مركز المخا: أزمات داخلية وخارجية تعصف بالحوثيين وتحدّ من قدرتهم على المناورة
عدن، الساحل الغربي:
11:20 2025/11/07
قال مركز المخا للدراسات الاستراتيجية في دراسة تحليلية بعنوان "تحديات البقاء.. مستقبل الحوثيين في ظل التطورات الراهنة" إن جماعة الحوثي تواجه أزمات متشابكة داخلياً وخارجياً تهدد استمراريتها وتحدّ من قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة خلال المرحلة المقبلة.
وأوضحت الدراسة الصادرة في تقدير موقف لشهر أكتوبر الماضي، أن الجماعة تعاني من سخط شعبي متزايد في مناطق سيطرتها نتيجة التدهور الاقتصادي وتراجع الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وغذاء، إلى جانب التضييق الاقتصادي الذي عمّق معاناة الأهالي.
وأضافت أن الحوثيين فشلوا في تحسين الأوضاع المعيشية، ما زاد من تذمر المواطنين واتساع الهوة بينهم وبين الجماعة.. كما أشارت إلى أن تصاعد الخلافات بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام بعد إستشهاد الرئيس علي عبدالله صالح، أدى إلى انقسامات داخلية وإقصاء متبادل للمؤتمريين من المناصب القيادية.
وفي الجانب العسكري، لفتت الدراسة إلى أن الغارات الجوية تسببت في خسائر كبيرة بين القيادات الحوثية، مما أحدث فراغات قيادية أربكت عملية التنسيق بين الجبهات.
أما على المستوى الإقليمي، فقد تراجع الدعم الإيراني للجماعة مع تقلص نفوذ طهران في المنطقة، إضافة إلى العقوبات الدولية المتزايدة التي فُرضت عليها بعد تصنيفها منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، الأمر الذي زاد من عزلتها السياسية والاقتصادية.
وطرحت الدراسة ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل الحوثيين: التصعيد العسكري ضد السعودية والمصالح الغربية لتحسين موقعهم التفاوضي، أو التهدئة والمصالحة الوطنية للتوصل إلى اتفاق سياسي شامل مع الحكومة الشرعية، أو استراتيجية مرنة تجمع بين التصعيد المحدود والمناورة السياسية للحفاظ على نفوذهم.
واختتمت الدراسة بالإشارة إلى أن قدرة الحوثيين على الاستمرار في القتال تبقى موضع شك في ظل الأزمات المتفاقمة، غير أن استمرار تشرذم المواقف داخل الحكومة الشرعية قد يمنح الجماعة فرصاً محدودة للاستمرار والمناورة.