بالفيديو - حوار شامل مع قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي العميد الركن طارق صالح

  • المخا، الساحل الغربي:
  • 07:08 2021/04/10

بحضور أكثر من 80 شخصية من مختلف دول العالم، عبر تقنية زووم، أجاب قائد المقاومة الوطنية رئيس مكتبها السياسي العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، على أسئلة رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي، ومن خلاله أسئلة العديد من المشاركين.
 
وفي المقابلة الصحفية تناول النقاش، الكثير من القضايا التي تهم الرأي العام، بمقدمتها رؤية العميد طارق للحل الشامل في اليمن، وتقييم اتفاق ستوكهولم، ومعارك مأرب، والعلاقة مع بقية تشكيلات القوات المشتركة، ومع السلطة المحلية في تعز، إضافة إلى مسائل متصلة بخروج العميد طارق من صنعاء بعد ثورة 2 ديسمبر 2017، وعلاقته قبلها مع الحوثيين، ومصير شقيقه ونجله المأسورين لدى مليشيا الحوثي، وموضوعات أخرى تطرقت إليها المقابلة وفقا لنصها في السطور القادمة:
 
المكتب السياسي
 
ما هو المكتب السياسي وهل يمكن الحديث عنه كبديل للمؤتمر الشعبي العام؟
 
-أهلا وسهلا بك ونرحب بجميع الموجودين، المكتب السياسي جاء نتيجة الوضع الراهن في اليمن، نحن هنا في الساحل الغربي نحتاج إلى ذراع سياسي يمثلنا في أي مفاوضات، يمثل صوتا آخر لليمنيين بعيدا عن أي تكتلات دينية.
المؤتمر الشعبي هو بيتنا الكبير ولكن وجِد الانقسام فيه ما بين الداخل والخارج، لم يعط هذا الحزب الكبير الفرصة لأن يقوم بدوره على الساحة اليمنية، سواء في التمثيل الخارجي أو الداخلي، في الداخل هو مضغوط مثلما تعرفون من قبل الحوثيين وأصبحوا مهمشين في دورهم السياسي، والخارجي منقسم بين عدة تيارات ونحن نتمنى أن يقوم بدوره الكبير ولا ننتقص من دور المؤتمر ولن نكون بديلا للمؤتمر أو بديلا لأحد آخر.
 
 
المكتب السياسي يمثل مبدئيا القوات المشتركة المتواجدة في الساحل وينطلق من خلالها ويمثل الذراع السياسي لكل هذه القوات، أيضا على مستوى خارطة اليمن نحن نرحب بمن يريد الالتحاق بصفوف المكتب السياسي وهذا التكوين الجديد ليمثله ولنعمل حراكا سياسيا جديدا، المجتمع اليمني بحاجة إلى أدوات جديدة وعناصر فاعلة ونشطة لمواجهة الانقلاب الحوثي، لنقُل إن الأدوات القديمة، أو الخلافات السياسية الكبيرة، التي سبقت دخول الحوثيين لم تستطع أن تواجه الحوثيين رغم الدعم الكبير المقدم من دول في التحالف، وحرب استمرت إلى الآن سنوات ست، أعتقد أنهم فشلوا في إدارة هذا الصراع ويحتاجون إلى دماء جديدة ومكونات تعمل على تطوير العمل السياسي وتعمل على تحفيزه.
اتفاق ستوكهولم
 
تأسست المقاومة الوطنية في 2017 وكان الطلب منها أن تخوض معركة معينة وتم ذلك وكانت القوى الأكثر جرأة وطموحا في مواجهة الحوثي لكن جاء اتفاق ستوكهولم، الآن عمر هذا الاتفاق سنتان، ماذا تفعلون منذ إبرام الاتفاق؟ وهذه المساكنة الخشنة مع الحوثي في الجبهات ما وضعها؟
 
