الخارطة الحوثية على ساحل البحر الأحمر.. نفوذ يتوسع وهيكل متشعب بإشراف إيراني

  • الحديدة، الساحل الغربي:
  • 07:19 2025/10/13

كشفت منصة «ديفانس لاين» في تقرير تحليلي خاص عن ملامح الهيكل العسكري والأمني لمليشيا الحوثي على سواحل البحر الأحمر، متتبعةً انتشار قواتها وتشكيلاتها وقياداتها ومراكز تموضعها في محافظات الحديدة وحجة وريمة والمحويت، ضمن ما تصفه المنصة بأنه أضخم إعادة تموضع استراتيجي تشهده الجماعة منذ اتفاق ستوكهولم عام 2018.
 
فمنذ مطلع عام 2017، بدأت المليشيا –بدعم مباشر من إيران– بناء قوة بحرية ردعية في البحر الأحمر، شملت تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة والقدرات البحرية.. لكنّ اتفاق ستوكهولم الذي أوقف العمليات العسكرية منتصف 2018 منح الحوثيين فرصة لإعادة بناء بنيتهم العسكرية في الساحل الغربي، ما جعل الحديدة مركز ثقل رئيسي لعملياتهم.
 
ويبرز في التقرير اسم اللواء يوسف حسن المداني (أبو حسين)، المقرّب من زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، والذي يتولى قيادة «المنطقة العسكرية الغربية» ومقرها الحديدة، ويُوصف بأنه "حارس البحر الأحمر وقناص السفن".. كما يضم الهيكل العسكري في المنطقة قيادات نافذة مثل عبدالعزيز المرتضى، وحمزة أبو طالب، ومحسن أبو غيدنة، إلى جانب قادة أمنيين واستخباريين يديرون شبكة مترابطة من القوات البرية والبحرية والدفاع الساحلي وخفر السواحل.
 
التقرير أشار إلى أن الحوثيين أعادوا تفعيل الكلية البحرية في الحديدة مطلع 2017، وخرّجوا أول دفعات مقاتلة بإشراف كوادر تلقت تدريباً في إيران ولبنان وسوريا، قبل أن تُستحدث تشكيلات بحرية متخصصة كـ«ألوية الدفاع الساحلي» و«قوات خفر السواحل»، المنتشرة من ميناء الصليف حتى عبس في حجة، ضمن منظومة مراقبة وتسليح تشمل الزوارق المسيرة والألغام البحرية والرادارات الساحلية.
 
كما رصدت «ديفانس لاين» وجود قوات صاروخية ووحدات للطيران المسيّر والتصنيع الحربي تعمل في نطاق الساحل، بإشراف خبراء ومستشارين إيرانيين، إلى جانب تشكيلات برية مثل «ألوية الصمّاد» و«كتائب المهام الخاصة» و«ألوية حماية الساحل»، التي تُعدّ النواة الصلبة للوجود الحوثي على امتداد الشريط الغربي.
 
ويُفصّل التقرير أيضاً تقسيم الحوثيين لمسرح العمليات إلى محاور متعددة في الحديدة وحجة، بإشراف مباشر من المداني وقيادات ميدانية كـ محمد حميد الحوثي، ونجيب الكشري، وفاضل الضياني، إضافة إلى محافظين ووكلاء عسكريين يتولّون مهام الحشد والإدارة الميدانية تحت إشراف غرفة عمليات مركزية في الحديدة.
 
وبحسب التقرير، فإن إيران تلعب دوراً محورياً في تمكين المليشيا من بناء منظومة عسكرية متكاملة على ساحل البحر الأحمر، تشمل القوات البحرية والجوية والاستخباراتية، في إطار استراتيجية تهدف إلى ترسيخ نفوذ طهران في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وتعزيز حضورها الإقليمي عبر الأذرع الحوثية.

ذات صلة