ثمين ، ممتد بشكل زائد

 

قُتل طياران من القوات الجوية الأفغانية في 7 يونيو / حزيران أثناء محاولتهما إجلاء الجنود المصابين خلال تصاعد القتال ضد تمرد طالبان.

 

وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن إسقاط مروحيتها الروسية الصنع من طراز Mi-17 التي تمولها الولايات المتحدة. وتعرفت وسائل إعلام محلية على الطيارين المتوفين وهما ميلاد مسعود وعبد العليم شهرياري. وقالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان إن الطائرة تحطمت لكنها لم تذكر السبب ولم تحدد الطيارين. وأكد مسؤول أفغاني ، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ، أن المروحية أسقطت.

 

كان كل من الطاقم والطائرة ثمينين.

 

احتوى الأسطول الأفغاني على 13 طائرة هليكوبتر من طراز Mi-17 و 65 طاقمًا جويًا مؤهلًا من الطيارين ومساعدي الطيارين ، وفقًا لبيانات عسكرية أمريكية من أبريل 2021 ونوفمبر 2020 على التوالي.

 

تُظهر هذه البيانات أن القوات الجوية الأفغانية بأكملها تتألف من 339 طاقمًا جويًا مؤهلًا و 160 طائرة - أقل من ربع حجم أسطول شركة الطيران التجارية الأمريكية ساوث ويست إيرلاينز. الأسطول "القابل للاستخدام" أصغر - حوالي 140 طائرة - بعد احتساب الطائرات التي تخضع للصيانة ، وفقًا لبيانات أبريل نفسها.

 

صُممت القوات الجوية الأفغانية على صورة أمريكا ، وهي مجهزة بطائرات هليكوبتر UH-60 Black Hawk وطائرة نقل متثاقلة من طراز C-130H ، ولا يعرف أي منهما كيفية صيانته ، وفقًا لتقرير البنتاغون الصادر في أبريل. يتم خدمة هذه الطائرات من قبل متعاقدين تمولهم الولايات المتحدة ، والذين يتولون أيضًا معظم أعمال الصيانة لبقية الأسطول ، بما في ذلك الطائرات الهجومية الخفيفة A-29 Super Tucano وطائرات AC-208 Eliminator وطائرات الهليكوبتر MD-530 ، وفقًا لذلك التقرير.

 

حذر تقرير منفصل لعام 2020 صادر عن كبير المفتشين العامين في البنتاغون من أن الأسطول الأفغاني سيتوقف عن كونه "فعالاً في القتال" في غضون بضعة أشهر إذا فقدت القوات الجوية الأفغانية دعم المقاول. ولم يذكر البنتاغون عدد المتعاقدين الذين سيبقون في أفغانستان.

 

وفي تعليقات لرويترز ، أقر البنتاغون بأن انسحاب المقاولين قد يؤثر على أعمال الصيانة الروتينية ، وهو أمر كان يعمل على معالجته. وقال المتحدث الرائد روب لودويك إنه أصبح من الشائع بالفعل إرسال طائرات إلى الخارج لإجراء أعمال صيانة مكثفة.

 

قال بتريوس إن هذا ليس مكلفًا فحسب ، بل إنه "غير عملي" في وقت الحرب لتطير طائرة من أفغانستان للإصلاح. التعليمات عن بعد والاجتماعات عبر مؤتمر الفيديو لها أيضًا قيود طبيعية.

 

إلى جانب القوات الخاصة الأفغانية ، تعتبر القوات الجوية الأفغانية ركيزة استراتيجية الأمة لمنع سيطرة طالبان على المدن. بالإضافة إلى توفير غطاء جوي وتنفيذ غارات قصفية ، يقوم الطيارون بعمليات إجلاء طبية وإمدادات العبارات وقوات النقل للجيش المنهك في البلاد.