-كنا نتمنى أن يحقق اتفاق السويد (ستوكهولم) شيئا من طموحات اليمنيين، لم يحقق سوى منع المعركة وتحرير الحديدة من أيادي هذه المليشيات التي تستخدم ميناء الحديدة للتهريب وكسب المال ولأغراض عسكرية وتهريب الصواريخ والأسلحة، استمر الحوثيون في السيطرة على الميناء، لم يسلموا الميناء، ولم يسحبوا قواتهم من داخل المدينة، كما كان مقررا في اتفاق السويد.
نحن كقوات منضبطة التزمنا بالاتفاق، لأنه اتفاق دولي ووقعته الشرعية ونحن ملتزمون بما وقعت الشرعية لأنها هي التي تمثل الشرعية الدستورية للبلد حاليا وهي تمثل كل اليمنيين، أيضا التحالف طرف في هذا الاتفاق، حاولنا تحريك أي ملفات أخرى لكن الجبهة أصبحت مغلقة وأي خرق من قبلنا لن يكون مقبولا من المجتمع ا لدولي ولا من التحالف ولا من قبل الشرعية.
 نحن استثمرنا هذا الاتفاق في تطوير القوات في عمليات التدريب وانتقلنا إلى الجانب التنموي، إلى الجانب الإنساني، أقمنا العديد من مشاريع المياه منها مشاريع كبرى مثل مشروع مياه حيس الذي دمره الحوثيون وفجروا الآبار في  منطقة الدنين، أنشأنا آبارا جديدة بواسطة الطاقة الشمسية ونقلناها على مسافة أكثر من  14 كيلومتر وكلفنا مبالغ كبيرة، وأيضا مشاريع مياه في الدريهمي ومناطق أخرى، ورممنا المدارس،  أصلحنا بعض الأماكن والطرقات، أنشأنا بعض مراكز الاصطياد، عملنا بعض الحالات الإنسانية، مساعدات النازحين، دعم الجانب الطبي والخدمي، أيضا نحن نقدم دعما كبيرا للسلطة المحلية الموجودة في الساحل الغربي، ندعم قوات الأمن، ندعم أبناء المنطقة.
 
 
بالنسبة للمعركة، الاختراقات مستمرة بشكل دائم والحوثي استغل هذه الفرصة وينشىء تحصينات مستمرة، وأصبحت الأمور أكثر تعقيدا، لم يلتزم بما جاء في الاتفاق، لكن كتحريك حقيقي في الجبهات وتقدم من أي طرف لا يوجد حاليا، لذلك نحن تقدمنا في نوفمبر الماضي بعرض للمشاركة في الدفاع عن مأرب بعدد من القوات العسكرية وتقدمنا بطلب رسمي وعقدنا اجتماعا رسميا ضمن إطار التحالف، وقالوا إن الشرعية تناقش هذا الموضوع ولكن ردوا علينا بأن الموضوع لا يحتاج وأنهم في غنى عن أي قوات تأتي، وندعو لهم بالتوفيق والنصر.
 
عروض مأرب
 
سبقتنا إلى هذا السؤال، فعلا أنت طلبت نقل قوات لك للدفاع عن مأرب، وإلى الآن لم يأت الرد بالموافقة أو الرفض؟
 
-نعم عرضنا ذلك بعد الموجة الأولى من الهجوم على مأرب التي استطاع الحوثي خلالها السيطرة على معسكر ماس وقطاع من صرواح واتجاه جبهة العلم، كانت هجمة قوية وتوقف بعدها شهرين أو شهرين ونصف وعاد للموجة الثانية، وخلال هذه الفترة تقدمنا بأن عندنا قوة في الجبهة ليست متحركة، نستطيع أن نساهم في دعم الجيش الوطني وفي دعم معركتنا التي هي معركة كل اليمنيين ضد الانقلاب الحوثي، عرضنا تحريك بعض القوات إلى مأرب والقيام بالاستطلاع واتخاذ محاور معينة ولكن الرد لم يكن إيجابيا.
 
•لماذا لم تقم بتنقلات إلى جبهة أخرى غير مأرب؟
 
-القرار ليس بيد طارق صالح في أن يتحرك إلى الجبهة الفلانية أو الجبهة الأخرى، القرار بيد الشرعية.
 
البعثة الأممية
 
دعنا نعود إلى الساحل، تحديدا إلى علاقتكم بالبعثة التي أنشأها اتفاق ستوكهولم، شهدت هذه العلاقة توترا، وعندكم تقدير سلبي لهذه البعثة، ما المشكلة؟ ولماذا هذه البعثة إشكالية بالنسبة لكم؟ ما هو تقييمكم لها؟
 
- الأداء مؤخرا لم يكن بالمستوى المطلوب ولا يمثل أداء الأمم المتحدة، كان الأداء في البداية، أيام الجنرال باتريك كاميرت ومايكل لوليسغارد، جيدا وكان محايدا، الفترة الأخيرة فتحت البعثة مكتبها في مدينة الحديدة، بعد أن كان المكتب على سفينة، فأصبح أعضاؤها مضغوطين، تحركاتهم يلزمها إذن الحوثيين، لقاءات لا تتم ويعرقلها الحوثي، حتى بعض من هم أعضاء في البعثة يستخدم الحوثي سلطته في كونه هو المتحكم بصنعاء، وفي إذن الدخول والخروج، ومن لا يرغب فيه يعمل على اسمه (إكس) ويمنع من دخول صنعاء..
 
