ملاك.. طفلة تحدت قذائف الموت الحوثية وانتصرت على آلامها وإعاقتها

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/06/11

خاص - منبر المقاومة _ عبدالصمد القاضي في مدينة تعز أضحى الأطفال بنك أهداف بنظر المليشيات الحوثية، وقذائفها العشوائية التى جعلت من المدينة مكانا للمآسي والتعازي والاعاقات المستدامة التى يعاني منها الكثير من سكان تعز، لتتوقف الحياة أمام الموت القادم من محيط المدينة ومن تحت الركام يبثق شعاع الأمل متحدياً للإعاقة ومواصلا التمسك بالحياة المستقبلية، تبعث سيمفونية الوجود في زمن سيادة البارود والقذائف المتوحشة.
 
وللطفلة ملاك جميل الجابري البالغة من العمر عشر سنوات تجربتها في محاربة الإعاقة وتجاوز آثارها الجانبية التي يعاني منها معظم ضحايا القصف العشوائي بالقذائف التى تطلقها المليشيات الحوثية على تجمعات وأحياء سكنية وسط المدينة. نزحت الطفلة ملاك وأسرتها من منزلهم في منطقة صالة إلى وسط المدينة، خوفاً من بطش مليشيات الحوثي أثناء سيطرتهم على المنطقة، إلا أن إجرام الحوثيين ووحشيتهم لحقت بهم حتى مكان نزوحهم، حيث استهدفوا الحي الذي تسكن فيها الطفلة ملاك، وأصيبت هي ومجموعة من أطفال الحي أمام منزلهم. ملاك فقدت يدها اليمني جراء إصابتها بشظايا القذيفة، التي أحدثت مجزرة دموية بحق الإنسانية تعرف بـمجزرة حي الضبوعة وسط مدينة تعز، قتل فيها أربعة مدنيين إلى جانب إصابة 6 آخرين معظمهم من الأطفال.في 23 مايو لعام 2017 ،فقدت الطفلة يدها وحاسّة السمع لديها، وبالرغم من آلامها ومعاناتها التي استمرت طويلاً لم تكف عن الابتسام في وجه الحياة ومصارعة آلة الموت والدمار الحوثي، وتتحدى إعاقتها بمواصلة تعليمها باستخدام يدها اليسرى. تقول ملاك متحدثة لـ "منبر المقاومة" عن تجربتها في مواجهة التحدي والانتصار لذاتها عن الإعاقة، بقليل من الألم وكثير من الامل: اجبرتنا المليشيات أن نترك منزلنا متشردين وباحثين عن مأوى يحمينا من جرائمهم، ومع الأسف ادركتنا قذائفهم الى عقر دارنا، في عصر ذلك اليوم أطلقت المليشيات قذيفة هاون على حي الضبوعة فقدت يدي على إثرها وقتل أمامي أطفال حارتي، تبعثرت أشلائنا وارتمينا أرضنا وكأنهم يريدون اركاعنا أو أن تقطع المليشيات أحلامنا وطموحنا لكن أملي أقوى من كل قذائفهم. بدمع طفولي تواصل: كم كنت أحلم بإلتحاقي بالصف الأول بالمدرسة، لتمنعني تلك الشظايا من دراستي لأكثر من عام،كان صوت القذيفة مرعب جدا والانفجار كذلك، فقدت سمعي ويدي في أن واحد لكني لم أفقد الأمل المزروع في صدري منذ الصغر، اسعفونا الى المستشفى وكنا شبه أموات لا نسمع ولا نتحرك من هول القذيفة، بعد ساعات أفقت في غرفة المشفى وانا ممددة على سرير أخضر تحسست جسدي لكن لم أجد ذراعي الأيمن خشيت أن يعيش أبي وأمي مرحلة الفاجعة، جاء أبي وأمي يطمئونني أني بخير، لكن لا أدري أي قوة ساندتني، بتلك الصلابة قلت لهم حينها لا تقلقوا أني بخير!يقول والدها: بعد خروجها من المستشفى أصبحت أكثر حرصا على تعليمها شغوفة لدراستها، لم تتأثر حالتها النفسية كبقية ضحايا القصف العشوائي، كانت في أوقات فراغها تتدرب على ممارسة الكتابة بيدها اليسرى وكأن شيئا لم يكن في بالها، حين كنت تسألها عن حالها ترد لي بالقول الحياة مستمرة والطريق طويل لكنني سأصير يوما ما أريد! جسد طفولي لكنه مليء بالخيالات الواسعة وطموحات غير محدودة تسعى لتحقيقها رغم إصابتها وإعاقتها تتحدى كل ذلك لتعلن انتصارها على الإعاقة وقذائف الموت الحوثية ممارسة هوايتها بالخط والرسم والفن ليلعن قبل أسابيع بيع قلمها الرصاصي بالمزاد العلني مصادفاً ذكرى إصابتها، تقديراً لتغلبها على الإعاقة وانتصاراً لطموحاتها المتغلبة على جراحها التى خلفتها المليشيات الحوثية. الطفلة ملاك وغيرها الضحايا يواجهون الموت بالحياة ويهتفون لها مقاومين رصاص الموت وقذائف المليشيات الحوثية بأقلام الرصاص ورائحة الورود وألوان الحياة المختلفة، كفارق زمني كبير بين مشاريع الماضي الذي تحملها المليشيات الحوثية ومشروع الحاضر والمستقبل لدى أطفال تعز.
 

ذات صلة