 

منذ إعلان بايدن الانسحاب في أبريل ، ضاعف مقاتلو طالبان عدد المناطق الخاضعة لسيطرتهم في أفغانستان بأكثر من الضعف إلى 203 ، أي ما يقرب من نصف مناطق البلاد البالغ عددها 407 ، وفقًا لصحيفة Long War Journal ، وهي نشرة على الإنترنت مرتبطة بمركز أبحاث محافظ. مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة البيانات بشكل مستقل.

 

قال مسؤولون أمنيون غربيون إن قوات المتمردين استولت على أكثر من 100 منطقة ، لكن طالبان تقول إنها تسيطر على أكثر من 200 منطقة في 34 مقاطعة تضم أكثر من نصف الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.

 

توقف الجيش الأمريكي عن نشر حصيلة المناطق التي تسيطر عليها طالبان ويقول إن المعلومات الآن سرية. لكن متحدثا باسم البنتاغون أقر يوم الخميس بأن طالبان استولت على "عشرات" مراكز المقاطعات.

 

قال أربعة مسؤولين أمريكيين إن المكاسب السريعة التي حققتها طالبان تضع مزيدًا من الضغط على أطقم القوات الجوية الأفغانية والطائرات لصد التقدم.

 

حتى قبل الموجة الأخيرة من هجمات طالبان ، كانت القوات الجوية الأفغانية تقوم بمهمات جوية بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا ، حيث تراكمت فحوصات الصيانة التي أخرجت المزيد من الطائرات من التداول ، وفقًا لتقرير صادر عن المفتش العام في البنتاغون في مايو.

 

حذر الجنرال أوستن ميللر ، قائد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان ، في 29 يونيو / حزيران من قلقه بشأن "الإفراط في استخدام" القوات الجوية الأفغانية.

 

وقال ميللر للصحفيين "إذا أفرطت في استخدام المنظمات فمن الصعب عليها ... إعادة تشكيلها."

 

في تصريحات من البيت الأبيض يوم الخميس ، قال بايدن إن المساعدات للجيش الأفغاني ستستمر بعد انتهاء المهمة العسكرية الأمريكية في 31 أغسطس. لكن بايدن لم يكن متفائلاً بشأن مستقبل أفغانستان ، مما ألقى بظلال من الشك على المشروع المستمر منذ عقدين للحفاظ على وحدة موحدة. ، دولة مركزية. ومع ذلك ، قال إن انتصار طالبان ليس حتميًا.

 

وقال للصحفيين "أثق بقدرة الجيش الأفغاني الأفضل تدريبا وأفضل تجهيزا وأكثر كفاءة" من طالبان.

 

البقاء والقتال؟

 

لم تكن تهديدات طالبان بالقتل الموجهة إليه هو وأسرته فقط هي التي أدت إلى طرد طيار الهليكوبتر الأفغاني الرائد نعيم أسدي من أفغانستان. وقال أسدي إن القوات الجوية الأفغانية فشلت في القيام بما يكفي لحماية الطيارين المعرضين للاغتيالات خارج القواعد.

 

وقال أسدي لرويترز في مقابلة بعد وصوله إلى نيوجيرسي في يونيو لبدء محاولته "إنهم ينفقون الكثير من المال على (تدريب) هؤلاء الطيارين ، لكنهم لا يستطيعون إنفاق أي أموال على الطيارين من أجل أمنهم". للجوء.

 

واشتكى أسدي من أنه ليس كل الطيارين الأفغان يتقاضون نفس الراتب أو حتى بانتظام. بصفته عضوًا في أقلية الهزارة العرقية ، يعتقد أسدي أنه تم فقدانه أيضًا للترقية.

 

وقال "إنهم لا يعتنون بكل طيار على قدم المساواة".

 

ولم يرد الجيش الأفغاني على طلبات للتعليق على قضية أسدي. ولم يُظهر أسدي وثائق رويترز لدعم مزاعمه بالتمييز.