 
لذلك كان اقتراحنا أنه يجب على هذه البعثة أن تكون في منطقة محايدة واخترنا منطقة مطار الحديدة وهي منطقة تعتبر واجهة بيننا وبين الحوثي يمكن تُخلى ويكون فيها المكتب، أرض أوسع وتستطيع أن تحميها وتستطيع البعثة أن تتحرك في الجانبين، من الجانب الحوثي أو من جانبنا، وأيضا يستطيعون أن يستخدموا المطار أو المهبط لصالحهم وللعملية الإنسانية أو للأمم المتحدة، وزاد الأمور تعقيدا عندما استشهد منا العقيد الصليحي في نقطة المراقبة، لم تفتح الأمم المتحدة تحقيقا ونحن طلبنا ذلك رغم أنه تم قنصه عمدا من قبل الحوثيين، أسعف إلى عدن، وقلنا إنه يعمل ضمن فريق الأمم المتحدة لأنها هي من فرضت هذه النقاط للرقابة، وطلبت البعثة ممثلين عسكريين وقالت إنه لا بد  أن تكون الرقابة مشتركة، وقلنا لا بد أن تكون الرقابة ثلاثية  فردوا بأن تكون في البداية الرقابة مشتركة بين الجانبين فبدأناها، وهذا الضابط كان نشيطا وكان من أفضل الضباط الذين كانوا موجودين، فاستهدفه الحوثيون لأنه كان يؤثر حتى على أفرادهم عندما كانوا يجلسون في النقطة المشتركة، فاستهدفوه عمدا وقتلوه، وعندما أسعفناه إلى عدن وكانت حالته الصحية قابلة للسفر إلى الخارج والعلاج لم تتعاون الأمم المتحدة في إخلائه أو تسفيره، وهذا عقد العلاقة وانسحبنا، وقلنا لن نجعل أفرادنا عرضة للقتل وهم يمثلون الأمم المتحدة.
 
السلطة المحلية بتعز
 
 بخصوص علاقتكم بالسلطة المحلية في محافظة تعز التي تتبعها المخا إداريا، وكيف تبدو هذه العلاقة؟ هل هي معقدة؟ هل الهوية السياسية المسيطرة على تعز تنعكس على العلاقة بالسلطة المحلية أم أن الأمور طيبة؟
 
-هناك من يحاول إثارة هذه القضية إعلاميا وهو في الحقيقة لا يخدم قضيتنا كيمنيين في مواجهة الحوثي.
 علاقتنا بالأخ المحافظ علاقة جيدة هو من يصدر التعليمات، هو من يعين مدراء المديريات وليس نحن، نحن نتعاون معه ونقدم له التسهيلات والخدمات، أما كنفوذ على الأرض ففي أي وقت يحتاج المحافظ للزيارة، يدشن مشاريع، يسكن في المخا ويعيش فيها، نحن لا نرفض السلطة المحلية ووكيل المحافظة زار المخا أكثر من مرة وتفقد المديرية، ليس عندنا أية مشكلة، لكن أن نصبح تابعين لطرف سياسي معين فليس من حق أحد أن يفرض هذا علينا، نحن الآن في معركة تحرير وفي ظرف استثنائي، لكننا لا ننكر السلطة المحلية ولا ننكر أن لها السلطة الحقيقية على الأرض، بالعكس نحن نوفر لها الخدمات.
 
ميناء المخا
 
ماذا يحدث في ميناء المخا؟ لماذا هو مغلق؟ ما هو وضعه؟
 
-أعتقد أن ميناء المخا مغلق منذ العام 2014م، والآن نحن جاهزون لفتحه ولا توجد لدينا أية مشكلة حتى أننا تفاهمنا مع السلطة المحلية ومع رئاسة الوزراء لتعيين مدير للمخا وفعلا تم تكليف أحد الأشخاص الدكتور عبدالملك من قبل الأخ المحافظ، وننتظر تعميد القرار من رئاسة الوزراء، وهو الآن موجود ويمارس عمله داخل الميناء لكن لا توجد لديه أية إمكانيات.
 
