آلاف الأطفال في مراكز التعبئة الحوثية ، ما الذي يحدث؟
- إب، الساحل الغربي، عبدالمالك محمد:
- 07:34 2021/06/05
تستقطب المليشيات الحوثية إلى مراكزها الصيفية الأطفال دون سن العاشرة في جميع المدن والقرى الواقعة تحت سيطرتها. تكاد المراكز تلك أن تكون أقرب إلى المعسكرات من حيث الانغلاق على نفسها؛ فالأطفال لا يغادرونها على الإطلاق كما أنها تحاط بالمسلحين.
مصادر خاصة بـ ”الساحل الغربي“ تتبعت عملية الاستقطاب هذه في منطقة جبلة بمحافظة إب، والتي يرجح إنها لا تختلف كثيراً عنها في باقي المناطق؛ لتكشف بعد رصد لنا عن خفايا وكواليس ومعلومات بدت وكأنها قادمة من معسكرات داعش الإرهابية.
التعبئة : ملشنة الصغار
يبدأ تحشيد الأطفال عبر عقال الحارات ومدراء المدارس الحكومية، وهؤلاء عادة ما يعملون تحت متابعة مشرفين حوثيين، وسط أخبار عن تولي ضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو الإشراف على العملية بأكملها.
يتعرض الأطفال لبرامج استهداف مكثفة تلاحقهم في المدرسة والبيت والمسجد
إنها عملية تعبئة فعلية لا تفرق بين الصغار والكبار. بل إنها تتبمى بالذات التفعيل المركز تجاه الصغار لعوامل كثيرة لا تخفى.
ينتهي الحال بأولئك القاصرين داخل مساجد ومباني عديدة لجمعيات أو ما كانت تعرف بدور تحفيظ القرآن. وهي بكل الأحوال أماكن تحاط بالمسلحين ولا يعد بمقدور الأهالي الاقتراب منها، بما في ذلك المساجد إلا في أوقات الصلوات.
المراكز تنتشر على نطاق واسع في مناطق سيطرة الحوثيين، وهو الانتشار الذي أثار استياء قطاع واسع من اليمنيين؛ ليطلقوا حملة الكترونية توعوية بعنوان الحوثي يفخخ الطفولة، اخذت هي الأخرى حقها في الانتشار والتوسع.
لا يختلف ما يحدث عما يفعله الحوثيون في سائر العام من تعبئة وحشو وقسر للصغار في المدارس وبرامج الإذاعات وفعاليات اليوم المدرسي، كما أظهرت مقاطع فيديو من طابور صباحي بمدرسة في أمانة العاصمة.
والجدير بالملاحظة، هنا، أن رفض المراكز الصيفية الدارجة في المجتمع اليمني لم يقتصر على التدوين في وسائل التواصل فحسب، لقد نجح وعي الأهالي في إفشال عددا منها بالفعل. على سبيل المثال أجبر الحوثيون على إغلاق مركزي "المطري والملاحي" بريدة وآخر في مسور بمحافظة عمران لعدم تسجيل أي طالب فيها.
جبلة - إب
أمّا في جبلة بمحافظة إب لا يزال عشرات الأطفال يقبعون داخل مركز الرسول الأعظم ومدرسة الرسول الأعظم. يتلقنون هناك على مدار اليوم دروسا ضاربة في التطرف والقدم، وإن بوسائل حديثة.
”شاهدت بيد أحدهم كتابا بطبعة أنيقة اسمه القراءة والحكايات“. قالت أحدى المصادر.
واعتمدت ما تسمى اللجنة العليا للأنشطة والدورات الصيفية التابعة للحوثيين العشرين من إبريل/نيسان الفائت مليار و451 مليونا 290 ألف ريال ”كحد أدنى“ كموازنة لتمويل المراكز الصيفية. وتشمل الميزانية بالطبع ”طباعة مناهج خاصة بها“.
لا تكتفي المراكز بمحتوى المنهج في حث الأطفال على العنف والتطرف، بل تدعّمه بتمارين قتل عملية. ”إنهم يستخدمون الألعاب على شكل أسلحة ومسدسات ورشاشات ولبس وأدوات عسكرية“. أكد شاهد عيان.
ويعيد ذلك إلى رغبة الحوثيين بأن يغرسوا في قلب الطفل شعور الألفة إزاء السلاح؛ ”وحينما يستخدمه حقيقية لا يعد يشعر بأن الأمر غريب عليه“.
بالنظر إلى كل ذلك يتبيّن أن المراكز الصيفية الحوثية ”ليست حدثا عابرا أو نشاطا عاديا“. من وجهة نظر الإعلامي عبدالله إسماعيل. يضيف:” تعلم الجماعة أن رصيدها الشعبي يتٱكل نتيجة جرائمها وان الحاضنة الشعبية وهم.فتلجأ للتأثير على الأطفال وغسل العقول وزراعة ألغام الفكر لتواجه به لحظة الانكسار“.
وبالعودة إلى جبلة، فقد قوبلت جهود إطلاق برامج صيفية من قبل بعض المدارس الأهلية والمعاهد بالقمع. سلطات المليشيات شديدة الصرامة بهذا الخصوص، إلا في حالة واحدة ” أن يكون الكادر والمنهج أو البرنامج تابعين لها“. تؤكد المصادر.
تستدرك” رغم أن برامج المعاهد هي لغات وتقوية في المواد الدراسية“.
5 في ذمار
تحرص إدارة مراكز التطييف هذه على الأبقاء على الأطفال تحت عينها طوال مدة البرنامج الصيفي، فتوفر لهم الأكل والشرب والنوم بداخلها كالمعسكرات، وهي تساوم الأهالي بمواد غذائية مقابل بقاء أولادهم لعدة أسابيع في المراكز.
وليس ببعيد عن إب توجد 5 مراكز صيفية/ معسكرات تدريبية مماثلة في محافظة ذمار. تتوزع على مديريات آنس الحدا وعنس( منطقة العوش بعزلة يعر،وفي وادي الحار)، فضلا عن معسكر تدريبي في الاستاد الرياضي بالمدينة.
ولا تعد عملية المتاجرة واستغلال القاصرين غريبة علي قيادات الحوثي في ذمار. تقرير لمرصد "الساحل الغربي" تتبع في وقت سابق خيوط وكواليس إدارتهم لشبكة حوثية تمتهن أطفالاً مختطفين في "التسول وأشياء أخرى".