يوشك شعيب على دخول عامه الخامس بقدم واحدة
- حيس، الساحل الغربي، هيفاء حمنة:
- 05:40 2021/03/03
يعيش شعيب شاهر طفولة تهدِّدها قذائف الحوثي بين ساعة وأخرى، ففي حين حطت قذيفة سابقة على قدمه يخاف الآن من قذيفة أخرى قد تقضي على ما أبقته الأولى من طفولة بائسة.
كان شعيب يقضي جُلَّ وقته داخل منزله الواقع في حي ربع الحضرمي في مديرية حيس، إذ كانت المعارك على أشدها، فيما مليشيا الحوثي تستهدف المنازل دون هوادة.
وفي صبيحة يوم الجمعة من شهر مارس/ آذار 2018م أطلقت مليشيا الحوثي قذائف الهاوزر على ذلك المنزل الذي يأوي الطفل البالغ من العمر أربع سنوات. لقد كانت لحظات مُحزنة، إذ تسببت القذيفة في تهدُّم ذلك المنزل الشعبي المكون من غرفة واحدة، بل إن أجزاء الطوب المتساقطة من المنزل غمرت جسد الطفل النحيل.
لم تمضِ سوى دقائق قليلة، حتى هرع السكان لإنقاذه. لقد تم إخراجه من بين أكوام المنزل المتهدم، لكن قدمه كانت قد بُترت.
تروي والدته مأساة طفلها لـ"الساحل العربي": "كغيري من الأمهات أستيقظ كل صباح لرعاية أطفالي والاهتمام بهم، ولأن منازلنا شعبية نخاف أن نظل في الأحواش خشية أن تصيبنا قذائف المليشيات. ننجز كل أعمالنا ثم نذهب لنختبئ مع أطفالنا في غرف المنزل، والبعض منا يختبئ تحت الأسرَّة. ودائماً ما يختبئ شعيب هناك".
تضيف والدته، بحسرة: "لن أنسى ذلك اليوم ما حييت.. لقد كان القصف على أشده ويطال كل منازل المدينة دون أن يستثني أحداً. لقد كان يوماً موحشاً أن ترى نفسك على وشك الهلاك، كان قصفاً حوثياً دون رحمة يطال جميع المنازل".
في طريقه إلى المستشفى بمدينة عدن، كان شعيب فاقداً للوعي تماماً، فيما تشير ملامح وجهه أنه على وشك الاقتراب من حافة الموت، ولم يفق من حالته سوى في اليوم التالي عندما وجد قدمه اليمنى مضمدة بقماش أبيض.
تقول والدته: "تكفلت منظمة انترسوس بنفقات العلاج، لكن الطفل فقد ثلاثة من عظمات رأسه، وما يزال بحاجة إلى عملية زراعة عظم صناعي في مقدمة الرأس وأخرى لقص عظم أسفل الركبة لمنع عظمة الساق من النمو".
أما عيناه فقد تأثرت الرؤية بهما تماماً، إذ لا تزال الشظايا باقية في عينه اليمنى وهو بحاجة إلى إجراء عملية استخراج الشظايا وأخرى لزراعة شبكية لاستعادة القدرة على الرؤية مجدداً.