حينما خرج عبده فتيني علي زريق من منزله بقرية الظمي في مديرية حيس على متن دراجته النارية، حرص على اصطحاب ابن شقيقته وأحد جيرانه، في عادة يومية يقضي خلالها حاجيات أسرته، متخذاً دراجته النارية التي تعد بمثابة تاكسي الفقراء في المناطق الساحلية.

 

كان الوقت يمر ببطء، فيما الثلاثة يجتازون طرقاً ترابية على أمل الوصول في موعدهم المحدد، غير مدركين أنهم في رحلتهم الأخيرة.

 

أثناء دخولهم أحد شوارع المدينة، وقع إطار الدراجة النارية على لغم حوثي فانفجر بهم باعثاً كومة من الأتربة وصوتا مدويا قذف بهم عاليا في الهواء، مزق أجسادهم وخطف أرواحهم.

 

+  الحوثيون مروا من هنا.. فجروا منزلي وأحرقوا مزرعتي وقتلوا أولادي (فيديو+ صور)

 

بعثت حادثة الموت أجواء من الحزن والرهبة لكل من شاهد بشاعة الجريمة، وقسوتها، فيما كان نبأ مقتلهم بالنسبة لأسرتهم صادما ومفجعا ومحزنا بشكل لا نظير له.

 

ترك عبده فتيني وراءه خمسة أطفال وزوجة، وضعوا جميعهم في منتصف متاهة الحياة دونما بوصلة ترشدهم فتاهوا وتشتتوا وفقدوا من كان سندا وعونا لهم.

 

تحكي حياة عبده ثابت عن حادثة استشهاد زوجها قائلة إن مليشيا الحوثي لم تكتف بذلك القدر من الإجرام بحق عائلة زوجها، بل ذهبت إلى تهديدهم وترهيبهم، مما اضطرهم إلى النزوح من قرية الظمي إلى مدينة حيس ومنها انتقلوا إلى قرية نائية شرق الخوخة تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

 

في مكان نزوحهم كانت ملامح البؤس بادية على ملامح الأسرة بعد أن وجدت نفسها فجأة بلا معيل ولا سند، إذ فقدت الشخص الوحيد الذي كان يرعاها، جراء انفجار لغم حوثي، لقد ضاقت عليهم الأرض الفسيحة، وتقطعت بهم سبل الحياة الكثيرة، معاناة مؤلمة عاشتها عائلة المواطن عبده وما تزال تعاني الأمرين الجوع الخوف والبؤس والتهجير والفقدان.