في صنعاء.. إلزام المصلين بالاستغفار للحوثيين!

03:37 2021/02/01

يخاطب القرآن قراءه أن عليهم أنفسهم و أن يستغفر الواحد منهم لنفسه و بالتأكيد عند نزول الكوارث و حلول الفتن المتوالية كقطع الليل المظلم يصبح معها الرجل مؤمنا و يمسي كافرا و عند هذا التوقيت الحرج , سيكون ذلك أوجب عليهم و أكثر حرصا و على العاقل _ حينذاك _  أن يراجع حساباته و يوازن سجلات أعماله فإن أدرك تقصيرا أو تفريطا استغفر الله لمحو ذنبه تحقيقا للخطاب القرآني " و استغفر لذنبك "  ... و في ظل واقعنا المعاش _ اليوم _ يدرك الحوثيون حجم أخطائهم و ذنوبهم لكنهم يدركون أن طريقهم إلى السلطة لن يكون إلا بإراقة الدماء و انتهاك الحريات و مصادرة الحقوق و إبعاد كل خصومهم حتى لو كان ذلك على حساب استباحة الأموال و الأعراض و الممتلكات .. و لأنهم كالمعتاد يحتالون على كل شيء و رغبة منهم في تخفيف العقوبة المناسبة و الرادعة لكل عبث اقترفوه و كل ذنب اجترحوه بحق وطن ضارب في جذور الأرض و ممتد صوب السماء.. نجد التعميم من قبل سلطة  "الكهنوت / الحوثي" على جميع مساجد المناطق الواقعة تحت سيطرتهم بالاستغفار لهم قبل الصلوات الخمس و بين صلاتي المغرب و العشاء .
 
_ المفارقة العجيبة أن تكره " الضحية " على الاستغفار الدائم " للجلاد " و أن يقوم الجلاد بتحويل الضحايا إلى ظهور تركب و ضروع تحلب موجها طاقاتهم الجماعية باتجاه الاستغفار له _ أملا _ في تخفيف غضب السماء عنهم و حرصا في _ الآن ذاته _ على الاستمرار في ظلم الضحايا ما داموا يستغفرون " للجلادين " صباح مساء كما أن هذا الفعل يكشف عن حجم المغالطات لهذا التنظيم / الكهنوتي الذي لم يكتف بمزاولة التحايل على أهل الأرض حتى رغب في مغالطة رب الأرض و السماوات .. كما يكشف هذا " العمل الجمعي " للضحايا على امتداد الرقعة الجغرافية الواقعة تحت سيطرة الحوثي عن اتساع فضاء الحمقى و المغفلين فحين تغفل كل نفس عن الاستغفار من الذنب الخاص بها . نجدهم يستغفرون _ جماعيا _  لمن يجلد ظهورهم و يسرق أموالهم و يقتل أبناءهم .. 
 
و يحق لي أن أتساءل هنا و الآن .. ألا يعلم هؤلاء السذج أنهم يقومون بتأجيل موعد النصر و استعادة الجمهورية من أيادي اللصوص ؟ ثم ألا يعلم هؤلاء الرعاع أن أجدر استغفار يستحقه هؤلاء القتلة و أعداء الإنسانية هو دعاء نبي الله نوح عليه السلام حين قال " رب إنك إن تذرهم يضلوا عبادك و لا يلدوا إلا فاجرا كفارا " .
 
اللهم هل بلغت ... اللهم فاشهد .