 
بالعكس نحن يهمنا أن ميناء المخا يشتغل ويتطور ويكون نافذة لليمن لتقديم المساعدات والخدمات، إذا حصلت مشكلة في الحديدة يكون ميناء المخا جاهزا، المشكلة ليست لدينا، في السابق كان الميناء قيادة عسكرية ولم يكن هناك حاجة إليه، وإذا هم محتاجون له فليتفضلوا ويقدموا دعما لتشغيل ميناء المخا.
الميناء بحاجة إلى تعميق وإصلاح ما تعرض للضرب من قبل الحوثيين ، يحتاج الكثير من الإصلاحات، أما بالنسبة لنا فلا يوجد لدينا أي مانع في تشغيله.
 
 محمد وعفاش
 
لماذا لم يطلق الحوثيون شقيقك وابنك، وأطلقوا سراح أولاد عمك؟
 
-حقيقة الوضع أنه كانت هناك وساطة عمانية ورسالة من المغفور له السلطان قابوس إلى الحوثيين وكان هذا بناء على طلب من الأسرة فكان متجاوبا وأرسل رسالة عبر قناة التواصل الموجودة، وظل الحوثيون فترة من الزمن يراوغون، كما كان هناك تحرك من قبل المناصرين للمؤتمر الشعبي العام، شخصيات اجتماعية وسياسية في الداخل وعلى رأسها رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق أمين أبو راس، والشيخ يحيى الراعي، وكثير من الشخصيات، وبعد شد وجذب في لقاء متلفز بين عبدالملك الحوثي وبين حضور كبير من هذه الشخصيات قال لهم بالحرف الواحد "أنا الآن سأفرج عن اثنين ولازم تقنعوهم يوافقوا على الإفراج على اثنين، واثنين في مرحلة ثانية لأن علي ضغوطات من المتطرفين في الجماعة" هذا حسب كلام عبدالملك وعلى حسب ما نُقل "ولكن لكم عهد الله ولكم وجهي (الوجه في القبيلة حاجة كبيرة ) إنه بعد شهرين مباشرة سيتم إطلاق سراح محمد وعفاش"، وخرج الناس على هذا الاتفاق، وقالوا ما يمكن الرجل يكذب هكذا علنا أمام العالم وأمام الناس خاصة إنه يعتبر نفسه سليل القرآن، كما يقول، تفاجأنا أنه بعد فترة، حتى الزيارات منعت، حتى الاتصالات منعت لكن الفرج قريب بإذن الله.
 
متى آخر مرة اتصلت بهم؟
 
-في ديسمبر 2017 لكن الاتصالات كانت تتم مع إخواني ومع الوالدة وزوجتي وآخر اتصال كان في فبراير، قبل سنتين ومن وقتها لا توجد اتصالات.
 
الخروج من صنعاء
 
كيف أفلت طارق صالح من قبضة الحوثيين الأمنية بعد أحداث ديسمبر؟
 
-كانت عدة محطات، بداية بالخروج من الثنية بعد أن أحكموا قبضتهم وأصبحت الدبابات على بعد أمتار منا، استطعنا الخروج نحن ومجاميع صغيرة، بعدها انتقلت من بيت إلى بيت، كل بيت أدخله أسمع بعد أيام بمداهمته، حوالي أربعة بيوت. ظللت عشرة أيام داخل صنعاء أتنقل وكان هناك عرض للخروج إلى مارب لكنني فضلت الخروج إلى عدن، ورتبت عن طريق أناس يخرجون في التهريب فاستخدمنا عدة سيارات، منها شاحنة وتاكسي وسيارة صالون وهكذا إلى أن وصلت إلى عدن والحمد لله، هم جزء في الحركة كان في شاحنة بضائع.
 
الضغط الأمريكي
 
سؤال من الناشيونال الإماراتية: ما رأيك باتجاه إدارة بايدن الحازم تجاه السعودية، وما فرص المحادثات مع الحوثي؟
 
-من الطبيعي أن يكون لدى إدارة جديدة أمل في أن هذا الضغط قد يعطي سلاما، ولكني أقو ل لك أن هذا الأمل سيتبدد عندما يبدأ تعاملهم مع الحوثيين ويجربوهم في أكثر من جولة.
 طبعا هو يتكلم عن حرب دامت لأكثر من ست سنوات لم تستطع الشرعية تحقيق انتصار فاعل يحرر العاصمة صنعاء وهذا الذي يجعل المجتمع الدولي يتساءل عن لماذا طالت هذه الحرب، وأعتقد أن الضغط فيه نوع من المبالغة لأنه لم يأت بحلول، لو أتى بحلول وبنقاط معينة وضغط يقابله على الجانب الآخر، الذي هو إيران لتسوية الملف اليمني، لأنها تملك مفاتيح الحوثيين، المفروض أن يكون هناك ضغط على إيران أيضا وليس على طرف واحد.
العلاقة بالإمارات
 
