في تصعيد يكشف حجم التصدع داخل أجنحة مليشيا الحوثي، اقتحمت مجاميع تابعة للمليشيا مكاتب وزارة التخطيط في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وحوّلتها إلى مقرات أمنية وسجون، في خطوة تعكس عسكرة متسارعة للمؤسسات المدنية ونهباً ممنهجاً لممتلكات الدولة.

 

وأفادت مصادر مطلعة أن المليشيا صادرت معدات وأصول المكاتب الحكومية ونقلتها إلى مؤسسة "بنيان" الذراع المدني للمليشيا، التي يشرف عليها "محمد حسن المداني" صهر زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي والمعين غير شرعياً نائباً لرئيس الوزراء في حكومة الانقلاب؛ وأوضحت المصادر أن الاقتحامات جاءت بعد خلاف علني بين جناح عبدالملك الحوثي وقيادة ما يُسمى "المجلس السياسي الأعلى" حول قرار مهدي المشاط بإلغاء وزارة التخطيط ونقل صلاحياتها إلى رئاسة الوزراء، ما فجّر صراعاً داخلياً على النفوذ والمكاسب.

 

وفي محافظة إب اقتحم القيادي الحوثي "أبو علي الكحلاني" ـ المعين مديراً لأمن المحافظة ـ مكتب التخطيط، ووجّه بتحويله إلى قسم شرطة تابع للمنطقة الغربية، رغم صدور توجيهات سابقة من رئاسة الوزراء الحوثية بعدم المساس بالمكاتب وأصولها؛ وتشير الوثائق الرسمية إلى أن قرار المشاط لم يتضمن إلغاء الوزارة بل دمجها تحت مسمى "قطاع التخطيط" مع الإبقاء على أصولها ومهامها، الأمر الذي قوبل برفض من جناح زعيم المليشيا.

 

وسبق للمليشيا أن حاولت السيطرة على مكتب التخطيط بإب في سبتمبر الماضي، غير أن المكتب المحسوب على حزب المؤتمر، انتزع حينها قراراً قانونياً يمنع المساس به؛ لكن المليشيا عاودت اقتحامه مجدداً، في تحدٍ للقرارات الداخلية وضمن حملة لتعزيز نفوذ جناح عبدالملك الحوثي على حساب خصومه داخل بنية المليشيا.

 

وتكشف هذه التطورات عن تصاعد الانقسامات الحادة داخل الجماعة الحوثية الإرهابية، والتي باتت تنعكس على مؤسسات الدولة المنهوبة وتحولها إلى أدوات صراع داخلي وهيمنة أمنية، في ظل تزايد انتهاكاتها بحق المجتمع اليمني ومقدراته.