‏سحل بائع "بلس" يكشف وحشية الحوثيين بحق جنود رفضوا التجنيد القسري

  • صنعاء، الساحل الغربي:
  • 09:00 2025/07/05

في جريمة موثّقة بالصوت والصورة أقدمت عناصر أمنية تابعة لمليشيا ‎الحوثي، على سحل بائع متجول يبيع التين الشوكي (البلس) في أحد الأسواق الشعبية بالعاصمة المختطفة ‎صنعاء، بطريقة مهينة ووحشية أمام أعين المارة، في مشهد يُجسد حجم الانتهاك اليومي للكرامة تحت حكم الكهنوت.
وأظهر مقطع الفيديو المتداول على نطاق واسع لحظة الاعتداء العنيف على البائع، وسط صرخاته المؤلمة وانهيار تام لأي مشاعر إنسانية لدى عناصر المليشيا الذين سحبوه من على الأرض بغلظة وقسوة، دون مراعاة لوضعه أو احترام لحرمة السوق الذي يشهد حركة مواطنين كثيفة.
 
وكشفت مصادر محلية أن الضحية كان جندياً سابقاً في صفوف الجيش، اضطر للعمل بائعاً متجولاً بعد أن قُطع راتبه على يد المليشيا، نتيجة لرفضه التجنيد القسري والانخراط في جبهات الموت ‎الحوثية، وهو ما جعله عرضة للملاحقة والحرمان كما هو حال آلاف الجنود والضباط الذين تم التنكيل بهم بسبب مواقفهم الوطنية.
 
وعدّ ناشطون ما حدث امتداداً لسياسة القمع المنهجية التي تتبعها مليشيا الحوثي بحق الفقراء والباعة المتجولين، حيث تُفرض عليهم الجبايات والإتاوات ويُلاحقون بالسحل والإهانة كلما ضاق بهم الحال، في حين ينعم قادة المليشيا وأقاربهم بالترف والثراء الفاحش على حساب الجوعى والمقهورين.
 
واعتبر حقوقيون أن الحادثة ليست مجرد تصرف فردي ولكنها جزء من نمط متكرّر تُمارسه المليشيا كسلطة قهرية وقمعية تستهدف أضعف فئات المجتمع لإخضاعهم واستباحتهم نفسياً ومادياً، في ظل غياب القانون والأمن ووجود "مشرفين" لا لإنصاف الناس بل لكسرهم.
 
وتأتي هذه الجريمة في وقت يستمر فيه صمت المجتمع الدولي وتواطؤ منظمات تكتفي بالتقارير دون أي ضغط حقيقي لوقف الانتهاكات، مما جعل من الدم اليمني وكرامة الفقراء وقوداً يومياً لجماعة إرهابية لا تعرف سوى السحق والإذلال.

ذات صلة