أطلق الحوثيون يد البطش والانتقام الجماعي: ما الذي يحدث في العبدية؟
- مأرب، الساحل الغربي، مبارك سمعان
- 02:56 2021/10/25
لا أحد يعلم ما الذي يحدث في مديرية العبدية جنوب غرب مأرب بعد عشرة أيام من اجتياح المليشيات الحوثية لمركزها وتوغلها في بلدات ومحليات المنطقة التي تعرضت لحصار مميت وقصف عنيف على مدى شهر افتقد السكان خلاله لأبسط أسباب وعوامل الحياة من غذاء ودواء وماء. لكن التقارير القادمة وجلها من مصادر ثانوية إذ لا توجد مصادر محلية مباشرة تتحدث عن وضع مأساوي تزح تحته بلدات العبدية في ل انفراد كامل للحوثيين بالسكان والمحليات العتيدة الشهيرة بمقاومة المليشيات.
عزل الحوثيون العبدية بصورة كاملة، قطعوا الاتصالات والانترنت، وضربوا الأبراج التي تغطي المنطقة بالخدمة، وعاثوا خلال ذلك فسادا وبطشا وتدميرا وخطفا وتنكيلا بالمقاومين وعائلاتهم. تمكنت عشرات الأسر تباعا من الفرار والنجاة بحياتها بصعوبة بالغة إلى مناطق آمنة، تحدث هؤلاء عن فظائع وانتهاكات الحوثيين الذين أطلقوا نزعات الانتقام الوحشي في الأرجاء.
مئات الأسر وآلاف النازحين تدافعوا على مدى اسابيع خارج المنطقة المحاصرة، وشهدت مديريات جنوب مأرب عامة مؤخرا أكبر عملية نزوح من نوعها بواقع أكثر من عشرة آلاف نازح وقرابة أربعة آلاف أسرة، وفقا لإحصاءات وبيانات الهجرة الدولية ووكالات أممية ومصادر رسمية بمأرب.
العشرات من قيادات ومقاومة العبدية المحلية قتلوا أ, أعدموا وتمت تصفيتهم بدم بارد، ناهيك عن عشرات المختطفين امدنيين أعدموا أو لا أحد يعرف عنهم شيئا.
عدا ذلك بقيت الانتهاكات والفظائع وأعمال القتل الانتقامية والعقاب الجماعي قيد الإخفاء وبعيدا عن الإعلام وحتى عن أقرب الساكنين والمناطق المتاخمة، اللهم إلا ما تسرب تباعا أو ما نشر في أوقات سابقة.
شبكة ألغام - حصار مركب
كانت المليشيات طوقت العبدية بحصار مركب، عبر زراعة شبكات من الألغام والمتفجرات توالت في إسقاط الضحايا المدنيين ومن حاول الفرار.
ومؤخرا قتل وأصيب أربعة أطفال في حادثين منفصلين نتيجة مقذوف لمليشيات الحوثي وانفجار لغم من مخلفاتها في مديرية العبدية بمحافظة مأرب. وأكد المرصد اليمني للألغام، إن الطفلين " ناجي محمد الزبيدي (12 عاما) ومـانع علي الزبيدي (10 أعوام) أصيبا في انفجار مقذوف من مخلفات الحرب بمنطقة آل الزبيدي في العبدية.
كما قالت مصادر محلية إن طفلا قتل وأصيب آخر بانفجار لغم زرعته المليشيا الحوثية في المديرية.
وأوضحت بأن الطفل حاشد حسين بلغيث قتل، وأصيب عبدالمجيد علي بلغيث، جراء انفجار لغم زرعته مليشيا الحوثي في مديرية العبدية التي تعرضت لحصار واجتياح وحشي من قبل الحوثيين.
مختطفون - مخفيون
من جانبها كشفت رابطة أمهات المختطفين بمحافظة مأرب، الأحد 24اكتوبر/تشرين أول 2021، عن إحصائية أولية بعدد المختطفين من قبل مليشيات الحوثي في مديرية العبدية منذ اقتحامها لها عقب حصار خانق دام ما يقارب الشهر.
وأكدت الرابطة إنها رصدت في إحصائية مبدئية اختطاف "47" مواطنا مدني من أبناء المديرية نقل بعضهم إلى جهات مجهولة، ومن المتوقع أن العدد أكثر من ذلك.
إقرأ أيضاً:
- صور- "لغم دبابة" حوثي نسف هشام راوح وسيارته في جولة القصر بتعز
- عمران: الفتنة الحوثية تطحن قبائل "أبو شوصاء" و"صباره".. ومقتل طفل في العصيمات برصاص قائد حوثي
- لا أفق لتراجع المعارك حول مأرب رغم الخسائر البشرية الهائلة للحوثيين
- مواجهة بين التجار والباعة و"لصوص المولد" تشل أسواق المحويت
- أعدموا طفلا وشبانا بدم بارد واختفاء العشرات.. أعمال انتقامية ينفذها الحوثيون في العبدية
وقالت في بيان إنها تلقت عدة بلاغات من أهالي المديرية بقيام الحوثيون بعمليات اختطاف جماعية مستمرة، وانتهاكات مرافقة لها من اقتحام منازلهم وارهاب لعائلاتهم، واحتجاز أطفال والتحقيق معهم للضغط عليهم للكشف عن تواجد آبائهم وذويهم.
وأشارت إلى تحويل الحوثيين المدارس إلى أماكن احتجاز، واختطاف الجرحى، معبرة عن إدانتها لحملات الاختطاف الجماعية الحوثية تلك والتي تجري في ظل تعتيم إعلامي حيث تتعمد المليشيا فصل الاتصالات عن المديرية بين الحين والآخر واغلاق منافذها.
وحملت رابطة أمهات المختطفين المليشيا «المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة المختطفين»، ودعت الأمم المتحدة ومبعوثها والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والمجتمع الدولي أجمع «بالضغط على جماعة الحوثي لإطلاق سراح جميع المختطفين والمخفيين قسراً من أبناء العبدية وفك الحصار على أهاليها وإيقاف الانتهاكات بحقهم».