اليمن يترقَّب "دخان" السويدي هانس غروندبرغ
- عدن، الساحل الغربي، كتب/ أمين الوائلي
- 06:38 2021/08/21
يأخذ المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، الرابع على التوالي، وقتاً أطول من المتوقع قبل أن يبدأ فعاليته الرسمية الأولى في المنطقة، فضلاً عن أخذ رحلته الأولى إلى اليمن، ومباشرة مهامه ومسؤولياته عملياً في محاولة تفكيك الأحجية والسير عبر حقول النار والألغاز لالتقاط أية بداية ممكنة والاستهلال منها. حتى الآن نترقب "الدخان" إيذاناً بالعمل.
"صَمْتُ" الدبلوماسي السويدي حتى الآن لم يستتبع أي تعليقات أو آراء رسمية في اليمن، سواءً على مستوى الحكومة الشرعية والأطراف المشاركة فيها أو على صلة بعمل المنظمات والقطاع الإنساني الأكثر إلحاحاً ومعاناة.
مستجدات:
ومن المثير للدهشة أنه حتى على مستوى الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لم يكن هناك ما يوحي بأن أحداً -هنا- يهتم أو يفكر بالتساؤل. حالة عامة وغريبة من التجاهل والانصراف تعطي انطباعاً سلبياً حول "تعايش" مع ظروف الحرب والأزمات التي لا تأخذ استراحة وتواصل العمل حيث تتفاقم اقتصادياً وسياسياً وإنسانياً وتطحن ملايين اليمنيين المتروكين لمصيرهم.
منذ الإعلان الرسمي من قبل الأمم المتحدة في 6 أغسطس/ آب عن تعيينه مبعوثاً للأمين العام إلى اليمن خلفاً للبريطاني مارتن غريفيث، لم يظهر السويدي هانس غروندبرغ في أية فعالية ومناسبة علنية أو تصريح لوسائل الإعلام. والرجل القادم من منصب سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن -منذ سبتمبر/ أيلول 2019م- هو في الواقع قليل الحضور والمشاركة إعلامياً، ولهذا يحيط الغموض مهمته وشخصيته معاً لدى غالبية الأوساط في اليمن.
هناك من سيجتهد ويلتمس الوقت والحيثيات للرجل، لعله يجري مشاورات واستشارات خاصة مع الدوائر الدولية والإقليمية قبل البداية الرسمية. لكن هذا لا يقتضي أيضاً الغياب حتى عن الإعلام والرسائل الإيحائية أو الإيجابية عبر منصات البعثة والأمم المتحدة الرسمية في تويتر على الأقل.
إن الوقت -مع الأسف- هو أكثر ما لا يتوافر بكميات ترفية بالنسبة إلى المعاناة اليمنية التي تقطع العام السابع تباعاً في ظل الحرب والانقلاب والأزمات الإنسانية والاقتصادية الطاحنة.
إن اليمنيين الذين يعانون نزيف الدم والحياة والتعايش والسلام والأمن والقوت والصحة والخدمات هم بحاجة ماسة إلى شركاء ووسطاء وميسرين دوليين يتفوقون على مسؤولينا في حس المسؤولية والشعور بالوقت وخطورته كونه الحياة ذاتها.
لكن التعاطي الذي يقدمه المعنيون بالملف اليمني، وعلى رأسهم المسؤولون اليمنيون، يتسم بصورة رئيسة باستسهال التبديد والإهدار الجائر للوقت. إن إطالة أمد المعاناة وعمر الحرب والأزمات هي النتيجة الموضوعية لحالة الجمود وانعدام الشعور بالزمن وابتذال قيمة وأهمية وخطورة الوقت الذي يتم إحراقه دون أي التزام تجاه المواطنين الذين تطحنهم المعاناة والأزمات بسبب الحرب وبسبب المسؤولين الذين لا يعنيهم الوقت والنزيف المستفحل.
وحينما نكون بإزاء قيمة نازفة ومضافة وبالنظر إلى المستوى الأممي والدولي واستغراق الوقت الثمين أو إهلاكه ببساطة مزعجة للغاية، فإن الشعور بالإحباط واليأس -يمنياً- يتضاعف تجاه فاعلية وجدية التحركات والأدوار وحتى النوايا.
بانتظار السفير المبعوث السويدي الأممي هانس غروندبرغ في الموعد الأول والوقت المرتقب، سوف تبقى الأسئلة شاغرة فليس من الحكمة إهدارها تجاه المسؤولين والقيادات والسلطات اليمنية الذين أقلعوا منذ وقت مبكر عن عادة التفكير والتدبير والشعور بالمسؤولية وبالوقت.