يؤمن أبطال حراس الجمهورية مَن شاركوا في انتفاضة الثاني من ديسمبر بأن ذلك التاريخ المجيد امتداد لثورة 26 من سبتمبر؛ ثم وبذات القدر من الإيمان ينظرون إلى عِراكهم هنا في الساحل الغربي جنباً إلى جنب مع باقي فصائل القوات المشتركة، على أنه امتداد حصري للانتفاضة.
هؤلاء الأبطال لا يجدون صعوبة في تذكّر تفاصيل ديسمبر بعد مرور ثلاث سنوات على حِراكها الأول ورواياتها لـ"لساحل الغربي"، ذلك لأن من عادة الأحداث الخالدة أن تُحفر في وجدان الناس قبل ذاكرتهم بعمق يستحيل معه أن تُمحى، كما يقولون.
ظروف المرحلة من طغيان المليشيات الحوثية واجترارها ماضي الكهنوت البائد بفتح السجون وإعادة القيود والسلاسل إلى الواجهة بجانب عدة عوامل أخرى هي، بحسب الحرّاس الأبطال، ما يرفع انتفاضتهم إلى مصاف ثورة سبتمبر المجيد، وهم هنا لا يجدون فرقاً بين صوت حارس الجمهورية "صالح" لحظة دعوته إلى الانتفاضة في وجه الحوثيين 2017 وبين دوي أول قذيفة ثورية انغرست في صدر الإمامة عام 1962.
يستعيد أحد جنود حراس الجمهورية نهار الانتفاضة بقوله «كانت دعوة الشهيد الصالح هي الشرارة التي أشعلت فتيل الانتفاضة داخل كل جمهوري حر، المواطنون أنفسهم خرجوا إلى الشوارع لملاحقة الإماميين الجدد، لقد كانت انتفاضة شعبية عارمة هزّت كيان الحوثيين».
«بين عشية وضحاها كانت صنعاء ومحافظات أخرى آخذة إلى التحرر، كل شيء كان ينادي "لا حوثي بعد اليوم"، مزق المنتفضون صور وشعارات المليشيات، انقضوا ببسالة على من وجدوه أمامهم من عناصرها وعرباتها، كان يوماً عظيماً»، قال آخر.
وأضاف «على وقع هذا كله حشّدت مليشيات الحوثي عكفتها واتجهت صوب صنعاء، سحبت مقاتليها من الجبهات ودفعت بهم نحو إخماد النيران الزاحفة لالتهامهم، المليشيا كانت تدرك قيمة صالح وأسرته وسط هذا كله، لهذا رمت بكل ثقلها على منزله».
قاتل حراس الجمهورية، حينها، ببسالة منقطعة النظير، كما يؤكدون، وحتى وإن لم ينجزوا مهمة إعادة صنعاء في ذلك الوقت، فهم لم يتنازلوا عن إنجاز ذلك بعد، بل ويعيدون سبب التأخر إلى الهدنة الأممية التي كانت ولا تزال تنجد المليشيات في الحديدة من الزحف الجمهوري صوب صنعاء.