هكذا قتل الحوثيون مقبل الكمالي ومحمد الصوفي في تعز
- تعز، الساحل الغربي، عبدالسلام القيسي:
- 09:32 2021/02/21
في تعز، كان الشيخ الكمالي واحداً من الذين تماهوا بجدية مع دعوة الحوثي ومهَّد وحشد وخطب باسمهم في شرعب كمديرية وفي تعز كمحافظة.
مقبل الكمالي، من شرعب السلام، قُتل على يد أحد قيادة الحوثي بتاريخ 30 مايو/ أيار 2016م.
هكذا قتلوه بدم بارد دون أن يشكل حادث مقتله أي تداعيات للجماعة بتعز، ودون خوف من أن القاتل الغريب عن المحافظة قام بقتل مقبل الكمالي ومرافقيه في محافظته، وبلا وازع من خجل حتى، وكابرت المليشيات واستصغرت أولياء الدم بأمر من عبدالملك الحوثي الذي وجه ذوي القتيل بقبول التحكيم ومسامحة القتلة.
خلاف بسيط بين إياد نجل الشيخ مقبل وبعض أفراد مليشيا الحوثي الذين كانوا وكان معهم في الجبهة وفي خضم انتظار صباح الغد لحل الإشكال بشكل ودي، أرسل الجوفي مشرف المليشيات بالحوبان ثلاثة أطقم مسلحة ليلاً إلى اللوكندة التي يبيت مقبل الكمالي فيها وباشروه وكل الذين معه بوابل من الرصاص حتى فارق الحياة مع عدد من مرافقيه..
مات مقبل الذي دعا وأفنى سنوات عمره من 2011م مع تلك الجماعة الحوثية، ولم يجد له من منصف حتى بعد موته.
مقبل ليس وحده من ذهب ضحية الآلة الحوثية الدموية في تعز، ففي نفس العام قامت المليشيات الحوثية بتصفية محمد عبدالله عبدالجليل الصوفي، أحد قيادات الجماعة من مخلاف أسفل مديرية التعزية شرق صالة، بإطلاق نار مباشر على جسده، وقيل إن الصوفي تعرض لذبحة صدرية ولم يدرك أحد ظروف القتل وسببه ومن القاتل إلا جثمان الصوفي الذي واروه بالتراب دون حتى الاعتذار لهم بكلمة.
محمد الصوفي، من العناصر الحوثية المؤهلة والتي نقلت إبان احتجاجات الربيع العربي إلى إيران مع العشرات من أبناء محافظة تعز، ويرى الصوفة أنهم جزء من الهاشمية، وكان محمد، ولا يزال شقيقه، يجند ويحشد ويقاتل مع المليشيات رغم ما مثله قتل أخيه الأكبر من شذ واستهتار بتضحياته معهم ولم يقدروا لقبه الصوفي الذي يرونه المتحوثون دلالة للهاشمية.
هذان ليسا قيادات تحوثت وتماهت مع الجماعة في خضم سقوط بنية المجتمع في فخ الكلام الحوثي، بل كانا ضمن المبشرين بالجماعة وضمن المؤدلجين وممن سافروا إلى إيران وعادوا يحملون أسفار الخميني، ولكن تعزيتهما لا تشفع لهما، ومقامهما أمام صعداوي من اللكنة المختلفة لا يذكر ويحق للحوثي القنديل أن يقتل متى شاء المتحوث الزنبيل مهما أصبح حوثياً بالاسم والصفة.
ومن مجاهد قشيرة الذي سحلوه في عمران إلى الوروري ونشطان وقبلهما الصوفي والكمالي وسواهما العشرات لا تراهما الحوثية سوى قفازات لتنفيذ مشاريع الجماعة، وعند أول فرصة تقوم بتصفيتهم دون أدنى كرامة لتاريخ رضوخهم للجماعة.. ولكن المؤسف في الأمر، كما في حالة الكمالي والصوفي، لا يزال أولياء دمهما يقاتلون بجانب المليشيات رغم ثبوت الجريمتين، فهل قلة في الكرامة أم هو الخوف من يدفعهم؟