قذيفة حوثية قتلت جدَّة "عزيزة": والآن من سينام عندنا؟!

  • حيس، الساحل الغربي، هيفاء حمنة:
  • 06:54 2020/11/24

كعادتها، تستيقظ مبكراً كل صباح وتذهب بحثاً عن الرزق، وما يعينها لسد رمق جوعها وأسرتها.. فهي تعمل بائعة متجولة (الدفاعة) بين منازل حارتها والحارات القريبة منها. 
 
ولكن سعود سالم مسيب لم يكن في مخيلتها وأقاربها أن هذا هو آخر أيام حياتها.
 
انطلقت مباشرة ومعها بضاعتها المكونة من عطر وبخور و"أرواب" ومكانس.. وباعت كل ما تحمله.
 
كانت تعول أسرتها المكونة من ابنتها الوحيدة وابنة ابنتها عزيزة، كانت بمثابة الأم والأب لهما، ولكن في ثوانٍ معدودة فقدتا عائلهما. 
 
 
سعود كانت قد جهزت مواد البناء، وكلها فرحاً وسعادة لترميم غرفتها التي أنهكتها عوامل الطقس، وكذا مخلفات الحرب. 
 
وفي مساء يوم الخميس 25 يونيو/حزيران 2020م، عادت إلى منزلها وقد اشترت ثلجاً وما تتطلبة وجبة العشاء، وإذا بقذيفة حوثية تخترق منزلها مباشرة إلى جسدها المنهك  وترديها قتيلة على الفور تم إسعافها مباشرة إلى النقطة الطبية التابعة للواء ال7 عمالقة، ولكن كان الأوان قد فات. 
 
تقول صديقتها وإحدى جاراتها: "عندما جاءت عزيزة تبكي وتقول لي جدتي ماتت، من سينام عندنا، لم يبق لدينا أحد.. كان الخبر لي فاجعة، ولم أصدق؛ لأنها خرجت من منزلي قبل 5 دقائق.. كيف هذا ؟؟ ولكن سرعان ما تم تأكيد الخبر ممن شهدوا الحادثة". 
 
تضيف بحسرة: "سعود لم تكن جارة فحسب، بل كانت نعم الأخت والصديقة، فقدت بها أحد أقاربي، مشيرة أن الحوثي ومليشياته تسببت في كثير من معاناة أبناء حيس.  
 
عزيزة أصيبت بشظايا في يديها، ولا تزال بعضها إلى الآن.
 
تقول عزيزة: "بعد ما ماتت جدتي، كنت أذهب كل يوم إلى قبرها وأزورها في الصباح والمساء، وآخذ معي بعض الماء لأروي عطشها".
 
ثم انتقلت عزيزة وأمها للعيش في أحد المخيمات بالخوخة.
 
لم تكن سعود هي الضحية الوحيدة في ذلك المساء، فأحد أطفال إخوتها البالغ من العمر 4 أعوام كان بجوارها ومات هو أيضاً.
 
لم تنته مآسي الحرب في الساحل الغربي ومدينة حيس بشكل خاص، فهي أكثر مناطق الساحل الغربي تضرراً، حسب الإحصائيات.
 

ذات صلة