أحــزان.. وإصــرار

  • عبدالله البردوني
  • 12:49 2020/12/29

شوطنا فوق احتمال الحتمال
فوق صبر الصبر ... لكن لا انخذال
 
نغتلى ... نبكى ... على من سقطوا
انما نمضى لاتمام المجال
 
دمنا يهمى على أوتارنا
ونغنى للأمانى بانفعال
 
مرة أحزاننا ... لكنها
- يا عذاب الصبر - أحزان الرجال
 
نبلع الأحجار ... ندمى انما
نعزف الأشواق ... نشدو للجمال
 
ندفن الأحباب ... نأسى انما
نتحدى .. نحتذى وجه المحال
 
* * *
مذ بدأنا الشوط .. جوهرنا الحصى
بالدم الغالى وفردسنا الرمال
 
والى أين ...؟ عرفنا المبتدى
والمسافات - كما ندرى - طوال
 
وكنيسان انطلقنا فى الذرى
نسفح الطيب يمينا وشمال
 
نبتنى لليمن المنشود من
سهدنا جسرا وندعوه : تعال
 
* * *
وانزرعنا تحت أمطار الفناء
شجرا ملء المدى .. أعيا الزوال
 
شجرا يحضن أعماق الثرى
ويعير الريح اطراف الظلال
 
واتقدنا فى حشى الأرض هوى
وتحولنا حقولا ... وتلال
 
مشمشا .. بنا .. ورودا .. وندى
وربيعا .. ومصيفا وغلال
 
نحن هذى الأرض .. فيها نلتظى
وهى فينا عنفوان واقتتال
 
من روابى لحمنا هذى الربى
من ربى أعظمنا هذى الجبال
 
* * *
ليس ذا بدء التلاقى بالردى
قد عشقناه وأضناه وصال
 
وانتقى من دمنا عمته
واتخذنا وجهه النار نعال
 
نعرف الموت الذى يعرفنا
مسنا قتلا ... ودسناه قتال
 
وتقحمنا الدواهى صورا
أكلت منا ... أكلناها نضال
 
موت بعض الشعب يحيى كله
ان بعض النقص روح الاكتمال
 
* * *
هاهنا بعض النجوم انطفأت
كى تزيد الأنجم الأخرى اشتعال
 
تفقد الأشجار من أغصانها
ثم تزداد اخضرارا واخضلال
 
* * *
انما .. يا موت .. هل تدرى متى
ترتخى فوق سرير من ملال ؟
 
فى حنايانا سؤال ... ما له
من مجيب ... وهو يغلى فى اتصال
 
ولماذا ينطفى أحبابنا
قبل أن يستنفد الزيت الذبال ؟
 
ثم ننسى الحزن بالحزن ومن
يا ضياع الرد - ينسينا السؤال ..؟
 
مايو 1973م
 

ذات صلة