"حرب كل الجبهات" هل تتجه إلى الحديدة وتعز؟

  • توفيق علي | independentarabia
  • 04:25 2022/01/17

قائد قوات التحالف يكشف عن بوادر تحركات عسكرية كبرى لـ"حشد الطاقات" ضد جماعة الحوثي
 
عقب أيام من إعلانه عملية "حرية اليمن السعيد"، تشهد أروقة مقر العمليات المشتركة لقوات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن تحركات مكثفة تنبئ عن تطورات عسكرية مرتقبة سيكون لها ما بعدها في صورة المشهد اليمني.
 
وعلى مدى الأيام الماضية، جرى على مسرح العمليات القتالية في اليمن تغيراً جوهرياً كان تحول قوات الشرعية "من الدفاع إلى الهجوم" واستعادة مساحات واسعة في شبوة ومأرب النفطيتين (شرق البلاد) أبرز تجلياته.
وفيما تخوض ألوية العمالقة والجيش اليمني أعنف المعارك ضد مسلحي جماعة الحوثي في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب في حريب والجوبة والبلق، عقب أيام من تحرير كافة مناطق محافظة شبوة، تواترت التحركات في غرفة العمليات العسكرية للتحالف العربي التي تؤكد تغيرات كبرى في نهج التعاطي العسكري ضد الجماعة المتشددة التي تصفها الحكومة والتحالف بـ"الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران".
 
 
تجهيزات نحو الغرب
 
وخلال الساعات الماضية تداولت وسائل الإعلام العربية خبراً عن تجهيزات تجريها قوات "المقاومة الوطنية" وقوات الشرعية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية لإطلاق عملية عسكرية للسيطرة على مدينة وميناء الحديدة (غرب) ومحافظة تعز (جنوب غرب) تزامناً مع صدور بيان مجلس الأمن الدولي الذي أدان الحوثيين وطالبهم بالإفراج عن السفينة الإماراتية المحتجزة "روابي"، وهو ما اعتبره مراقبون في ضوء قراءة لتغريدة نشرها نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان قال فيها "رفعت الحماية الدولية عن الحوثي"، إشارة ضمنية لنوايا تحرير موانئ الحديدة وبقية المحافظات الأخرى.
سنأتيه فجأة
 
وقال ناطق القوات المشتركة في السواحل الغربية للبلاد، وضاح الدبيش، نحن نعمل بصمت ولا نعلن عن تحركاتنا مسبقاً لوسائل الإعلام.
 
وأضاف في حديث لـ"اندبندنت عربية"، "أؤكد أننا سواءً في الساحل الغربي أو قطاع حيس أو محور البرح سنأتي الحوثي فجأة بإسناد أشقائنا في التحالف العربي من حيث لا يعلم ومتى ومن أين، وسنعلن عن عملياتنا بعد أن نتمكن من عمق الميليشيات التي أنهكت بلدنا ودمرت شعبنا الصابر".
 
حشد الطاقات... بدأ
 
وفي لقاء عسكري رفيع أمس الأول، قال قائد القوات المشتركة الفريق الأول الركن مطلق الأزيمع، إن "استمرار تلاحم أهل اليمن وتضامنهم وحشد الطاقات قد بدأ في مأرب ثم ثنى بشبوة، وثلّث بـ(حرية اليمن السعيد)".
وتطرق قائد القوات المشتركة إلى مدينة الحديدة وأضاف أن "التحالف ما زال يؤكد أن ميناء الحديدة في ظاهره استقبال للمواد والبضائع الإنسانية والمدنية، ولكن حقيقته استقبال الأسلحة وآلات التدمير الإيرانية من صواريخ وطائرات انتحارية، وأنه منطلق الزوارق المفخخة، وكذلك للقرصنة"، مؤكداً استمرار الجهود لدعم الجيش الوطني ودعم وإسناد ألوية اليمن السعيد، وألوية العمالقة لإعادة الشرعية اليمنية.
 
ووصف مأرب بـ"الأبية وقلعة الصمود العصرية"، مشيداً بتضحيات الجيش الوطني والمقاومة وقبائلها الذين "حققوا ما وعد به محافظها العربي الأصيل".
 
وكان ناطق التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن قد أعلن قبل خمسة أيام، من محافظة شبوة عقب تحرير كافة مناطقها من الحوثيين، عن انطلاق عملية عسكرية واسعة تحمل اسم "حرية اليمن السعيد" لاستعادة كافة المناطق اليمنية من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
ووفقاً لمراقبين فقد جاء إعلان التحالف بالتوجه نحو الحل العسكري بعد أن تعذرت الحلول السلمية للحرب الدائرة منذ سبع سنوات. إذ تهدف وفقاً للمالكي "الوصول إلى نماء وازدهار اليمن وتطهيره من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران". ولهذا دعا اليمنيين "للالتفاف حول قيادتهم السياسية".
 
بدورها حاولت منابر الحوثي الإعلامية التهوين من الضربات العسكرية في ميدان شبوة وتخوم "مأرب"، وادعت أنها أحرزت انتصارات وصدت هجمات إثر أخرى، متوعدة من تسميهم "دول العدوان" وحلفائهم اليمنيين على الأرض بعواقب التصعيد.
وفي ظل النفي الحوثي عن عدم تبعيتهم لإيران وتنفيذ أجندتها، جاء التسجيل المرئي الذي نشره التحالف العربي في الـ26 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ليكشف عن وجود خبراء من "حزب الله" يتولون إطلاق الطائرات والصواريخ الباليستية من السواحل الغربية للبلاد، وتأكيد الضابط التابع لـ"حزب الله" اللبناني، الذي ظهر في الفيديو أنه "لولا الأمم المتحدة لكانوا خسروا الحديدة والبحر وخسروا تدفق الأسلحة والمقاتلين"، وهو ما قالت الميليشيات، إن تسرّباً من طريق برامج تجسس استخدمها التحالف ضد هواتف القيادات.
 

 

ذات صلة