لماذا القوات المشتركة في صدارة القوى المقاومة؟

08:17 2021/06/17

دعونا نخُض في قراءة تحليلية وعميقة حول القوات المشتركة التي ترابط في الساحل الغربي والتي أصبحت اليوم رقماً صعباً ضمن فصائل المقاومة اليمنية التي تناهض الانقلاب الحوثي المدعوم ايرانياً بغية زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
 
لا يستطيع أحد أن ينكر دور هذه القوات في معركة الشعب المقدسة، معركة العزة والكرامة، فقد كان لها دور جبار، واستطاعت أن تلوي ذراع المليشيات وتجبرها على التقهقر والانكسار لتعلن الاستسلام وطلب التفاوض بعد أن ارتمت بأحضان المجتمع الدولي تتذرع بالجوانب الإنسانية.
 
أوقفت القوات المشتركة معركة تحرير مدينة الحديدة ومينائها وهي الطرف المنتصر والذي يمتلك زمام المبادرة احتراماً للموثيق الدولية ومراعاة للوضع الإنساني، وهو ما أكسبها احتراماً من الحكومة الشرعية وقيادة التحالف ورعاة الاتفاق.
 
أثناء التعامل مع لجنة الرقابة الأممية المشرفة على تنفيذ استوكهولم أبدت التعاون والتنازلات من أجل تنفيذ استوكهولم رغم تعنت المليشيات الحوثية التي جعلت من استوكهولم مظلة لتثبيت تمترسها داخل الحديدة.. وخلص كل المراقبين إلى الاشادة بها كقوة وطنية حريصة على حقن الدماء ومصلحة البلاد، واستطاعت أن تجاري غطرسة المليشيات حتى عرتها وأظهرتها على حقيقتها وتم سحب فريق الرقابة الأممي.
 
راهن الكثير على فشل هذه القوات أمام مراوغة المليشيات وتسويفها وتلاعبها بالوقت واختلاقها مبررات ومحاولتها احداث اختراق هنا أو هناك والعودة إلى بعض المناطق المحررة، لكنها كسبت الرهان واستطاعت أن تحافظ على كل شبر تحرر وتستنزف المليشيات الحوثية وتلحق بها الكثير من الخسائر المادية والبشرية وظلت متمسكة بزمام المبادرة.
 
لم تخرق الاتفاق رغم انها لديها القدرة والامكانات لأنها تدرك حجم فداحة ذلك.
 
وكونها تتمركز على مسرح عمليات مهم محاذ لباب المندب ومطل على خط الملاحة الدولي فقد اثبتت نجاحا كبيرا في المهمة التي تتطلبها منطقة مثل الساحل الغربي لليمن.. وأظهرت قوات خفر السواحل، المنضوية ضمن هذا التشكيل، كفاءة بعد أن قطعت خطوط التهريب الإيرانية وامنت المياه الإقليمية للجمهورية اليمنية، وكشفت خلايا التهريب، وهو ما اكسب هذه القوات اهمية وزاد الثقة بها كقوة تخدم الأمن القومي العربي وتحفظ امن طرق التجارة الدولية.
 
تكتسب القوات المشتركة في الساحل الغربي ميزة قد لا تجدها في ما سواها.. كونها قوة تمثل مناطق الجمهورية من شمال وجنوب ومن تيارات سياسية مختلفة وغير مؤدلجة وهي الأكثر وسطية واعتدالا وتقبل التعايش والانسجام، وهو ما كشفته الأيام رغم التحريض الإعلامي المستمر ضدها.
 
القوات المشتركة منذ تأسيسها وهي حريصة على أن تكون قوة نظامية ترتكز على التأهيل والتدريب والبناء المؤسسي.. وتعمل جاهدة في تقديم الأعمال الاغاثية والانسانية وتقديم الخدمات الاساسية بقدر استطاعتها إلى جانب السلطة المحلية، وهذا ما يدركه كل من يزور مناطق الساحل الغربي ويشيد به الكثير ويتحدث عنه وعن الرضا المجتمعي الواسع عن الاداء الامني وسعيها لتقويم مؤسسات الدولة. 
 
هذه القوى قابلة للحوار والانفتاح وقد تم الإعلان عن العطاء السياسي، لها واثمر جهدها، واصبحت اليوم تتفاعل مع النشاط السياسي الذي يسعى لخلق سلام شامل ودائم يحفظ لليمنيين حقوقهم وحريتهم.
 
طريق النضال والكفاح مستمر من أجل القضية التي تنشدها القوات المشتركة فيد ممدودة للسلام واخرى للبناء والتطوير والتأهيل وإعادة الجاهزية القتالية، وتمد يدها لتنفيذ اي عملية اسناد إلى جبهة مأرب أو اي جبهة اخرى من أجل كسر المشروع الايراني في اليمن، وهو ما جعلها تتصدر المكانة بين مختلف القوى المقاومة للانقلاب الحوثي.