أمام جدار مبكى 22 مايو

09:03 2021/05/25

لنسأل، لنفتش، لنقرأ، في صفحات 22 مايو.. خلال الأعوام 1990 وحتى العام 2012، عرفنا أب وأم حقوق المواطن.. الحقوق السياسية أعني، الحريات السياسية، التعددية السياسية.. نشأت أحزاب، وانتمى المواطن للحزب الذي يفضله دون قيد أو خوف، وشاهدت البلاد انتخابات نيابية ورئاسية ومحلية، وكانت تحسب هذي البلاد ضمن الديمقراطيات الناشئة.. وكنا بصدد انتخاب محافظي المحافظات، وعلى مقربة من الحكم المحلي أو الفيدرالية المكونة من عاصمة وعشرين محافظة.. كفلت حرية الصحافة، وحرية القول والاحتجاج والتظاهر والبول.. ويأتي الآن من يلعن 22 مايو، ويود شطبه من أيام الاجازات الرسمية! 
 
 هل خلال هذه الفترة الزمنية أكره مواطن على ارتداء ملابس معينة؟ هل حدث اعتداء على مواطن لأنه زيدي أو شافعي أو اسماعيلي، أو لأنه شمالي أو جنوبي.. هذا يحدث اليوم.
 
هل فرض على شافعي أو إسماعيلي مثلا أن يتحول إلى زيدي أو حنفي؟ لا شيء من ذلك البتة، ظلت المذاهب محل احترام، ولم يحدث أن تعرض زيدي أو شافعي للإكراه كي يتحول إلى مذهب آخر.. وهذا يحدث اليوم.
 
هل أغلق دكان أو مستودع أو معرض بسبب نوعية الملابس أو الأكلات التي يقدمها، أو بسبب اسم المتجر، أو بسبب اللوحات الفنية؟ لم يحدث شيء من ذلك اطلاقا.. لكن هذا يحدث اليوم.
 
وخلال تلك الفترة من يدلنا على شاهد واحد للتدخل في شئون شخصية، مثل طريقتك في ترتيب شعر رأسك، أو مثل أن فلانة تضرب لأنها جعلت لها نطاقا في خصرها؟ لم يحدث مثل هذا اطلاقا.. هذا يحدث اليوم.
 
هل سمعتم في يوم من الأيام أن الحكومة قالت لطلاب وطالبات الجامعة عليكم ارتداء زي معين، وأن تنظيم احتفال بمناسبة التخرج من الجامعة ممنوع؟ لم يحصل شيء من ذلك، لكن بعد سيطرة جماعة التخلف على صنعاء اختلف الأمر.. بل أنقلب رأسا على عقب.. وما تزال في بالنا وقائع وقعت في رمضان، وصلاة التراويح مثالا لذلك ما يزال طريا.. تزعم الجماعة الحوثية أن صلاة التراويح ليست من الإسلام، وأن عمر بن الخطاب هو أول من أقر هذه الشعيرة التي ابتدعها بعض الصحابة.. من حق الحوثية أن تزعم ذلك وتحتفظ بزعمها لنفسها، لكنها عملت على مضايقة الحنفيين والشوافع وكل السنيين، بغية اجبارهم على ترك هذه الصلاة، بينما قد استقر عندهم أن التراويح سنة من السنن، وكان عليها أن تحترم ذلك، لكن وصل الأمر ببعض جهلتها ومتعصبيها استخدام العنف المؤدي للموت كما حدث للشيخ المسن ناصر زايد الذي اعتدى عليه المشرف الحوثي ابو بدر الوائلي أثناء إمامته صلاة التراويح في أحد مساجد المحويت، وتسبب ذلك الاعتداء في موته.. تقول إن مذهبها هو الصحيح، وهذا حقها، لكن أيضا أتباع اي مذهب يعتقدون أن مذهبهم صحيح، وإلا لماذا بقيت المذاهب حية إلى اليوم؟
 
كان المؤتمر والإصلاح والاشتراكي في خلاف ونقاش مستمر حول استخدام المساجد لأغراض سياسية- حزبية، اليوم جعلت الجماعة الحوثية كل المساجد والجوامع، في خدمتها.. فيها يتم الهتاف بالشعار الخاص للجماعة- الصرخة.. ومن منابرها تعاد إذاعة خطب ومحاضرات عبد الملك، وخطب الجمعة والدروس اليومية  تسبك لمصلحة الجماعة.. ظل السلفيون موضع احترام في عهد 22 مايو، ومنذ العام 2013وإلى أمس منكبة في مضايقتهم وقتلهم وتشريد العدد الأكثر منهم، وقبل أيام أغلقت مركزا لهم في ذمار.. المواطنون الذين يدينون بالدين الموسوي استأصلتهم من آل سالم وريده وصنعاء، وارسلتهم إلى إسرائيل التي تهتف الجماعة لها بالموت واللعنة.