"تجنيد الأطفال" و"الاستغلال الجنسي" وقصور المجتمع الإنساني في اليمن

  • عدن، الساحل الغربي، سحر العراسي:
  • 02:40 2021/11/16

في مناسبة اليوم العالمي للطفولة تتكرر الملاحظات والشكاوى إزاء قصور آليات ووسائط العمل المدني والحقوقي والإنساني وتقصيرها في الوصول إلى إشكاليات ومعاناة الطفولة وقت الحرب، من تراجع التعليم والتسرب من المدارس إلى اليتم وغياب العائل وحتى التجنيد القسري والموت في الجبهات والعنف الجسدي والجنسي. نحن نتحدث عن اليمن في السنة السابعة من الحرب. 
 
تعاني فعاليات وهيئات المجتمع المدني الحقوقية والإنسانية في اليمن من القصور الشديد في معالجة أنشطتها واستهدافاتها للقضايا الطافحة بالنزيف والمعاناة على صلة بالحرب التي تغذيها مليشيات الحوثي بوقود بشري من الأطفال والتلاميذ والفتية المراهقين وفي سنواتهم الدراسية الأساسية والمتوسطة وحتى طلاب صفوف الثانوية.
 
 
أدان بيان أخير لمجلس الأمن الدولي الحوثيين بتجنيد الأطفال والانتهاكات المختلفة بما فيها العنف والاستغلال الجنسي. لكن هذا لا أو لم يستتبع أي جهود ومناشط حقوقية ومدنية من قبل وسائط وأقنية المجتمع الإنساني والحقوقي في اليمن. إنهم يكتفون بتكرار البيانات والإشارات والترحيب أو التنديد والتعليقات الخفيفة وينتهي الأمر. إن فكرة التكسب السهل والتمويلات المرافقة لهذه النوعية من المجالات والمسميات قد ضربت الفكرة الأصلية من وراء المجتمع الإنساني والحقوقي.
إقرأ أيضاً:
- هجمات الحوثيين وتهديد الملاحة والاعتداء الجنسي على الأطفال وتجنيدهم - بيان مجلس الأمن الدولي
- ‎ندوة - أمريكيون ويمنيون عرضوا "هولوكوست الحوثي بحق الأطفال" واسترتيجية بايدن تجاه إيران وذراعها في اليمن
- في "القائمة السوداء".. اقترف الحوثيون انتهاكات فجة رفضا لإدانتهم بانتهاك حقوق الأطفال!
- الاستهداف الحوثي «الجبان» للنساء والأطفال هو « هدية» لمن يدعون ضحاياه إلى السلام!
- مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على ثلاثة من قيادات مليشيات الحوثي
- تقرير منظمة "ميون" يوثق مقتل 640 طفلا يمنيا جندتهم مليشيا الحوثي خلال نصف عام
رغم الأنشطة الدعائية والبيانات الصحفية التي تصدر بأسماء المئات من المنظمات والمؤسسات والجماعات المتشابهة تقريبا، "إلا أنها تكاد تنحصر في هذه النوعية الروتينية من النشاط غير المهني، وتحولت المسألة إلى استنساخ وتكرار، ويبقى الواقع شاغرا بقضاياه ويفتقر إلى الراصدين والباحثين والدراسات الاستقصائية التي تعد وتقدم مرافعات واستخلاصات مؤثرة مدعمة بالأرقام والبيانات والنتائج التحليلية"، كما يقول للساحل الغربي باحث وناشط حقوقي يمني وراصد ميداني لمصلحة وكالة أممية متخصصة.
 
ويستشهد بوضع الأطفال ومعاناتهم وقضايا الطفولة وكل ما يتعلق بها في زمن الحرب، "المجتمع المدني في اليمن انعكاس لحالة فراغ وشلل وتضارب صلاحيات ومصالح تعاني منها السلطات الحكومية ووظيفة وحالة الدولة في اليمن." 
 
يضيف "القليل من الفاعلية والقدرة على التأثير وإحداث الفارق، مقابل الكثيرة العددية عديمة الجدوى والجدية. لا نجد دراسة واحدة حقيقية ومتكاملة استهدفت ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن، على الرغم من انتشار الشواهد والحالات والإثباتات في مساحات واسعة وتملأ المدن والأنباء ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. لا يمكنك التعامل بجدية مع سلوك البيانات والرصد التقليدية. ليست المسألة عملية حسابية فقط. إن الاستقراء والتحليل مناهج علمية قبل أن تكون مسميات وصفية. قلما تصادف باحثين جادين ومهنيين. ولهذا قلما تصادف دراسة أو تقريرا يمكن القول إنه مرجعية."

ذات صلة