ندوة "المبادرة العربية".. بردسكي: إيران تقوم بترحيل التجربة العراقية إلى اليمن
- الساحل الغربي، متابعة:
- 02:27 2021/04/29
قال جايسون بردسكي، محلل ومحرر أول في شؤون الشرق الأوسط، إن إيران تقوم بترحيل التجربة العراقية إلى اليمن وهذا ما يجب أن يؤخذ بالاعتبار في مسار السلام في اليمن"، مؤكدا بأن حسن ارلو "سفير ايران لدى الحوثيين" ادى إلى تصعيد العنف العسكري والعملياتي للحوثيين منذ وصوله إلى اليمن"..
وكشف جايسون، الذي كان يتحدث خلال مشاركته في الندوة التي نضمتها المبادرة العربية للتثقيف والتنمية تحت عنوان "البحث في فرص وتحديات عملية السلام باليمن في ضوء المبادرة السعودية"، عن أن السيرة الذاتية التي قدمتها طهران لإيرلو باعتباره دبلوماسيا متمرسا وكان له تجربة في وزارة الخارجية وقبل ذلك كان المبعوث الدبلوماسي الايراني في العراق وبعض التقارير الصحفية الاخرى التي تعطينا بعض المعلومات في هذا السياق بينما هي لا تمت بصلة الى العمل الدبلوماسي مثل مشاركته في تدريب لحزب الله في 1999 كان بعلاقة مع قاسم سليماني، اذا "ارلو" وسليماني شاركا في التدريبات".
وأكد أن الحوثيين صعدوا من هجومهم ضد السعودية بعد إلغاء اسمهم من قائمة المنظمات الارهابية، اذ ترجم الحوثيون هذا على انه يعزز من عملياتهم.
ونقل عن المبعوث الاممي قوله إن الحوثيين اطلقوا اكثر 150 طيارة بدون طيار على السعودية، وانه في 2021 قام الحوثيون بإطلاق اكبر عدد من الطيارات والصواريخ الباليستية.
"بالتبعية لإيران"
الدكتورة وسام باسندوة، أمين عام المبادرة العربية للتثقيف والتنمية، قالت، إن الحرب التي أطلقتها مليشيا الحوثي في اليمن منذ أكثر من 6 سنوات سرقت حلم اليمنيين دون بارقة أمل لإقافها، لانهم يوصدون الأبواب الممكنة في كل عمليات السلام.
وقالت باسندوة إن المملكة العربية السعودية تبنت عمليات سلام وهدن متوالية خلال السنوات السابقة، لكن الحوثيين لا يلتزمون بأي هدنة ولا يحاولون إيقاف هذه الحرب لأنها ككل المليشيات في العالم للأسف الشديد تقتات وتتواجد بالحرب وتستثمر منها وفيها مادياً ومعنوياً وسياسياً.
وفي الندوة التي أدارتها الدكتورة باسندوة، أضافت: "خلال الخمسة الأسابيع التي أطلقت فيها السعودية المبادرة والتي رحب بها العالم أجمع ودعمتها كل دول العالم والشرعية ووجدوا فيها بارقة أمل، رفضها الحوثيون مباشرة، ولا يزالون يمارسون نهجهم التصعيدي".
وأرجعت باسندوة سبب إفشال المبادرة السعودية إلى تبعية الحوثي لإيران مؤكدة بأن الجميع يعرف أن الحوثيين ليسوا مخولين من أنفسهم بل هم ذنب من أذناب إيران في المنطقة والعالم.
الإيديولوجية والتبعية
من جانبها أكدت الدكتورة منال المسلمي البرلمانية البلجيكية ومستشار البرلمان الأوروبي للشؤون الخارجية منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن مسار السلام الذي بدأت به السعودية يبرز أن مليشيات الحوثي اداة لتنفيذ البرامج الإيرانية التي تستهدف السعودية ولمراقبة خطوط الملاحة، فالمليشيات تلعب دوراً هاما بتمويل من إيران والتي تسعى إلى التأثير في المنطقة.
ودعت الدكتورة منال المسلمي، إلى وقف العنف في مأرب، كاشفة أن الحرب أدت إلى قتل ما لا يقل عن 120 الف شخص وازدياد الفقر بالنسبة لأربعة ملايين من اليمنيين، وهو الأمر الذي يجب أن يرى جميع الأطراف ان هناك امكانيات لإعادة النظر في مسار السلام والاتفاقيات.