• سؤال من صحيفة الغارديان حول طبيعة علاقتك مع الإمارات؟
 
-علاقة شراكة، نحن والإمارات وضعنا أسسا لهذا التحالف، مفاده أننا شركاء وهذه قضيتنا وأنتم جزء من هذا التحالف ونحن نحتاج إلى دعم لمواجهة الحوثيين، فكان مرحبا بهذا الدعم على أساس الشراكة في قضية تحرير اليمن واستعادة الدولة وعودة المؤسسات والشرعية، كان هذا جزء من الأهداف المتفق عليها مع الإمارات وهي ملتزمة بهذا الشيء من جانبها ومن جانبنا لا توجد أجندات أخرى خارج إطار تحرير اليمن من الانقلاب.
الدور الإيراني
 
ما المعلومات التي لديك عن الدور الإيراني؟ ما الذي تفعله إيران بالضبط؟ ما المعلومات لدى القوات المشتركة عن الدور الإيراني في هذه الحرب؟
 
إيران هي من صنعت الحرب إيران ودفعت الحوثيين لاستعداء الجيران، والتحرك إلى عدن، وقتل علي عبدالله صالح. إيران هي التي تسلح وتدرب وتمول وتغذي، حتى الفكر والمحاضرات وصور سليماني يأتون بها من إيران، وإلا ما دخل المواطن اليمني ليرفع صور سليماني في صنعاء. الخبراء الإيرانيون موجودون داخل صنعاء والآن بالواضح وبدون تخفٍ يوجد سفير، وهذا السفير من الحرس الثوري وليس دبلوماسيا.
 العمالقة والتهامية
 
• سؤال من نائب السفير الهولندي عما إذا كان المكتب السياسي مرتبطا أيضا بالعمالقة والقوات التهامية أم لا؟
 
-جزء من العمالقة باركوا، وقالوا نحن ندعم صوت المكتب السياسي ونعتبره ممثلا لنا كذلك، أما بالنسبة للقيادات التهامية فأغلبهم موجودون وهم أعضاء في المكتب السياسي وحضروا حفل الاشهار.
 
 وماذا عن العلاقة في الساحل بينكم وبين العمالقة؟ كيف يدار القرار في الساحل الغربي عملياتيا؟
 
-بعد انسحاب القوات الإماراتية أو قبلها، عملوا على تشكيل قيادة مشتركة وغرفة عمليات مشتركة للمقاومة الوطنية والعمالقة، طبعا التهامية هم ضمن مكون الوطنية وضمن مكون العمالقة، هي عملت على تشكيل قيادة مشتركة وغرفة عمليات مشتركة موجود فيها من يمثل الوطنية والعمالقة والتهاميين، ويتخذ القرار الأنسب بالتشاور في اجتماع عسكري بين قيادة العمالقة وقيادة المقاومة الوطنية.
 
التهريب
 
منطقة الساحل الغربي لطالما كانت جنة للتهريب، ما هو وضع التهريب الآن في مناطق سيطرتكم؟
 
-التهريب مستمر، ولا أقول لك أن باستطاعتنا السيطرة عليه أو هذه السيطرة سهلة، إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية بإمكانياتها ما استطاعت ضبط حدودها مع المكسيك فما بالك بنا، ورغم ذلك على امتداد الساحل الكبير بإمكانياتنا البسيطة استطعنا أن نضبط إلى حد ما خاصة فيما يتعلق بالتسليح والمتفجرات، نحن قبضنا على أكثر من خلية مرتبطة بإيران، وهناك خلايا أخرى سيتم الإعلان عنها قريبا عملت في التهريب بما فيها توريد مواد متفجرة إلى الحوثيين وإيصالها إلى ميناء الصليف، وغيرها من الخلايا التي تم القبض عليها في البحر.
 أنشأنا لهذا الغرض قوة خفر السواحل ودعمناها وشكلناها وربطنا بينها وبين مصلحة خفر السواحل وهذه تقوم بعمل الدوريات في البحر ولكن إمكانياتها بسيطة، عبارة عن زوارق صغيرة، وإن شاء الله مع الوقت نستطيع تطوير إمكانيات خفر السواحل ليتمكنوا من مكافحة التهريب أكثر وتأمين أكثر، هي تقوم أيضا بتأمين الجزر بما فيها زقر وحنيش الكبرى وحنيش الصغرى، وتتواجد قوة هناك لتأمين هذه الجزر من خفر السواحل.
 
