لهذه الأسباب أعارض الحوثي

10:04 2021/02/14

لماذا اخترت أن أعارض برأيي نظام حكم الحوثي؟
لماذا لا أؤيدهم أو في أدنى الأحوال أتابع بصمت من بعيد؟
 
ربما لأنني أحب أطفالي، ولا أريد لهم ولغيرهم من أطفال اليمنيين حياة ترسمها وتتدخل في جميع تفاصيلها هذه الجماعة؟  
 
ربما لأنه يقلقني ويصيبني باليأس تخيل شكل اليمن مستقبلاً في ظل حكمهم؟ ولا أريد أن أموت في بلد يتراجع ويتخلف كل يوم بينما أرى العالم يتقدم ويتطور؟
 
لا أريد أن أرى جيلاً مغسولاً دماغه بخرافات تلاشت حول العالم وتزرع اليوم في بلدي..
 
لا أريد نظام حكم يجمع الجبايات ولا يصلح الطريق ولا يبني المدرسة، وكل ما يجمعه يخصصه للحرب والقتال.
 
لا أريد نظام حكم يرى كل الشباب مجرد حملة بنادق ومقاتلين منتحرين في الدفاع عن خرافته.
 
لا أريد نظام حكم يتدخل في حريتي الإنسانية وملبسي وأسلوب حياتي. 
 
لا أريد نظام حكم يعلي من شأن الموت والقتل ويهين الحياة ويحطم الإبداع والفن والثقافة. 
 
لا أريد نظام حكم يهددني ويرهبني ويخوفني كمواطن. 
 
لا أريد نظام حكم يلغي التعددية ويحارب حرية التعبير ويجعلني أفكر ألف مرة قبل أن أنتقد أو أبوح بما في خاطري من أفكار.
 
لا أريد نظام حكم يفرز البشر ويعزز من خلال أدواته العنصرية والطبقية.
 
لا أريد أن أعيش وسط مجتمع مغيب مأسور الرأي خائف مهزوز مغسول الدماغ.  
 
لا أريد أن أعيش تحت نظام حكم منعزل عن العالم يحارب كل الثقافات ولا يستورد من التكنولوجيا إلا السلاح الذي يقتلنا به، ولا من النهضة الفكرية العالمية والثورة العلمية إلا ما يخدم أجندته وسياسته. 
 
لا أريد أن أعيش داخل محيط الصوت الواحد والرأي الواحد والأمن الزائف الذي مصدره القمع والرعب. 
 
لا أريد أن أعيش في نظام حكم مثله الأعلى ملالي إيران وعمائم قم وعسكر فارس. 
 
لا أريد الكبت،
لا أريد القمع،
لا أريد العنصرية،
لا أريد الطائفية.
 
كل ما أريده هو أن أكون مثل باقي البشر حول العالم اليوم. 
البشر الذين يعيشون معاني الإنسانية في مجتمعات مدنية وأنظمة ديمقراطية وثقة بأنفسهم واعتزاز ببلدانهم وأن يكون لي ولأطفالي وبني بلدي كرامة... كرامة لا يهينها بشر أبداً.