«ضد تصنيف الحوثيين».. «مع المجاعة»: مساعدات (لا) إنسانية

  • المخا، الساحل الغربي، أمين الوائلي:
  • 06:03 2021/01/30

ارتفعت مجدداً مطالبات الأمم المتحدة بتوفير التمويلات وحث المانحين على زيادة دعم خطتها الإنسانية في اليمن، بينما تراجعت قليلاً حدة الضغوط والتحذيرات التي انخرطت فيها على مدى ثلاثة أسابيع تجاه قرار تصنيف المتمردين الحوثيين كمنظمة إرهابية.
 
وجددت الأمم المتحدة التحذير "من تصاعد مخاطر حدوث المجاعة في اليمن". 
 
قالت إن "الحاجة ماسة للتمويل الإنساني، وزيادة دعم الاقتصاد عبر ضخ النقد الأجنبي وإنهاء العنف".
 
الإقرار المتكرر من قبل المنظمة الدولية بأن المليشيات الحوثية تعيد التصرف وتوجيه كميات كبيرة من المساعدات والإغاثات الإنسانية التي يوزعها برنامج الغذاء العالمي بعيدا عن مستحقيها والمحتاجين لم يمنع البرنامج من إعادة العمل والتعامل مع المليشيات دون الإعلان عن طبيعة المعالجات والضمانات التي يتم الحديدث عنها بعد كل فضيحة.
 
 
في الحديدة هناك أطنان من الأغذية الفاسدة ثبت تلوثها وعدم صلاحيتها للاستهلاك ومع ذلك يعتزم البرنامج توزيعها بعد تمريرها في الميناء من قبل لوبي الفساد.
 
وعلاوة على ذلك، هناك محارق كبيرة ومتكررة تقام لكميات استهلاكية من الأغذية والإعانات والأدوية المكدسة في مخازن ولم توزع أو تصل للمحتاجين وانتهت صلاحيتها ووصلت أخيرا للإتلاف في محارق مكشوفة انتشرت صورها مؤخرا في وسائل التواصل الاجتماعي، سواء في الحديدة أو غيرها.
 
 
في عدن هناك فضيحة مدوية وقضية مرفوعة على البرنامج الأممي الذي تورط في توزيع كميات من الدقيق الفاسد وغير الصالح للاستهلاك الآدمي.
 
المساعدات التي تجلب لليمنيين بمبالغ كبيرة من تمويلات المانحين تذهب في صفقات مشبوهة وتهدر بكل بساطة وإسراف.
 
ميزانية نفقات وصرفيات ومرتبات وسفريات وفندقة وبدلات أخرى لموظفي وطواقم مكاتب ووكالات الأمم المتحدة في اليمن تستهلك مبالغ طائلة ومبالغة فيها خصما من تمويلات المانحين لخطة الاستجابة الانسانية.
 
 
ومع كل هذه الثغرات فإن الترويع بالمجاعة هو أداة سيئة للغاية تستخدم لخدمة أغراض سياسية غالبا ولا إنسانية.
 
الحرب والمعاناة خلقها ويسهم في استمراريتها وتغذيتها انقلاب المليشيات الحوثية على الدولة والحكومة والنظام العام وتقويض التعايش والاعتياش على الحرب والتربح والاستقواء باستمراريتها.
 
تبدو هذه بيئة مناسبة ومطلوبة لذاتها، لاستمرارية الاعتياش والترزق على جرح اليمنيين النازف، مقبل أطراف كثيرة تحالفت ضمنيا لتكريس اللا حل واللا حرب واللا حسم.
 
 
قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "إن حوالى 50 ألف يمني يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة".
 
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة "إن تهديد الجوع يعد واقعاً للملايين في اليمن".
 
وتطالب الأمم المتحدة بضخ التمويلات لاستيفاء المبلغ الإجمالي المطلوب لتمويل خطتها الإنسانية في اليمن للعام الحالي 2021م والمقدر بـ3.38 مليار دولار، وقالت إنه، حتى الآن، لم تتلق سوى 56% من المبلغ.
 
 
إعطاء رقم 50 ألف يمني يعيشون ظروفا مشابهة لظروف المجاعة، هو سبب كاف برأيهم لحشد الضغوط ضد تصنيف مليشيات إرهابية بالإرهاب، وحشد الميزانيات والمليارات كل عام باسم الأزمة الإنسانية في اليمن والمجاعة، لتستمر الحرب وتتغذى بالأموال والتمويلات والميزانيات والنفاق الدولي وبالحرب والأزمة والإنسانية. 
 
هذه النوعية من المساعدات لا إنسانية، طالما الاستمرارية هدف بحد ذاته وإطالة أمد الحرب والأزمة بإطالة عمر أسبابهما والعوامل المغذية للبقاء والاستمرارية.
 
... مــزيد
 
 
 
 

ذات صلة