باب المندب
 
• سؤال من العزيز ماثيو: هل تتواجد قوات للمقاومة الوطنية في منطقة التربة وماذا تفعل هناك إذا كانت موجودة؟
 
-لا وجود عسكري هناك، وإنما ساكنون فقط أسر وعوائل.
 
• كيف تتفاعلون مع مخاوف العالم في البحر الأحمر؟ وما التحديات والتهديدات؟ وكيف تتفاعل معكم الدول فيما يخص دوركم أنتم القوى التي تسيطر على باب المندب؟
 
-البحر الأحمر كما تعرف من أهم البحار لأنه يربط بين مضيقين هما قناة السويس ومضيق باب المندب وهنا يحتل أهميته على طرق التجارة العالمية.
 التهديدات كثيرة، إيران هي التي تتحكم بمضيق هرمز وتشكل تهديدا، فإذا استطاعت كذلك أن تشكل تهديدا في مضيق باب المندب بواسطة عناصرها في اليمن المتمثلة بالحوثيين ستلوي ذراع الاقتصاد العالمي والعالم ودول الخليج بشكل رئيسي، ونحن بعد تحرير هذه المنطقة من قبل القوات المشتركة وقوة إماراتية في البداية، نحاول أن نحافظ على هذا المنجز وأن يبقى الممر الملاحي آمنا رغم إمكانياتنا البسيطة، وبجانب هذا مازالت سفن التحالف تؤمن وتقوم بدور كبير، من جهتنا نؤمن في المناطق المسيطر عليها من أي اعتداء ينطلق إلى البحر.
 نخشى أن تعود مظاهر أو عناصر إرهابية وتقوم باستغلال الوضع واستغلال عدم وجود الدولة في عمل قلاقل وتفجيرات في البحر، أيضا الحوثيون الآن يطورون إمكانياتهم البحرية واستخدامهم للزوارق المفخخة، نحن نتابع هذه الأشياء ونعمل على رصدها وأي شيء قد نتعامل معه، ولكن نقول إننا مازلنا بحاجة إلى إمكانيات أكبر ودعم في هذا المجال.
 
قطر وتركيا
كيف تنظرون إلى النفوذ القطري والتركي في البحر الأحمر؟ وكيف تتفاعلون معه كقوات؟
 
-اليمن لم تعد بحاجة إلى تدخلات أخرى، نحن هنا في تحالف عربي هو الذي يقود الوضع في اليمن، ومن يريد أن يقدم خدمات لليمن أو يناصر القضية اليمنية أو يعمل شيئا لليمن فليأت عبر هذا التحالف فهو مرحب به أما أن تأتي أعمالا أخرى فاليمن لم يعد يتحمل أي تدخلات.
 
دور المرأة 
 
• سؤال من "كلارك": كيف تنظرون لدور المرأة؟
 
-لا يستطيع أحد أن يتجاوز أو يتجاهل المرأة، فلابد أن تكون شريكة في أي عمل سياسي، مكتب المبعوث الأممي يدعم هذا ولديه مجموعة من الناشطات والسياسيات اللواتي يقمن بهذا العمل.
 نحن ندعم مشاركة المرأة في العمل السياسي وفي العمل المجتمعي والخدمي، وهنا في الساحل توجد لدينا في محافظة الحديدة الأخت فتحية المعمري مسئولة الشئون الاجتماعية وتقدم خدمات جليلة للمجتمع، وندعم أي شيء يخص المرأة ويساعدها.
 
 مأرب وأخطاء ستوكهولم
 
 سؤال من ماريا لويز: لو حصل اتفاق مشابه لاتفاق ستوكهولم في مأرب، ما الذي يجب لتجنب أخطاء اتفاق ستوكهولم؟
 
-لابد أن تكون هناك استقلالية في قرار اللجنة وألا تكون خاضعة لسلطة الحوثيين بالذات، فعند الشرعية وعند التحالف توجد مرونة، يتعاملون كدول مع الأمم المتحدة وكأناس سياسيين، بعكس التعامل مع عصابة مجاميع فوضوية لا تمتلك القرار.
وإلى جانب استقلالية للقرار يجب أن تكون هناك مشاركة فاعلة في الرقابة المستمرة وأن يكون هناك تدخل ضد أي خرق، قوة تستطيع أن تتدخل في أي خرق تحت إمرة لجنة الرقابة، أما مجرد وقف إطلاق نار وكلام مثل هذا فلن يتم، وعندنا في ستوكهولم لولا انضباط القوات المشتركة وانضباط التحالف لكانت الأمور على غير ما يرام.
 
