عن معركة غرب تعز، السيناريو الأمثل

11:13 2021/03/12

تتساقط جبهات الحوثي في غرب تعز، فهي تعلم كل العلم أن الغرب لا يمثل قوة صلبة للحشد والقتال، وقد نقلت كل متحوثيها من مخلاف إلى البرح تحسباً لأي سقوط محتمل بيد محور تعز، وهناك فرق بين أن نقول نقلت متحوثيها إلى البرح وأن نقول إن لجنة الحشد الحوثية عادت من شمال تعز بعد أن لفت كل مدارس الثانوية من أجل الحشد دون جدوى، وفشلت في تجنيد أي فرد لصالح المعركة بغرب تعز، مما اضطرها لأخذ متحوثيها، كل متحوثيها، إلى جبهة البرح بتعز. 
 
هناك سيناريوهات كثيرة، وهي أن يتعمق الجيش الوطني بتعز إلى جبهة مقبنة شمالاً، ويصل إلى عزل شرعب الرونة، وتتزامن هناك انتفاضة مع ضغط للقوات المشتركة من جبهة حيس ومفرق العدين المحاذية لشرعب الرونة أو أن يتحرك الجيش الوطني عودة من البرح إذا اكتملت له تلك الجبهة ناحية هجدة والرمادة والربيعي ويصل إلى مفرق شرعب، وهذه هي الأجدى لجغرافية المعركة.
 
أغلب الحشد الحوثي لجبهة البرح لعناصر ذهبت خوفاً من فقدان الحضوة لدى المليشيات وخوفاً على مصيرها، وإذا هناك معركة حقيقية فكل الحشود هذه ستتبخر لصالح الجيش الوطني وربما تنضم له بسهولة.
 
يحتاج الجيش الوطني فقط التعمق بأي عزلة ريفية بشمال تعز لنقض غزل المليشيات قرية قرية، وهذه المعركة هي القاصمة للمليشيات، فإذا كان هناك أي تنسيق بين المشتركة وقوات محور تعز بهجوم من شمال تعز وزحف المشتركة من الغرب التعزي  المنفذ لشرعب الرونة والتضييق على الحوثي من تلكم الجهات، فالنصر سوف يكون مؤزراً بشدة.
 
ونظراً لكثرة المماحكات والمناكفات التي حدثت طيلة سنوات بين المحور والمشتركة يقرأ المتابع من خلال الوحدة الجمعية والإعلامية وصمت المشتركة عن محاذاة المحور بقواته للساحل من ناحية الوازعية وجبهة الكدحة في أن هناك تنسيقاً يتم بهدوء بين القوتين، وهناك خطوات قادمة ستكون ربما مميتة للمليشيات.
 
هذه المعطيات توحي بشدة وتنم عن أحداث كبيرة ربما تكون هي النهاية الحتمية للحوثي في تعز خاصة لو تحركت القبائل الشمالية تزامنا مع أي تحركات للجيش، فإذا ما تحرك الجيش مع المشتركة ، وتعمق في شرعب فيعني أن الكماشة هي من الغرب إلى الشمال وبخطين متوازيين لو تحركت قوات الجيش الوطني من البرح إلى هجدة والعودة شمالاً بجدية.
 
ينتهي خط الستين المسمى بالدائري الشمالي في حذران، وهناك مفرق شرعب، وفي نقطة متفرعة هناك إلى الربيعي وهجدة والرمادة والبرح وإلى الدعيسة وصولا إلى الرعينة ثم بقية عزل الرونة وإلى مخلاف التعزية شمال حذران خطوط متشابكة تؤدي إلى العمق الريفي والقبائلي في تعز، وقد حاولت المليشيات يوم أمس فتح جبهة حذران لتحقيق تقدمات إلى غرب مدينة تعز خوفا من تفعيل هذه الجبهة المهمة لو أن هناك معركة قادمة من البرح ناحية هجدة فإذا ما أخذت المقاومة حذران وقطعت مفرق شرعب يعني انتهى عمل المليشيات بكامل غرب تعز وستنقل معركة التحرير إلى الريف الشمالي الذي تخافه المليشيات الحوثية. 
 
قبل أي ترتيبات يجدر بمحور تعز وبالتحالف العربي التنسيق مع رؤوس القبائل بالشمال التعزي لترتيب معركتهم وليأمن الرجال بطش المليشيات، فالحوثي سيضطر لتصفيتهم خوفاً من انقضاضهم عليه وإذا استدعى الأمر أن يحدث لكل جغرافيا الشمال إنزال جوي ولو بالمؤنة دون السلاح فالنقص يحدث بالرصاص أكثر مما هو بقطع السلاح الكثيرة بالشمال لخوض معركتهم الأخيرة هناك.
 
شرعب الرونة مهمة فهي تحاذي مقبنة والجراحي وحيس والتعزية وكل الجغرافيا الجبلية من العدين، وهي تتعمق من وادي نخلة وتلتصق بالشمال، وهي بطاقة وصول بين تعز وإب من الشمال الغربي إذا كانت هي محط الرحلة الجمهورية فهي النصر، وإذا تزامنت المعركة مع الشمال الشرقي فهي الخلاص الكامل..
 
لكن السيناريو الأجدى بهذه المعركة أن يفعل محور تعز جبهات الشمال التعزي وان لم تكن الأربعين فلتكن جبهة حذران ثم بخطاب من المحور للقوات المشتركة تبدأ القوات بالزحف من غرب تعز شرقا وتحدث كماشة صلبة ستسقط المليشيات في الغرب التعزي اذا ديرت المعركة حسب المنطق العسكري ودون أي ضجيج بل بمفهومية قتالية فلا فائدة من التحام قوات المحور والمشتركة وهذا خطأ فظيع بجمع كامل القوى في جبهة واحدة فقط .