مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن حذرت بايدن من إضفاء الشرعية على وكلاء إيران في اليمن
- واشنطن، الساحل الغربي، عبدالمالك محمد:
- 08:41 2021/07/07
تزامُن استهداف قواعد وقوات أمريكية من قبل فصائل مسلحة في العراق وكذا هجمات الحوثيين في اليمن على المملكة السعودية -حليفة أمريكا- ليس مصادفة.
تستبعد مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ومقرها واشنطن، أن يكون للمصادفات حظ للتواجد في الشرق الأوسط.
موضحة، في تحليل، أن الهجوم المتزامن ذاك ما هو إلا نتيجة للتحول السلبي الهائل في سياسة واشنطن إزاء وكلاء إيران في المنطقة لا سيما الحوثيين «فبدلا من أن تحاسب رعاتهم الاستراتيجيين الكبار-طهران، عاملتهم كجهات فاعلة تعمل في فراغات جيوسياسية منفصلة».
الأمر له علاقة بالنية المعلنة لإدارة جو بايدن في إعادة العمل على الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، وعلى الرغم من أن المفاوضات لا تزال جارية، إلا أن البيت الأبيض أعطى من المؤشرات ما يكفي لإثبات أنه سيقدم التنازلات اللازمة لإحياء الاتفاقية. حد قول ريتشارد غولدبرغ، كاتب التحليل.
وبصرف النظر عن تأثير ذلك على برنامج الملالي النووي، فإن العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، سيعني، باعتقاد غولدبرغ، رفع العقوبات التي لا تعد ولا تحصى عن الجمهورية الإسلامية، وتدفق مليارات الدولارات إليها.
ويضيف: «تحسّبًا، يشجع الإرهابيون المدعومون من إيران بالفعل على مهاجمة حلفاء الولايات المتحدة، ويتوقعون زيادة الميزانيات وإعادة التسلح في الأسابيع المقبلة. بعبارة أخرى، لا تُظهِر اندلاع أعمال العنف هذه فشل سياسات الإدارة الأمريكية السابقة، بل تُظهر نقاط ضعف الإدارة الحالية».
وتبعا للتحليل، يتطلب «فهم كيف وصلنا إلى هنا» العودة إلى يناير/ كانون الثاني من هذا العام، عندما صنف وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو جماعة الحوثي على أنها منظمة إرهابية أجنبية بموجب القانون الأمريكي.
إعلان التصنيف اتهم إيران بتزويد الحوثيين بـالصواريخ والطائرات بدون طيار والتدريب، مما سمح لهم باستهداف مناطق حيوية في السعودية واليمن، مشيرا إلى الهجوم الحوثي على مطار عدن أواخر عام 2020 والذي خلف 22 قتيلاً بينهم ثلاثة من موظفي الصليب الأحمر.
كانت وقائع تصريحات بومبيو لا جدال فيها، حتى بالنسبة لإدارة بايدن، التي قالت إنها «كانت واضحة المعالم بشأن أفعال أنصار الله الخبيثة وعدوانها».
وفيما يتعلق بالمخاوف التي إثيرت حينها من أن يؤدي ذلك التصنيف إلى إحداث تأثير قانوني مخيف على وصول السلع والمساعدات الإنسانية لليمنيين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. يرى ريتشارد غولدبرغ أنه كان بالإمكان تخفيفها.
لكن بالنسبة للبعض -مثل روب مالي، المبعوث الخاص للرئيس بايدن إلى إيران- كان التصنيف إشكاليًا لأنه سيتدخل في محادثات السلام، التي تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية في اليمن من خلال استرضاء الحوثيين.
يشير ريتشارد أن عددا قليلاً من أعضاء الكونجرس فقط يدركون حقًا التهديد الإيراني الكامن خلف الحوثيين، ويعلمون أنهم جماعة إرهابية خطيرة لديها القدرة على تعطيل الحركة البحرية الدولية وإطلاق الصواريخ ضد القواعد الأمريكية وإسرائيل.
أما معظمهم، «يرون تقارير عن مجاعة وأزمات إنسانية وخسائر في صفوف المدنيين في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن».
وبجانب قلة الإدراك هذه أعطى المزاج المناهض للسعودية في مبنى الكابيتول -بسبب حادثة خاشقجي- إدارة بايدن فرصة سياسية للإعلان عن أحد قراراتها الخارجية الأولى: إزالة الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية المصنفة.
يقول التحليل إن التراجع بالنسبة لطهران خفف من العقوبات القانونية والمالية التي كانت ستترتب عن تزويدها أحد وكلائها المهمين بالمال والإمدادات. بالتالي «ما حدث بعد ذلك كان متوقعًا تمامًا».
«في غضون 24 ساعة من شطبهم من قائمة الإرهاب، صعد الحوثيون من الهجمات الصاروخية على المطارات السعودية والبنية التحتية النفطية، مما أجبر وزارة الخارجية والبيت الأبيض في نهاية المطاف على إدانة الهجمات».
ويخلص ريتشارد غولدبرغ، في تحليله، إلى القول «إظهار الضعف تجاه جمهورية إيران الإسلامية وإضفاء الشرعية على وكلائها كنوع من الانفتاح ينتج عنه نتائج عنيفة».