 الحل الشامل
 
ما صيغة الحل التي تراها في اليمن؟ وعلى أي أساس تبنى؟
 
-المشهد معقد حقيقة ويحتاج إلى نفَس ومصداقية ووضوح، بداية الأمر يحتاج إلى إثبات حسن النوايا من قبل كل الأطراف وهذا يأتي من خلال وقف إطلاق نار شامل في جميع الجبهات وبرقابة دولية وإطلاق جميع الأسرى، هاتان أول خطوتين لإبداء حسن النوايا، بعدها يتفق اليمنيون.
 الحل الأمني والحل السياسي يجب أن يكونا متزامنين، لا تستطيع القول أن هناك حلا سياسيا بدون حل أمني، لا يمكن أن أدخل صنعاء وهي تحت سيطرة الحوثيين، مدافع ودبابات وغيرهما، لابد أن تكون صنعاء آمنه لكل اليمنيين تحكمها قوة مستقلة أو لجنة عسكرية ترتب الوضع فيها، ويعود كل السياسيين إلى صنعاء، ويتم اختيار مجلس رئاسة تنبثق عنه حكومة تكنوقراط بعيدة عن الولاءات، تدير العمل السياسي وتدير الدولة في فترة انتقالية من سنة إلى سنتين، وكلما قصرت الفترة كلما كان أفضل، بمعنى أن يكون العمل إنجاز لا أن ندخل في حوار الطرشان، وتتم بعدها انتخابات محلية رئاسية وبرلمانية.
هذه أسس للحل، قد تكون صعبة لكن إذا وجدت النوايا وصدق الناس وهم يريدون فعلا السلام فسيلجأون إليها، وأول خطوة لتحقيق هذا الشيء هو أن يتخلى الحوثي عن مبدأ الولاية وأن له الحق الإلهي في الحكم، بدونها كل الكلام هذا فارغ، عندما يقول أنا تخليت عن حق الولاية، لست منزلا من السماء لأحكمكم.
 أضرب لك مثلا، في ليبيا اختلفوا، صراعات ودماء وحرب وهذا يصل لطرابلس وهذا يضرب بنغازي، إلى أن حصل ضغط من المجتمع الدولي قعدوا واتفقوا أن ينتخبوا، بدأت الأمور تتفكك، لكن نحن ماذا ننتخب ومن ننتخب، ننتخب شخصا يقول أنا من الرب منزل، لا يرضى بدخول انتخابات وإذا كان لا بد منها فليعملوا انتخابات تحت لكن أنا أجلس فوق.
 
المجلس الانتقالي
 
كيف هي علاقتك بالمجلس الانتقالي؟
 
-لدينا هدف مشترك هو استعادة صنعاء وتحدثنا في ذلك معهم وأن هدفنا الأول استعادة صنعاء، ونقدم لهم الشكر لأنهم في البداية قاموا معنا وساعدونا في إنشاء النواة الأولى للمقاومة وألوية حراس الجمهورية رغم الضغط ورغم التحريض من عدة قوى، والترويج بأنني جئت لاحتلال عدن، جئت أحتل عدن ومعي عشرة أشخاص! لكنهم كانوا معنا في هذا الظرف ولن ننسى لهم هذا الجميل.
الوضع الإنساني للساحل
 
حدثني عن الوضع الإنساني في الساحل، هناك جبهات نشطة باستمرار ونزوح، كيف عمل المنظمات؟ وكيف علاقتك بالمنظمات والإغاثة؟
 
-الوضع الإنساني صعب في اليمن ككل، وفي الساحل يعتبر أشد فقرا من بقية المناطق باليمن ولذلك نحن عملنا مع شركائنا، سواء كان الهلال (الإماراتي) أو الصندوق السعودي، على إيصال المساعدات إلى مختلف شرائح المجتمع، لكن نريد من المنظمات أن تكثف عملها في اليمن ونحن نقدم لها الخدمات والتسهيلات، وأي شيء يصعب عليهم نحن نساعدهم ونعمل على تأمين تحركاتهم، لكن نريدهم أن يكثفوا عملهم ويهتموا بالساحل مثلما يهتمون بالداخل.
 
قبل ديسمبر
 
 سؤال وصل من أحدهم: لخص لنا علاقتك مع الحوثي قبل مقتل صالح؟
 
-كانت فترة عصيبة بالنسبة لنا، أثناء بدء عاصفة الحزم وسيطرة الحوثيين.
 