 

يقول الخبراء إن الروح المعنوية للقوات الأفغانية يمكن أن تكون حاسمة في منع الانهيار ، بالنظر إلى زخم طالبان والضعف الملحوظ للحكومة المركزية الأفغانية في أجزاء رئيسية من البلاد.

 

يوم الأحد ، فر أكثر من 1000 من أفراد الأمن الأفغان عبر الحدود إلى طاجيكستان في أعقاب تقدم طالبان في شمال أفغانستان. عاد ما يقرب من 300 طائرة إلى أفغانستان يوم الأربعاء ، ويواصل المسؤولون في كابول الإعراب عن ثقتهم في قوات الأمن الأفغانية.

 

وجدت مراجعة أجرتها هيئة رقابية تابعة للحكومة الأمريكية أن ما يقرب من نصف جميع المتدربين العسكريين الأجانب الذين غابوا دون إجازة أثناء التدريب في الولايات المتحدة منذ عام 2005 كانوا من أفغانستان. أوقف البنتاغون في النهاية تدريب الطيارين الأفغان داخل الولايات المتحدة.

 

حصلت نيلوفر رحماني ، أول طيار ثابت الجناحين في سلاح الجو الأفغاني ، على حق اللجوء في الولايات المتحدة في عام 2018 بعد تلقيها تهديدات بالقتل من طالبان وآخرين في المجتمع الأفغاني الذين أدانوها للعمل إلى جانب الجيش الأمريكي.

 

قالت رحماني ، التي تتدرب الآن في فلوريدا لتصبح مدربة طيران ، إن الحكومة الأفغانية لم تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد بما فيه الكفاية ، وحتى بعض زملائها الطيارين لم يعتقدوا أن على النساء الطيران. قالت إنها لم تحصل على أجر لمدة عام.

 

ومع ذلك ، لم يكن قرار مغادرة أفغانستان سهلاً.

 

وقالت رحماني: "لقد حطم قلبي بصراحة ، لقد كنت مكتئبة لمدة عامين فقط أفكر في الأمر" ، موضحة أنها شعرت أنها تخلت عن عائلتها وما بدا ذات يوم وكأنه مهنة عسكرية واعدة. وقالت إنها تخشى انسحاب العديد من الطيارين من القوة "بسبب نقص الدعم بسبب التهديد".

 

وقال طيار أفغاني في الخدمة ، تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته من أفغانستان ، إنه كان يحاول هو الآخر إيجاد طريقة للفرار من البلاد في مواجهة تدهور الوضع الأمني.

 

يجد البعض أن باب الولايات المتحدة مغلق. أعرب محمد هميون زارين ، طيار سابق من طراز A-29 ، عن صدمته لأن السفارة الأمريكية في كابول رفضت طلب التأشيرة في مارس.

 

بصفته أحد قدامى المحاربين في سلاح الجو الأفغاني الذي أمضى سنوات في التدريب في أمريكا ، فإن زارين مقتنع بأن طالبان ستنفذ تهديداتهم العديدة بقتله هو وعائلته الآن بعد مغادرة القوات الأمريكية.

 

يقول إنه سيكون ثمارًا.

 

قال زارين في مقابلة ، موضحًا تفاصيل قضيته علنًا لأول مرة على أمل أن تعيد الولايات المتحدة النظر فيها: "لم أكن أسقط الزهور عليهم. كانت قنابل".

 

وقالت السفارة الأمريكية في كابول ، في رسالتها إلى زارين ، التي اطلعت عليها رويترز ، إنه غير مؤهل للحصول على نفس التأشيرات المخصصة للمترجمين الفوريين لأنه لا يعمل بشكل مباشر مع الولايات المتحدة ، بل يعمل لصالح الحكومة الأفغانية.

 

قال زارين إن هذا التمييز لا يحدث فرقًا كبيرًا على الأرض في أفغانستان ، حيث كان يُعرف بالطيار الناطق باللغة الإنجليزية الذي أمضى سنوات في التدريب في الولايات المتحدة.

