اليمن في "الإطار" اللعين.. عودة إلى "بيت الرئيس" المحاصر: لماذا -إذاً- كنا نموت 7 سنوات؟

  • الساحل الغربي، كتب/ أمين الوائلي :
  • 09:11 2022/03/15

إنه حقا "الإطار" ؛ الإطار اللعين الذي يكبل اليمن بين أضلاعه الدولية اللعينة
 
حوارات "إطار" السيد هانس غروندبيرغ في عمَّان لا تختلف، مقدمات وغايات، عن حوارات جمال بن عمر في منزل الرئيس المحاصر بالمليشيات الحوثية التي اجتاحت العاصمة والدولة في 21 سبتمبر/ أيلول الأسود مع ممثلي الأحزاب / أحزاب السلطة الانتقالية بمشاركة الحوثيين باعتبارهم "أنصار الله" بينما كانوا أيضاً في مكان غير بعيد ينجزون صيغة إسقاط السلطة والحكومة والبرلمان والبلاد بضربة "إعلان دستوري" لا دستوري.
،،،
 
وما بين بن عمر وغروندبيرغ؛ 7 أعوام انقلاب وحرب وخراب ودماء ودمار ومعاناة وانحلال اليمن دولة ومجتمعاً واقتصاداً ومؤسسات و.. مستقبلاً، ومبعوثان أمميان (ولد الشيخ، وغريفيث) اشتغلا كالسلف والخلف على الهامش تحاشيا لمتن وجوهر الأزمة والحرب في اليمن. الوجوه والأدوات والأسماء نفسها التي صنعت كل أزمات البلاد وهيأت لكل هذا الخراب هي التي يتعاقبها المبعوثون الذين يشتغلون وكأنهم يبحثون عن مشكلات متقدمة للمشكل اليمني وليس عن حل. 
،،،
 
التوجه الأميركي البريطاني هو الفاعل خلال كل هذه الفوضى والحرب، وليس إلا التمكين للحوثيين واستبقاء المشكلة اللعينة التي تمثل جوهر المشكلة اليمنية فاعلة. ما من خيار ولا إرادة ولا توجه آخر فاعل فيما هو واضح. إرضاخ الجبهات والحرب والسياسة والبرنامج العام للشرعية وسلطاتها وأدواتها والمقيم على تكريس وخدمة الفشل هو جزء من كل وفي سياق يفرض سلفاً نهاية مرئية من بداية البداية!!
،،،
 
إطاحة الأحزاب مقدمة موضوعية لإطاحة الحوثية.
مثلت الأحزاب في أقصى وأمثل حالاتها وانفعالاتها بيئة لتخصيب وتمكين السلالية العنصرية كإيديولوجيا وهي والإمامية كمشروع عقدي وسياسي.
مهدت الأحزاب دائماً وتفاقماً للأزمات وتقويض الدولة الجامعة، الطريق قُدماً للمشروع الإمامي الذي خلع عنه أخيراً رداء التعددية الإشكالية المخادعة وبرز بالأصالة.
،،،
 
وأزعم أن الشريان الأهم الذي تتغذي عليه الحوثية لاستمرارية وبائية، في قلب الشرعية/ الأطراف التي تتقاسم مكون الشرعية سلطة وامتيازات وقراراً؛ ليسوا أفراداً بذاتهم يتوزعون الوظيفة ومفاصل الإدارة مدنية وعسكرية، وإنما هي العلة السببية نفسها المتمثلة في الأحزاب التي ارتداها المشروع الإمامي دائماً ثم خلعها ودفعها بعيداً في مهمة تتابعية.
،،،
 
نهاية الحوثيين شعبياً وتسلطهم لم تعد تتحرك مشياً، بل تركض عَدْوَاً، بمعزل عن بطالات السياسيين والأحزاب والسمسرة الدولية وخدمات التمديد وإطالة عمر الكهنوت اللعين والانقلاب الزاهق.
النهاية الحتمية المقدرة ليست شيئاً آخرَ غير الشعب الجبار والإرادة صانعة القرار ومديرة الأقدار.
 
لكن المشكلة أيضاً والمركبة فيما هو قائم ومستمر أن القيادة حجر الزاوية في المشكلة وجذرها التربيعي. ليس هذا من الأسرار: راقبوا الحوثي يكتسح المحافظات وصنعاء، وذهبوا من بعيد يراقبونه سبعاً ويهيكلون كل تحالف وحرب وجبهة في طريق الاستعادة والعودة إلى الدولة وصنعاء، وعوداً على بدء يتحاورون والحوثي برعاية المبعوث. وكأنهم في تلك الأمسية اللعينة السوداء لم يبرحوا 21/ 9 / 2014.
،،،
 
لماذا إذا كنا نموت طوال سبع سنوات؟
،،،
 
إنه حقاً "الإطار"؛ الإطار اللعين الذي يكبل اليمن بين أضلاعه الدولية اللعينة. ليس من فراغ أن غريفيث كان يتبنى "خطة الإطار"، وجاء هانس ليعنون "إطار العمل". قبلهما كان ولد الشيخ تائهاً بدون رؤية من أي نوع، وبقيت حدود مربع إطار بن عمر كما هي وكما هنا والآن تقال في وجوهنا ولا نملك خياراً. لا أحد أصلاً يستشيرنا. نحن شعب واجبنا أن نموت وننقتل ويتولى عنا الملاعين الأبالسة المحنطون والمزمنون والمنحطون تقرير مصيرنا بما يلبي حاجة اللعنة الحوثية إلى التكريس والشرعنة. 
،،،
 
إنتاج قيادة شعبية ليست من مسؤولية الغرف المغلقة وضيافات المبعوثين وأجندة الخارجيين والدوليين، بل حق الشعب بالأصالة ولسوف يفعل رغماً عن المحنطين من أقصى يسارهم إلى أقصى يمينهم والمنحطين بلا تمييز وتنميط.
للمرة الألف، هؤلاء الذين يغتصبون التمثيل على كراسي وامتيازات الشرعية ليسوا هم قدر الشعب ولن يستعيدوا شرعية وبلاداً.
هم ممشى الحوثي إلى الانقلاب وضمانة استمراريته وإطالة أمده.
،،،
 
كانت أكبر كذبة تتعايش معها اليمن هي أن في اليمن سلطة ومعارضة.
وأكذب منها أن في اليمن الآن انقلاباً وشرعية.
والقاسم المشترك بين الأفرقاء دائماً هو أن الإماميين تلبسوا بهؤلاء وهؤلاء ولبسوا الجميع إلى موعد الإجهاز على الجمهورية.
الذين كانوا مطيته صاروا في الطرف البعيد نقيض الحوثي فرضاً، وليسوا كذلك؛ بل ليسوا شيئاً إلا بقية ضمانة لتمكينه وتمكنه.
إطاحته من إطاحتهم. والعكس بالعكس.
،،،
 
(سؤال حمار)!
 
بعد تصنيفها من قبل مجلس الأمن والجامعة العربية ووزراء الداخلية العرب والاتحاد الأوروبي،
كان ويبقى السؤال: متى الشرعية اليمنية بسلطاتها المختلفة تستجيب للمناشدات الكونية إلى تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية؟!
(هذا سيشمل الحوثة في الجانبين والمعسكرين وبين بين!).
،،،
 
* مع الاعتذار من أبي الطيب:
 
وسوى "الفرس" خلف ظهركَ (فُرسٌ)
فعلى أي جانبيكَ تميلُ؟

 

ذات صلة