 منذ دخول الحوثيين صنعاء حقيقة كان الوضع مزعجا، وزاد عندما بدأت عاصفة الحزم، حينها كان الرئيس علي عبدالله صالح رحمة الله عليه يدعو إلى الحوار وإيقاف الحرب، وهو ما يدعو إليه الناس اليوم، بعد حرب ست سنوات بدأوا يعون هذا الأمر، كان يقول الحرب لن تصل إلى نتيجة، لكن للأسف كان صوت الحرب طاغٍ من كل الأطراف، كنا بعيدين عن هذه الحرب نوعا ما، كثرت الاستهدافات لمنازلنا وللشخصيات والقيادات المؤتمرية، لم نجد أفقا من الشرعية ليسمعوا صوت المؤتمر وقيادته في الداخل بل شيطونها، عملوا على شيطنتها، واعتقدوا أنه إذا قضوا على علي عبدالله صالح سيقضون على الحوثي وهذا كان خطئا استراتيجيا كبيرا.
 رأينا أن مؤسسات الدولة قد تضيع، نريد أن نكبح جماح الحوثي لحد ما نستطيع، فكان التحالف هذا تحالف ضرورة للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة ولجر الحوثي للسلام ولصوت العقل نوعا ما، ومن كان موجودا في صنعاء لاحظ، التغير بعد استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه، كيف تحولت المؤسسات وأصبحت مرتعا للدورات الثقافية وكيف أصبح كل موظف وكل مدير ملزما في أن يشارك ويؤدي الولاء وأن يحلف القسم للحوثي، لم يكن هذا موجودا من قبل، مؤسسات الدولة، نوعا ما، موجودة. هذه هي أهم ما في نقطة تحالفنا مع الحوثي، بالرغم أن هذا أتى آخر شيء في ظل حرب، بينما مختلف القوى السياسية والأحزاب ذهبت إلى الحوثي، إلى صعدة، إلى بيته، مع المبعوث الدولي جمال بن عمر، ذهبوا يستجدون عبدالملك الحوثي في بعض الاتفاقات وسهلوا دخوله إلى صنعاء باتفاق السلم والشراكة الذي عارضه المؤتمر والناصري فقط، اتفاق السلم والشراكة الذي تغلغل الحوثي بعده في مؤسسات الدولة وانطلق إلى باقي المحافظات باسم الشراكة.
السلفيون 
 
سؤال من أحدهم: كيف تنظر إلى دور السلفيين ؟
 
-لا يستطيع أحد أن ينكر دور السلفيين الآن في المعارك، الدور العسكري الجيد.
 
محاولات اغتيال
 
هل استهدفت؟ مِن قبل مَن؟ هل تمت محاولة اغتيال لك؟
 
-من غير الحوثيين لا توجد، من الحوثيين عدة محاولات بالصواريخ والطائرات المسيرة.
 
• لا توجد عمليات أخرى غير الصواريخ والطائرات المسيرة؟
 
-لا يستطيع عمل شيء على الأرض، صعب عليه.
 
تطورات المعارك
 
سؤال وصلني عن تعز: ماذا تتوقع عن تطورات المعارك الحالية؟ إلى أين يمكن أن تصل هذه المعارك؟ وهل تستطيع القوات الحكومية الحفاظ على ما أخذته؟
 
-تحتاج أن تبذل جهدا أكبر وتحتاج لدعم أكبر وتحتاج هذه القوات إلى إعادة لملمة صفوفها وتوحيد القيادة فيها أكثر، أما الرجال في الميدان فهم رجال أبطال وهم رجال أكفاء لكن تحتاجون إلى بناء صحيح.
 
.....
 
 شكرا لك على هذه الفرصة مع مركز صنعاء، كان نقاشا مثمرا بالنسبة لنا، وسعيدون بك وإن شاء الله إلى لقاء آخر.
 
-إن شاء الله أخي، أنا أشكر الجميع، أشكر من حضر، وإن شاء الله أن المكتب السياسي هذا يمثل مختلف شرائح اليمنيين، وحقيقة، كذلك، أنني التقيت بعدد من الشخصيات الذين طالبوني بعمل سياسي وقالوا نحن لا خيار معنا إلا الذهاب هنا أو هناك، لكننا نريد شيئا بعيدا عن الاحزاب الدينية، نريد شيئا تحت مسمى الجمهورية اليمنية يخدم الوطن، نستطيع الانخراط فيه وأنت القوة الوحيدة الموجودة على الأرض التي نستطيع من خلالها أن نتكلم سياسيا.

ذات صلة