لوح برونزي يمني مقدس يباع بثلاث نسخ في أمريكا وبريطانيا
- عدن، الساحل الغربي:
- 11:39 2025/11/08
كشف الخبير اليمني في الآثار عبدالله محسن عن ثلاث نسخ مفقودة من لوح برونزي أثري نادر من آثار اليمن القديم، يوثق طقس "الاعتراف بالخطايا" للإله السبئي ذو سماوي، في واقعة تثير تساؤلات واسعة حول تهريب وتزوير القطع الأثرية اليمنية، وتقصير الجهات الرسمية في حمايتها واستعادتها.
وأوضح محسن في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك"، أن النقش يخلد اعتراف امرأة تُدعى قلاف بنت مالت بخطيئتها وتوبتها بعد أن فاجأها نزول الحيض أثناء وجودها في معبد أذنان، مشيراً إلى أن البروفيسور إبراهيم الصلوي درس النقش عام 2005 بعد أن حصل على نصه من الباحث خليل الزبيري الذي رآه لدى أحد الأهالي بمحافظة الجوف.
وأشار إلى أن هيئة الآثار في صنعاء كانت قد نشرت في أبريل الماضي صورة قالت إنها "نقش الصلوي 3" المعروض في أحد المزادات، غير أن المقارنة بين الصور أظهرت اختلافات واضحة، بينما كان الباحث صلاح الحسيني قد رصد بيع النقش ذاته في مزاد ليون وترنبول بالمملكة المتحدة.
وبحسب الخبير محسن، تم العثور على ثلاث نسخ متطابقة من اللوح البرونزي ذاته، ما أثار شكوكاً حول مصدرها وتاريخ خروجها من اليمن بعد عام 2005، داعياً وزارة الثقافة وهيئة الآثار إلى تحمل مسؤولياتهما القانونية والأخلاقية في استعادة هذه القطع النادرة.
وبيّن أن النسخ الثلاث ظهرت في المزادات على النحو الآتي:
النسخة الأولى: مقاس (13.7 × 18.7 سم)، عُرضت في مزاد Artemis Gallery بالولايات المتحدة في 11 مايو 2018، ووُصفت خطأ بأنها "شهادة عسكرية رومانية بنص آرامي".
النسخة الثانية: عُرضت عام 2012 في صادق غاليري بنيويورك، ويُرجح أنها مزيفة، إذ أقر مالك المعرض لاحقاً ببيع آلاف القطع المزورة وفق تقرير نشرته نيويورك تايمز في نوفمبر 2021.
النسخة الثالثة: تُعرض حالياً للبيع في مزاد ليون وترنبول بإدنبره (المملكة المتحدة) في 25 نوفمبر 2025، وتتميز بسطح ناعم خالٍ من التآكل، ووُصفت بأنها "لوحة نذرية برونزية من سبأ تعود للقرنين الأول والثالث الميلاديين".
وشدد محسن على أن القضية تتجاوز حدود قطعة أثرية واحدة، إلى قضية وطنية تمس الذاكرة التاريخية لليمن، محذراً من أن استمرار الإهمال الحكومي سيؤدي إلى ضياع المزيد من الموروث الثقافي، في ظل نشاط شبكات تهريب واتجار بالآثار اليمنية في الأسواق الغربية تحت أسماء مضللة.
تعكس القضية، جانباً مظلماً من نزيف الذاكرة اليمنية القديمة، حيث تُباع آثار البلاد المقدسة في مزادات أجنبية، بينما تقف المؤسسات الثقافية عاجزة عن حمايتها أو استعادتها.
