مأساة أسرتين في الحديدة خطف لغم حوثي حياة عائليهما الوحيدين (فيديو)
- الحديدة، الساحل الغربي، إعداد التميمي محمد:
- 09:55 2021/05/02
فيما كان الأطفال وأمهاتهم ينتظرون القوت اليومي الذي سيعود به علي ومحمد، كان في انتظارهما لغم زرعته مليشيا الموت الحوثية على قارعة الطريق المؤدي إلى منزليهما في مدينة حيس بمحافظة الحديدة، انفجر اللغم وقتل محمد وشقيقه علي، مدمراً حياة أسرتين فقدتا عائليهما الوحيدين.
زراعة الموت وتفخيخ الحياة نهج لمليشيا لا تؤمن بالحياة، ولم يسلم منها المدنيون العُزَّل الذين يسيرون في الأرض بحثًا عن لقمة العيش، تطالهم أدوات الموت الحوثية الغادرة باستمرار.
قصة مأساة صنعتها مليشيا الموت الحوثية، بزراعتها ألغامًا في السهول والساحل الغربي، بمحافظة الحديدة، للإيقاع بأكبر عدد من الضحايا المدنيين.
بالرغم من دحر مليشيا الحوثي الإجرامية من مناطق كثيرة في الساحل الغربي، إلا أنها تركت إرثًا دمويًا انتقاميًا خلّف مآسي كثيرة للمواطنين، في معظم مديريات محافظة الحديدة المحررة، وهُنا قصة مؤلمة من ضمن آلاف القصص المأساويّة التي سببتها ألغام الحوثِيِّ؛ فقد انفجر لغمٌ حوثِيٌّ، وحطّم مستقبل أسرتين كانتا تعتمدان على عائليهما الوحيدين في الحصول على القوت اليومِيِّ ومتطلبات الحياة.
الشقيقان علي ومحمد ناصر جحبر، صيادان من أبناء مديرية حَيْس، يذهبان كل يوم نحو عملهما في صيد الأسماك، وفي أحد الأيام وأثناء عودتهما باتّجاه سوق مدينتهما (حيس)؛ لبيع ما اصطاداه ليجلبا القوت اليومي ومتطلبات الحياة لأطفالهما المنتظرين لهما في منزلهما، لكنه كان الانتظار الأخير.. فقد كان ينتظرهما لغمٌ حوثِيٌّ في طريق عودتهما، انفجر بهما فجأة، فمزَّق جسديهما أشلاء متناثرة على قارعة طريق منطقة الكراح مزارع الدنين المتوسطة لمديرية الخوخة وحيس.
المواطن علي ناصر جحبر، ربٌّ لأسرة تتكون من سبعة أفراد؛ بينهم أطفال، وأربع بنات وولد وزوجه، كلُّ هؤلاء كانوا ينتظرون عودته بفارغ الصبر؛ ليحضر لهم متطلباتهم، ولم يعلموا بأنَّ الموت كان هو الأسبق لوالدهم في طريق عودته، محوِّلا حياتهم إلى موتٍ وحزنٍ وحسرة.
والمواطن محمَّد ناصر جحبر (شقيق علي) هو الآخر كان يعمل في الاصطياد وبيع الصيد إلى جانب أخيه، وربٌّ لأسرةٍ مكونةٍ من أربعة أفراد؛ بينهم طفلتان وزوجته، ولكنَّ اللغم الحوثِيّ دمّر حياة أسرة أخرى فقدت عائلها الوحيد.
بنبرات حزينة ووجع فقد العائل الوحيد، روت زوجة الشهيد محمد ناصر، تفاصيل مقتل زوجها وأخيه في حديثها للمركز الإعلامي لألوية العمالقة، قائلة: "خرج زوجي إلى سوق الصيد، هو وأخوه علي لبيع الأسماك التي اصطاداها، ولكنَّ لغمًا حوثيًّا كان ينتظرهما في طريقهما، انفجر بهما وأخذهما من الحياة بطرفة عين"ٍ.
وتساءلت زوجة (محمد ناصر)؛ ما الذنب الذي ارتكبه زوجي وأخوه؛ ليوضع لهما لغمٌ حوثيٌّ في طريق حياتهما؟!
بعبارات حسرة ووجع ضياع أضافت "أصبحنا أرملتين وأولادنا يتامى؛ لا نجد من يعيلنا في هذه الحياة بعد رحيل زوجي وأخيه".
يذكر أن المليشيا الحوثية، كانت في وقت سابق قد دمرت منزل الشقيقين في مدينة (حَيْس)؛ ممَّا اضطرَّهم للنزوح إلى مديرية (الخوخة)، ولكنَّ أيادي الإجرام الحوثيّة عمَّقت جراحهم بقتلهما أثناء عملهما في تحصيل لقمة عيشهم، عن طريق مصدر رزقهم المتمثِّل في الاصطياد.