مصدر تحدث معنا "حياتي على المحك".. ما الذي نعرفه عن محرقة المهاجرين الأورومو بصنعاء؟
- صنعاء/ عدن/ تعز، الساحل الغربي، وحدة التحقيقات:
- 10:26 2021/03/10
لم يصدر أي تحديث للمعلومات والبيانات بواسطة المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، بشأن الحريق المرعب الذي تعرض له مهاجرون إثيوبيون في مركز احتجاز بالعاصمة اليمنية صنعاء يوم 7 مارس/ آذار، وبقيت الإحاطة الوحيدة المتوفرة رسميا هي التي قدمتها المنظمة في أعقاب الحريق، ويحيط الغموض ونقص المعلومات بالحادثة الأكثر مأساوية التي تضرب مجتمع المهاجرين في اليمن، على الإطلاق.
يفرض المتمردون الحوثيون قبضة أمنية مشددة. شكت مسؤولة في المنظمة الدولية للهجرة في أعقاب الحريق من صعوبة الوصول إلى الضحايا وذويهم وتقديم الرعاية لهم بسبب كثافة الانتشار والإجراءات الأمنية المفروضة. تحدثت عن ظروف دفن غير مواتية (..) فضلا عن مساحة مناسبة للحداد.
مصدر وحيد، ولكن..؟
القليل من المعلومات فقط تسرب، بينما المنظمات ومكتب الأمم المتحدة في صنعاء لا يقدم معلومات ولا يتعامل مع أي من وسائل الإعلام والتواصل عن بعد، ويقول المطلعون إن مكتب الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية التابعة لها تلتزم بشروط وإملاءات الحوثيين تحت التهديد بالطرد والإغلاق والمنع من العمل، "هكذا تسير الأمور دائما". قال منسق إعلامي.
وفي ظل الصعوبات والتشديدات الأمنية والحصار الذي يعاني منه المحدثون والعاملون الدوليون، مثل الحصول على أي مصدر مغامرة حقيقية. الجميع يرفض التحدث. واحد فقط من العاملين عن قرب وفي الأرجاء، وافق على إعطاء رد موجز عبر التراسل واشترط عدم ذكر اسمه أو التلميح له.
"محرقة الأورومو"
قال المنسق إن عمله ووظيفته على المحك، "لا أخفيكم، وربما تكون حياتي أيضا كذلك". "منعت السلطات الأمنية الخاضعة لسلطة الأمر الواقع في صنعاء النشر أو التحدث والتصرف بالمعلومات. يتكتمون على الأعداد ولا تملك الوكالة نسخة من السجلات، لم تطلع عليها حتى. حتى المساعدات العلاجية والطبية والأدوية وغيرها من الإغاثات تصل عبرهم".
قضى المئات من المهاجرين في الحريق المرعب وتفحمت أكوام من الجثث داخل زنزانة الحجز. تقول الروايات المتطابقة والمتاحة إن مسلحين وحراسا بدأوا بإلقاء قنابل داخل الحجز لفض احتجاج متواصل نظمه المئات من المهاجرين الذين يرفضون المساومات والانتقال للقتال في الجبهات ولا يملكون أموالا لشراء حريتهم كما طلب منهم.
تتحدث المنظمة عن نحو 900 مهاجر كانوا في المنشأة الملحقة بمصلحة الهجرة والجوازات. قالت كارميلا غوديو، المديرة الإقليمية للمنظمة الدولية للهجرة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "في حين أن سبب الحريق لا يزال غير مؤكد، إلا أن من الواضح أن تأثيره مرعب".
يشار إلى أعداد الضحايا بالمئات. باستثناء ذلك لا توجد سجلات موثقة وبيانات تحت تصرف المسؤولين وطواقم المنظمة الطبية والإغاثية واللوجستية. قال مصدرنا القريب من العمل.
"عنابر الحجز في ظروف بدائية ومعدمة.. تعرض الأورومو لضغوط قاسية وانتهاكات واستخدام القوة والعنف ضدهم لحملهم على التوقف عن المطالبات بالعودة إلى بلادهم والتواصل مع المنظمة".
غياب الأصوات : "هل الحوثيون فوق المحاسبة؟"
لا أحد يمكنه أن يفسر غياب التغطية الإعلامية والأخبار في هذه المأساة غير المسبوقة. هناك تكتم حد التواطؤ من قبل أطراف يفترض أنها صاحبة ولاية وحصانة دولية وإنسانية. "لما لا أحد لا يريد أن يحاسب المتسببون في إرزهاق حياة مئات المهاجرين؟ هل الحوثيون هم فوق المحاسبة؟ يجب أن يكون هناك تحقيق محايد ودولي."
في أعقاب الحريق الذي شبّ قبل ثلاثة أيام، دعت المنظمة الدولية للهجرة إلى وصول المساعدات الإنسانية العاجلة للمصابين، وإطلاق سراح جميع المهاجرين من مراكز الاحتجاز في البلاد.
قالت: لم يتأكد بعد العدد الكلي للمهاجرين الذين لقوا حتفهم في حريق مرفق الهجرة التابع لمصلحة الهجرة والجوازات في صنعاء يوم الأحد الماضي. وقد تم تقديم العلاج لأكثر من 170 شخصا أصيبوا بحروق، ولا يزال العديد منهم في حالة حرجة.
"من خارج الحدود"
بحسب المنظمة الدولية للهجرة، في وقت نشوب الحريق، كان يوجد في المرفق المكتظ حوالي 900 مهاجر، معظمهم إثيوبيون. وقد تم إرسال فرق من العاملين الصحيين التابعين للمنظمة وسيارات الإسعاف، وأكثر من 23 ألفا من المواد الطبية بما في ذلك السوائل الوريدية ومستلزمات الصدمات وغيرها من الضروريات على الفور إلى المرفق وإلى المستشفيات الرئيسية لتقديم المساعدة العاجلة المنقذة للحياة جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة.
من خارج الحدود، قالت كارميلا غوديو، المديرة الإقليمية للمنظمة الدولية للهجرة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن مجتمع المهاجرين في صنعاء يحتاج إلى مساحة للحداد واحترام ودفن موتاهم بطريقة كريمة: "المنظمة الدولية للهجرة على استعداد لتقديم مساعدة طبية إضافية ودعم جهود البحث عن المفقودين والمصابين من أسر القتلى".
وأشارت إلى وجود تحديات أمام الوصول إلى المصابين بسبب الوجود الأمني المكثف في المستشفيات. ودعت إلى منح العاملين في المجال الإنساني والعاملين الصحيين إمكانية الوصول لدعم علاج المتضررين من الحريق وغيرهم ممن يتلقون رعاية طويلة الأجل.