التحركات الأمريكية فشلت قبل أن تبدأ ومفاتيح الحوثيين بيد إيران وليس عُمان
- الساحل الغربي، كتب/ أمين الوائلي:
- 11:48 2021/06/05
مفاتيح الحوثيين بيد الإيرانيين وليست بيد العمانيين. قرار الحرب والمضي في التصعيد العسكري إلى منتهاه يؤخذ في طهران وليس في مسقط. كان الأمر واضحاً، دائماً، وهو اليوم أكثر وضوحاً. المحاولات الأمريكية لتغيير الواقع كانت مبنية مع الإدارة الجديدة على مقدمات تعوزها الواقعية الشديدة.
أخيراً تشعر واشنطن بالخيبة وتوجه الاتهامات للحوثيين، لكن التنديد مهمة سهلة يفعلها كثيرون وليس المنتظر من الولايات المتحدة أن تندد وتشجب خصوصاً وهي أعطت نفسها حق إدارة الملف وبدأت بطريقة خاطئة تماماً تمثلت في تقديم تنازلات للمتمردين الحوثيين ولإيران وأدواتها من باب واسع بإزالة التصنيف وجردت نفسها من أهم أدوات الضغط بيدها.
المطلوب من البيت الأبيض والولايات المتحدة أن تأخذ قرارات وتتخذ خطوات وإجراءات. ودعونا نذكر بأن معاقبة قيادي أو اثنين في كتيبة رجال إيران في المليشيات الحوثية ليست إجراءات يمكن أن تحدث أثراً أو تفرض تغييراً أو تشكل ضغطاً حقيقياً من أي نوع. أي شيء لن يعادل الامتيازات والمكافآت المجانية التي منحتها إدارة بايدن للحوثيين من اليوم الأول.
جولات تيم ليندركينغ المكوكية في المنطقة راكمت المزيد من مشاعر الخيبة واليأس، كما تعبر عنها بيانات وتصريحات وزارة الخارجية في واشنطن. لقد فشلت إدارة بايدن من اللحظات الأولى في تقدير حجم وتعقيدات المشكلة الحوثية ومدى تورط إيران في الحرب والصراع من وراء الأدوات الحوثية. اعتقدت أنها قادرة على أخذ الحوثيين جانباً وعقد صفقة. لكن هؤلاء يريدون كل شيء ومعه التبعية المطلقة لإيران.
يعاني المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن السيد تيم ليندركينغ -زيادرة على الانسداد المحبط- من خسارة جهود مارتن غريفيث الذي لن يعود موجوداً بعد هذه الجولة أو أبعد منها وكانت الإدارة تعول كثيراً على إدماج مهمة المبعوثين بصدد إنجاز اتفاق قال لهم مارتن إنه صار شبه جاهز ما لم يكن جاهزاً بالفعل. في واقع الأمر لقد صدقوا وراهنوا على هذا المسار.
تحدث تيم باستياء وهو يفرك يديه الخاويتين من أي نتيجة. ما تقوله بيانات الخارجية الأمريكية اليوم لا يختلف في شيء عما قالته بيانات وتصريحات بومبيو وإدارة ترامب (في المحصلة) تجاه الحوثيين والتورط الإيراني. السؤال هو: ماذا أنتم فاعلون؟
يعول الأمريكيون على مسقط والعمانيين في الدفع بجهود ليندركينغ. هذه مرة أخرى من الأوهام التي لا يريدون التخلص منها. إن طهران وحدها وليس أي طرف آخر، خصوصاً خليجي وعربي، صاحبة الكلمة والرأي في أمر وقرار الحوثيين. وعلى كل حال فإن زيارة الوفد العماني لن تفعل شيئاً في صنعاء أو تستخلص أي تنازلات. يجدر بالأمريكيين أن يكونوا متأكدين من هذا وأن يفكروا في الخطوة التالية. ماذا بعد؟
هناك في الأفق المنظور نتيجة واحدة واضحة جداً: سوف يسعِّر الحوثيون الهجوم والحرب تجاه مأرب في الأيام القليلة القادمة. هذه حقيقة وليست فرضية. الهجوم الباليستي الوحشي على المدنيين في مدينة مأرب يوم السبت كان هو الأكثر دموية حتى الآن، تزامناً مع وصول العمانيين وغداة التصريحات الأمريكية المليئة بمشاعر الخيبة.
هذه نتيجة وحيدة نراها شاخصة، ويجدر باليمنيين (أولاً) أيضاً أن يتعاملوا معها من الآن. إنهم يحشدون لحرب أطول وأسوأ في مأرب.
التحركات الأمريكية فشلت وتفشل حتى الآن. فشلت قبل أن تبدأ، عندما صرفت الهدايا المجانية مسبقاً لحلفاء إيران.
وقرار الحرب أخذته إيران ولن توقفه عمان.
.. اقرأ أيضا :