مفخخات "ميراث غريفيث".. مناورة حوثية بـ"أكبر صفقة تبادل للأسرى" !

  • الساحل الغربي، يُمنى سالم:
  • 09:51 2022/02/13

يناور الحوثيون المحاصرون بالإدانات والضغوطات العسكرية الميدانية والسياسية بملف الأسرى بعد أشهر طويلة من إزاحة متبادلة للملف الإنساني الأبرز والاتفاق الثاني للمخرجات المجهضة من وقت مبكر بعد محادثات السويد واتفاق/ يات ستوكهولم في نهاية 2018 بإدارة وهندسة مارت غريفيث الذي رحل وبقيت مفخخات ميراثه جاثمة.
 
رداً فيما يبدو على تصريحات حوثية غامضة فسرها مراقبون "جزءً من مناورات متبعة لخلط الأوراق والمسارات"، أكد مسؤول يمني في الحكومة المعترف بها دوليا السبت، أن المشاورات حول ملف الأسرى مستمرة منذ فترة طويلة "دون التوصل إلى أي نتائج".
 
وفي الصدد، "يستمر الحوثيون بإفشال كل مساعي التهدئة، وخاصة تلك التي تتعلق بالبعد الإنساني كما جاءت في اتفاق السويد، وهم يرفضون إطلاق الأسرى بالرغم من تعبير الطرف الحكومي عن استعداده لتنفيذ العملية بشكل متزامن." بحسب تقرير للعرب اللندنية.
 
لقاءات عمّان
 
يجدر التذكير بأن لقاءات الطرفين بشأن ملف الأسرى في عمَّان باستضافة ورعاية أردنية وأممية قد توقفت منذ ما قبل انتهاء ولاية المبعوث الأممي السابق مارت غريفيث. 
 
ونسبت تقارير نشرت مؤخرا إلى مصادر أردنية إن الحوثيين ليسوا جادين في التفاوض ويعملون على التعطيل والترحيل الأمر الذي يسيء بالنتيجة للرعاية الأردنية والجهود المبذولة للمساهمة في حلحلة ملفات الأزمة اليمنية.
 
"انقلبت كالعادة"
 
وفي حين ترفض المليشيات فعليا المضي في إنفاذ صيغة الكل مقابل الكل عبر كافة الجولات التي استضافتها العاصمة الأردنية بين الطرفين برعاية الأمم التحدة خلال الأعوام الماضية، لجأت بإلحاح إلى تمزيق ووأد الاتفاق المشهود والمعتمد دوليا وأمميا عبر عقد صفقات تجزيئية وجانبية للتبادل على امتداد العامين الأخيرين يمينا وشمالا، وساعدها في غايتها تجاوب وانخراط الأطراف المعنية في معسكر الشرعية، الأمر الذي ساهم قدما في تعطيل اتفاق السويد.
 
المـــزيــــد :
 
وقال ماجد فضائل، وكيل وزارة حقوق الإنسان وعضو اللجنة الإشرافية للتفاوض في ملف الأسرى والمختطفين التابعة للحكومة "نحن في مشاورات مستمرة غير مباشرة عبر الأمم المتحدة وأحيانا نعقد اجتماعات عن بعد ينظمها مكتب المبعوث".
 
مؤكداً بأنه لم يتم التوصل إلى نتائج حول هذا الأمر.
 
وأشار إلى أن "ميليشيات الحوثي ترفض الالتزام بالاتفاقات الموقعة وانقلبت عليها كعادتها".
 
وأضاف "هناك اتفاق مسبق تم تنفيذ جزء منه وتبقى جزء آخر يرفض الحوثيون الالتزام به وتوسعته ليشمل عددا أكبر من الأسرى والمختطفين بما لا يخل الاتفاق".
 
وأوضح فضائل، أن اللجنة الحكومية "أخبرت الأمم المتحدة بأنها منفتحة على أي مقترحات تفضي للإفراج عن كل الأسرى والمختطفين على مبدأ قاعدة الكل مقابل الكل".
 
مسؤولية أممية
 
وأعلنت المليشيات الحوثية السبت، عن وجود مشاورات مع الحكومة لإنجاز أكبر صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين عبر الأمم المتحدة، لكن من دون أن تعطي تفاصيل عن هذه المشاورات مواعيد تنفيذ الصفقة.
وكما تذكر "العرب"، يقول مراقبون سياسيون يمنيون إن تبادل الأسرى هو جزء من حزمة أوسع تشمل كل ما يتعلق بالبعد الإنساني، لكن الحوثيين يريدون تنفيذ فقط ما يتعلق بمطالبهم لدى الحكومة والتحالف العربي، من ذلك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وفتح مطار صنعاء، وهي خطوات أقدمت عليها الحكومة اليمنية من دون أن تحصل على أي تنازلات حوثية.
 
ويحمل المراقبون مسؤولي الأمم المتحدة مسؤولية فشل حلحلة الملف الإنساني بسبب تراخيهم في الضغط على الحوثيين لتنفيذ ما يطلب منهم، ما ساعدهم على المناورة، ودفع إلى التصعيد العسكري كخيار بديل.
 

 

ذات صلة