وتحدثت المسلمي في الندوة "نرى اليوم أن المجموعة الدولية تبقى صامتة، مجلس الأمن الدولي يدعم المبادرة السعودية سعياً لوجود حلول لهذه الأزمة، لكن يجب أن تشارك كل الأطراف اليمنية كي نصل إلى وقف لإطلاق النار، ومشاركة النسوة والشباب هي من الأولويات".
بدوره، مجدي الاكوع الأمين العام المساعد للرابطة الإنسانية للحقوق- سويسرا، قال إن كل الجهود والمبادرات تنصدم أمام تعنت مليشيا الحوثي التي ترفض السلام والتي لها تاريخ عريق في ذلك عندما فجروا الحرب منذ عام 2004 وافشلوا كل الجهود والمبادرات والهدن التي كانت تحاول أن تحل السلام سواء على محافظة صعدة وعمران أو على مستوى المناطق التي فجر فيها الحرب.
واعتبر الأكوع أكبر تحد يواجه عملية السلام ارتباط الحوثي بالخارج وتحديداً بالنظام الايراني لأن مليشيا الحوثي تنفذ الاجندات الإيرانية وتتحرك وفق المصالح الايرانية، ولا تهتم بأمر الشعب اليمني ومعاناته والتي هي اساسا من اوجدت هذه المعانة.
واستطرد قائلا "من أهم أسباب عدم نجاح مبادرات السلام في اليمن هي الايديولوجية الفكرية للحوثيين الذين لا يؤمنون بالسلام ولا بالعملية السياسية ولا الديموقراطية، واذا وجدت عملية سلام في اليمن يجب ان تكون دائمة، قائمة على اسس نزع السلاح، ونزعها من يد المليشيا وبقائه في يد الدولة. غير ذلك ستكون عملية سلام هشة وسنكون أمام حزب الله آخر في اليمن".
"كيف سيأتي السلام مع جماعة شعارها الموت؟"
وعلق عبدالناصر القداري، رئيس المركز الهولندي اليمني للدفاع عن الحقوق والحريات، على المبادرة السعودية بأنها تجسد سعي المملكة لعلاقة حسن جوار وعلاقة مترابطة، بينما التدخلات الايرانية تسعى الى نشر القلق والمذهب الشيعي عن طريق الحوثيين والتمدد في منطقة الجزيرة العربية، مؤكدا بأن التحديات التي تواجه المبادرة السعودية، تتمثل في التدخلات الخارجية الايرانية بشكل خاص.
بدوره قال باسم علي ناشط ومدافع عن حقوق الإنسان، "الحوثيون يساومون باسم السلام لارتكاب المزيد من الجرائم واحراز تقدمات ميدانية مستغلين كل هدنة او مفاوضات تقام"، لافتا إلى أن الحوثيين يعيقون كل مبادرات السلام، ولا تزال أحكام الاعدامات تصدر بحق الصحفيين والمدنيين الذين يتم اختطافهم من قبل المليشيات الحوثية، واستمرار الحشد للجبهات واطلاق الصواريخ.
وأضاف باسم: "يروج الحوثيون للسلام عبر أبواقهم الإعلامية، بينما على الأرض مستمرون في خرق مبادرات وقف إطلاق النار"، وتساءل: كيف سيأتي السلام مع جماعة شعارها الموت؟!
وعبر باسم عن أسفه الشديد حيال الوضع في اليمن الذي يزداد سوءاً بسبب تشجيع إدارة الرئيس بايدن الأخيرة، وهذا ما نراه في تصعيدهم الأخير في مدينة مارب.
وفي مداخلة اندي فيرمت، ناشطة بلجيكية من التحالف الدولي للحقوق والحريات، كشفت عن تهريب أسلحة هولندية تم تصديرها للصين وتستخدمها مليشيات الحوثي في حربها، مؤكدة أن لا عمليات سلام في ظل تهريب الأسلحة لهذه الجماعة.
ودعت اندي فيرمت إلى تطبيق العقوبات على الدول التي تتورط في تهريب الأسلحة لجماعة الحوثي، ومن خلال ذلك فيمكن أن نتحدث عن إمكانية سلام.