 

رفضت وزارة الخارجية التعليق على قضية زارين ، قائلة إن طلبات التأشيرة سرية.

 

قتلة مدربون

 

كان مسعود أتال ، طيار مروحية بلاك هوك ، يقود سيارته في يوم إجازته في 30 ديسمبر لشراء الفاكهة لوالدته عندما أحاطت دراجتان ناريتان بسيارته تويوتا كورولا الرمادية على طريق سريع بمدينة قندهار ، واحدة على كل جانب من جوانب السيارة.

 

أطلق مسلحون على ظهر الدراجتين النار على أتال ، وأطلقوا النار عليه 11 مرة ، مرة في وجهه ، وست مرات في ذراعه اليمنى ويده اليمنى ، والباقي في صدره ، على حد قول أسرته.

 

كان أتال قد أسر لعائلته أنه تلقى تهديدات بالقتل من طالبان ، كانت الأحدث في مكالمة هاتفية مليئة بالشتائم قبل يومين فقط من مقتله.

 

وروى بشير أحمد أحد أشقاء أتال: "نحن نقتلك".

 

وقال أحمد إن أتال طلب حراسا شخصيا وسيارة واقية من الرصاص لكن الجيش الأفغاني رفضه ، متهما إياها بأنها "ضعيفة جدا في هذه الأشياء".

 

وأكد المتحدث العسكري الأفغاني صادق عيسى مقتل أتال على يد طالبان لكنه لم يعلق على قضيته.

 

وأكدت طالبان أنها قتلت أتال وقالت إنها ستفعل الشيء نفسه مع الطيارين الآخرين.

 

وقال مجاهد المتحدث باسم طالبان لرويترز "استهداف من يقصفون المدنيين الذين يلقون قنابل عمياء على منازل المدنيين واجب علينا وسنفعل ذلك."

 

بالنسبة لوالدي أتال ، كان هذا هو طفلهما الخامس الذي يُقتل خلال عقود طويلة من القتال في أفغانستان. قالت الأسرة إنه في عام 1984 ، أثناء الاحتلال السوفيتي ، سقط صاروخ أطلقه مجاهدون مناهضون للسوفيت أمام مدرسة أطفالهم في قندهار ، مما أدى إلى مقتل ابن آخر وثلاث بنات.

 

وتسبب تبادل إطلاق النار في مقتل أعداد لا تحصى من المدنيين الأفغان. قالت عائلته إنه لم يكن هناك شيء عشوائي في مقتل أتال. وقال شقيق آخر ، وحيد ، إن حركة طالبان "تركز بشكل مطلق على الطيارين أولاً ... لجعل الحكومة الأفغانية ضعيفة بما يكفي حتى يمكن هزيمتهم".

 

ثبت أن القبض على قتلة الطيارين الأفغان أمر صعب.

 

بعد أسابيع قليلة من إطلاق النار على زامراي في يناير / كانون الثاني ، قتل الطيار بالرصاص في مكتب سمسار عقاراته ، أخبرت شرطة كابول الأسرة أنها قامت باعتقال. طلبوا من ابن زامراي البالغ من العمر 14 عامًا التعرف على المشتبه به.

 

وهو يلمح المحتجز في قسم الشرطة ، وأخبر المراهق الشرطة أنه كان لديه الرجل الخطأ. قالت الأسرة إن الشرطة حاولت إقناع الصبي بأن المشتبه به قد يبدو مختلفا الآن لأنه مصاب بكسر في أنفه.

 

وقال دارمان ، صهر زامراي: "كانت الشرطة تضغط على نجل (زامراي) لتحديد هوية الشخص الخطأ وتورطه لمجرد إخفاء ضعفهم وإظهار إنجاز".

 

ولم ترد السلطات الأفغانية على طلب للتعليق على المزاعم.

 

(تقرير بقلم فيل ستيوارت وإدريس علي من واشنطن وحميد شاليزي في كابول). تحرير ماري ميليكين ومارلا ديكرسون