، الساحل الغربي، فهد ياسين:
  • 01:48 2022/04/18

في أول خطاب له إلى اليمنيين عقب تسميته رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي الجديد، أكد رشاد العليمي إن المجلس الرئاسي هو مجلس للسلام، مشددا على أنه أيضا مجلس للدفاع والردع. وفي اجتماع مشترك للرئاسي والحكومة والمحافظين تعهد العليمي بأن المجلس الرئاسي سوف يهزم المشروع الإيراني في اليمن.
 
التأكيدات المتطابقة التي أدلى بها أعضاء مجلس الرئاسة (القيادة الرئاسي) في الأيام التالية على إعلان تشكيل القيادة الجديدة للشرعية / القيادة الجماعية في موقع الرئاسة، تعطي الأولوية للسلام وإنهاء الحرب والبدء بتنفيذ برامج إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي.
 
لكن - أيضا وفي نفس الوقت- فإن السلام كغاية وهدف نهائي يمكن أن تكون الطريق إليه هي الحرب أو عبرها لفرضه كخيار حتمي على المليشيات الحوثية التي لا تبدي حتى الآن أدنى جدية في التعامل مع المبادرات والدعوات والظروف المتجمعة والمواتية لوضع نهاية فعلية للحرب والسير في طريق السلام واستعادة الدولة والمؤسسات والتفرغ لمعالجة الأضرار الفاحشة التي خلفتها الحرب. ومن غير المتوقع أن ترضخ الميليشيات لصوت العقل بسهولة.
 
إلى هذا أعلن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن عبدالله العليمي عن استعدادهم للحرب إذا فشلت جهود السلام مع المتمردين الحوثيين، لكنه شدد على أنّ الأولوية تبقى إنهاء النزاع المستمر منذ ثماني سنوات.
 
وقال العليمي في أول مقابلة إعلامية يجريها منذ تعيينه في الهيئة المكونة من ثمانية أعضاء "خيارنا الأول السلام، لكننا مستعدون للحرب".
 
وفوض الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي في السابع من أبريل صلاحياته إلى مجلس القيادة الجديد برئاسة رشاد العليمي في ختام مشاورات للقوى اليمنية استمرت لأكثر من أسبوع برعاية مجلس التعاون الخليجي في الرياض.
وبموجب المرسوم الرئاسي فإن المجلس سيتولى استكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية.
 
وقال هادي إنّ القوى المنضوية في المجلس "قادرة بدعم التحالف" بقيادة السعودية على تحقيق "انتصار ناجز" في مواجهة الحوثيين.
ولاقى تشكيل المجلس الجديد ارتياح المجتمع الدولي، وجاء تشكيل المجلس بعد أن دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ في مطلع أبريل تزامنا مع بداية شهر رمضان، لكن الهدنة الهشة والمؤقتة بتعبير المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مهددة بالانهيار ويحتاج تثبيتها إلى جهود مثابرة والتزام متبادل وهو ما لا يمكن ضمان توافر المليشيات عليه.
 
وقال العليمي خلال المقابلة التي أجراها مع فرانس برس" إنّ "الظروف الصعبة التي وصل إليها اليمن تحتم على الجميع مغادرة مربع المصالح الشخصية والحزبية من أجل تحقيق السلام".
 
وأوضح العليمي، المدير السابق لمكتب هادي، أن قادة المجلس سينتقلون بعد ذلك "إلى الداخل اليمني لأداء اليمين الدستورية" أمام مجلس النواب (البرلمان).
 
وقد بدأت الاستعدادات بالفعل لذلك حيث وصلت قيادة البرلمان الأحد إلى العاصمة المؤقتة عدن للمرة الأولى منذ بدء الحرب، قادمة من الرياض.
 
وقال مصدر حكومي مطلع إن "رئيس البرلمان سلطان البركاني ونائبه محسن باصره وعددا كبيرا من أعضاء مجلس النواب وصلوا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية وأخرى سعودية".
 
وكان يعاب على السلطة السابقة استقرارها الدائم في الرياض، ما جعلها بعيدة عن مجريات الأحداث، وعن مواكبة الأوضاع الأمنية والاقتصادية على أرض الواقع، ولكن من المرتقب أن يتغير هذا الوضع وأن يستقر المجلس الجديد في عدن.
 
ويرجح أن يركز المجلس الجديد على تحسين الوضع الاقتصادي في المناطق الواقعة تحت سيطرته مع التعاطي بإيجابية مع جهود المبعوث الأممي لتمهيد الطريق للعملية السياسية، والتي لا تخلو من تعقيدات لاسيما في علاقة بسبل إقناع الحوثيين بالانخراط فيها بشكل جدّي.
 
ولم يوضح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي كم من الوقت سينتظر المجلس الجديد الحوثيين للجلوس حول طاولة المفاوضات.
 
ورفض الحوثيون المشاركة في مشاورات الرياض، لكن العليمي قال "إذا كانت هناك جدية لدى الحوثيين للحوار… لن نختلف على مكان عقد المفاوضات".
 
وكان الحوثيون اعتبروا قرار إنشاء المجلس الجديد محاولة لإعادة ترتيب الصفوف للدفع بهم نحو المزيد من التصعيد.
 
وكانت القوى اليمنية المجتمعة في الرياض دعت في البيان الختامي لمشاوراتها مجلس القيادة الرئاسي إلى التفاوض مع الحوثيين "تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل" للنزاع.

 

ذات صلة