"جئت أوكرانيا هرباً من الحرب ثم أصبحت هارباً".. اليمنيون: العالقون في الحرب !

  • الساحل الغربي ، حسين الفضلي:
  • 04:14 2022/03/13

هناك من اتجهوا نحو بيلاروسيا، فيما تبقت أعداد قليلة من اليمنيين العالقين في أوكرانيا يواجهون المصير المجهول
 
بعد أن فروا من جحيم الحرب الدائرة في اليمن التي تشنها مليشيات الحوثي ضد الحكومة الشرعية، بحثاً عن استقرار مؤقت في أوكرانيا لترتيب أحلامهم والسعي في تحقيقها عبر طرق مختلفة، تواجههم الحرب مجددا في أوكرانيا، فباتوا بين البحث عن دول أخرى أو عالقين في مناطق المواجهات العسكرية.
 
حالة من الخوف والقلق ومشاعر الضياع يعيشها اليمنيون العالقون في أوكرانيا والتي تزداد سوءاً مع ارتفاع وتيرة المواجهات العنيفة بين الجيش الروسي والجنود الاوكران، حيث اتجه معظم اليمنيين هناك إلى الحدود البولندية هربا من الموت وبقى البعض في أوكرانيا تحت المصير المجهول الذي ينتظرهم هناك.
 
 
كوارث مشابهة
 
مع بداية الحرب في اليمن اتجه عشرات اليمنيين إلى اللجوء في دول عدة هربا من المأساة التي تحدق بالوطن، حيث استقروا في هذه البلدان وبدأوا بتأسيس حياة جديدة خالية من الحرب والصراعات كان من نصيب بعضهم أوكرانيا لكنهم باتوا يواجهون اليوم واقعا مشابها لأحداث وطنهم الأول. 
 
 
في هذا الخصوص يقول خالد محمد ل"الساحل الغربي"، شعرت بصدمة كبيرة مع بداية الحرب هنا. هربت بالأمس القريب من الحرب في وطني وعدتُ أواجه نفس المصير".. حيث غادر خالد اليمن قبل بداية الحرب بأشهر قليلة ولجأ إلى أوكرانيا لكنه بات اليوم يواجه المصير نفسه.
يقول، إن فترة مكوثه في أوكرانيا كانت قليلة وكان لا يزال يرتب حياته حتى تنتهي الحرب في اليمن ويتسنى له العودة والعيش فيها بأمان، لكنه أصبح اليوم مشردا وهاربا تاركا خلفه هول الحرب متجها نحو الحدود البولندية.
 
حلم بددته الحرب 
 
من بين اليمنيين الذين يواجهون التشرد والنزوح من أوكرانيا طلاب جامعيون كان هدفهم إكمال مسار تعليمهم الجامعي هناك والعودة لخدمة اليمن بمختلف المجالات، لكن مسار تعليمهم أوقفته الحرب هناك وباتوا بالكاد يحافظون على أرواحهم، يتدافعون في الهرب عبر الحدود إلى دول مختلفة.
 
يقول عبودي الجنيد ل"الساحل الغربي": "جئت لأوكرانيا من أجل الدراسة، لكن الحرب أوقفت التعليم وأصبحت هاربا من الموت".
 
قطع عبودي نصف سنوات الدراسة هناك، وكان في صدد إكمال ما تبقى ليعود إلى اليمن، لكن حرب أوكرانيا حالت دون ذلك.
 
وجد عبودي نفسه أمام مستقبل مجهول يحتم عليه الهروب من الحرب الدائرة هناك، فيتجه إلى جانب العشرات من زملائه نحو الحدود البولندية ينتظر تعليمه بعلامة استفهام يكتنفها غموض المصير هناك لتجيب عنها مآلات الوضع هناك في المستقبل المجهول.
 
مبادرات شبابية
 
خلال الأسبوع الأول من الحرب الدائرة في أوكرانيا ظل مئات اليمنيين عالقين هناك تحت وطأة القلق وغموض المصير، فظهرت مبادرات شبابية ليمنيين وعرب ساهمت في إجلاء العشرات من اليمنيين العالقين في مناطق الصراع.
 
يقول صلاح اسماعيل ل"الساحل الغربي": "حكومتنا لم توفر لنا شيئا، ولم تساعدنا على الإجلاء أو توفير ملاذ آمن". فبعد أن بقي ليوم محاصرا في مناطق الصراع ظل صلاح يشاهد الموت حتى أتى شباب يمنيون وساعدوه على الخروج ووفروا له ما يلزم.
 
من جهته يقول عبودي الجنيد، الخارجية اليمنية لم تقم بدورها كما يلزم وحث رعاياها في أوكرانيا على ملاذ آمن أو توفير سبل خروج آمنة لهم هناك.
 
على الحدود البولندية - سفيرة اليمن في وارسو رفقة يمنيين
على الحدود البولندية - سفيرة اليمن في وارسو رفقة يمنيين
 
من جانبه قال الدكتور عمرو كريم ل"الساحل الغربي"، إنه كان وأسرته في أوكرانيا لغرض دراسة الدكتوراه لكنه عاد إلى صنعاء لأمر طارئ ولم يستطع العودة إلى أوكرانيا في هذا الظرف، وبقى أولاده عالقين تحت أزيز الرصاص بأوكرانيا ولم تقم أي جهة بالتدخل لإنقاذهم إلى أن سخر الله لهم شابا مصريا بمبادرة ذاتية وأنقذهم.
 
فيما يوضح الشاب المصري إسلام لمراسل "الساحل الغربي" أنه سمع بقصة هؤلاء الأطفال العالقين وسط الاشتباكات فقطع ما يقارب 500 كم للوصول إليهم لإنقاذهم، حيث لم تكن المرة الأولى التي ينقذ فيها هؤلاء الأطفال ولكنه انقذ قبلهم 6 أشخاص من أقطار عربية مختلفة بدافع إنساني بحت.
 
إحصائيات
 
بلغ عدد اليمنيين المقيمين في أوكرانيا قرابة 400 فرد ومع نشوب الصراع الأوكراني الروسي تلقت السفارة اليمنية في وارسو (بولندا) 392 طلبا للجوء إلى بولندا واجتاز معظمهم المنافذ البرية البولندية وصولا إلى وارسو.
 
وفي بيان للسفارة اليمنية في وارسو قالت إنها طلبت من اليمنيين المقيمين في أوكرانيا والذين يستطيعون المغادرة الاتجاه نحو الحدود البولندية للجوء إليها وقدمت لهم استمارات إلكترونية لطلب الدخول إلى بولندا وفق تسهيلات عدة، حسب البيان.
 
في حديث لمحرر "الساحل الغربي" مع يمنيين عبروا الحدود البولندية، أكدوا أن هناك زملاء لهم اتجهوا نحو بيلاروسيا هربا من الحرب الدائرة في أوكرانيا، فيما تبقت أعداد قليلة من اليمنيين العالقين في أوكرانيا يواجهون المصير المجهول.

ذات صلة