"الممنوعات" في شرعب والتعزية.. وقائع وشهادات عن (المجاهدين المدمنين) وحيل الحوثيين

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالسلام القيسي:
  • 04:14 2021/04/25

شباب من شرعب عادوا من جبهات الحوثي، وقبلها من معسكرات التدريب في ذمار، وقد أدمنوا الحشيش والمخدرات.. يحدثني أحدهم أن رفيقه وصل به الحد إلى البحث عن شجر (المنج) التي تكثر في الأرياف ومضغها وإذابتها في قنينات الشارك والبيبسي للتعويض عن عدم حصوله على جرعة مخدر.
 
يخبرني الشاب، الذي طلب مني عدم الإفصاح عن اسمه، أن رفيقه غاب لأشهر في ذمار، ثم عاد لفترة وجيزة، ومن ثم عاد إلى الجبهات، فشارك في معركة الحيمة، وفي معارك كثيرة..
 
يكشف لي الشاب أن المدمن الشرعبي عاد في رمضان لأجل قضاء الصوم في بلدته، ولكنه أصيب بحالة شرود وهذيان، وأنه كان المشهود له بالعقل والرجاحة يحدث أن يطفئ سيجارته على ساعده أو كاحله وقد تحوث، وكان لا يدخن بعد.
 
ليس رفيقه فحسب، قادني المتحدث إلى تصرفات الشباب وإلى عودتهم إلى البلاد لأجل قضاء إجازات أسبوعية وشهرية ومن ثم بعد يوم أو يومين تتبدل حالتهم وتتغير نفسياتهم ويبدأون بارتكاب الحماقات وأهونهم من يتخلى عن إجازته ويعود بسرعة، فالأمان الذي يشعرون به عند الحوثيين، كما يقول الشباب لرفاقهم، إنما هي جرعات من المخدر والحشيش توضع لهم سراً أو جهراً، لا يعلم.
 
حالات مرضية كثيرة، جرائم وقتل الآباء والأمهات والأخوة والأصدقاء من شباب كانوا هم نور بلاد شرعب وفكرتها، وكانوا طلاباً أذكياء فتحولوا فجأة إلى شباب لا هدى لهم منقلبة طباعهم بفعل المخدرات، وتنشط الجريمة تلك في عزلة بني سبأ وبني بحير، كما أخبرني المصدر..
 
مصدر ثانٍ حدثني عن قيام مشرفي الحوثي بالإشراف على بيع المخدرات في سوق الحصين مخلاف أسفل مديرية التعزية وتعتبر الحصين مدينة تجارية تحظى بإقبال كبير من المديريات الثلاث: التعزية وشرعب السلام وشرعب الرونة، وفيها عائلات تجارية كبيرة لها رؤوس أموال، وتعمل بمقتضى البلاد على حياد تام، ولذا يسعى الحوثي في الحصين إلى إدمان شباب البلدة تلك فهم غالبيتهم أبناء تجار وسوف يجعلهم الإدمان يستخرجون أموالهم إلى جيوب المشرفين، وبكثرة. 
 
مدمن من الرعينة (كندة) في شرعب الرونة خضع للعلاج في مستشفيات عدن وتعز بسبب الممنوعات التي كان يتعاطاها سراً كمرحلة أولى ومن ثم جهراً، ولكن كان أقوى من هواه وغادر البلاد إلى عدن أولا ومن ثم إلى مدينة تعز، وقد تعافى وحدثني.
 
الممنوعات إحدى طرق حشد الشباب إلى الجبهات، ولكي تستطع إقناع طالب في كلية الهندسة أن يترك الكلية ويذهب إلى الجبهة عليك بحقن قلبه وشرايينه بالمخدرات دونما أن يدرك فيتحول فجأة إلى متحوث، وكذلك تستخدم لكي يألف "المجاهدون"، حسب توصيفهم لهم، المكان وأن يعودوا إلى مراكز التدريب أو القتال بدافع الإدمان دون علم.  
 
كذلك هي طريقة لجني المال واستهداف العائلات الثرية في الأرياف، والحصول على أكبر قدر من الثمن، خاصة من الشباب الذين يعملون في محلاتهم التجارية ويجنون المال الوفير..

ذات صلة