رؤية طارق صالح... ليست مجرد مشاريع إنها فلسفة وطنية

- خاص - الساحل الغربي
- 01:30 2025/05/16
ليست القصص العظيمة تلك التي تُروى في أبراجٍ شاهقة أو مواكب رسمية، وإنما هي تلك التي تولد على قارعة الطريق حين يتوقف قائد ليسأل ويُجيب، وحين يمدّ يده لا ليلوح من بعيد ولكن ليمسح وجعاً ويُشيد حياة.
في مشهدٍ اختلط فيه البُعد الإنساني بالشجاعة الأخلاقية وفي لفتة تنتمي إلى ما تبقى من فروسية الرجال في زمنٍ منهك، أوفى العميد طارق صالح بوعدٍ قطعه تحت شمس الساحل الغربي.. لا في قاعة المؤتمرات ولا عبر المايكروفونات.
بدأت الحكاية بلقاء عفوي بين طارق صالح والمواطن محمد قناعي - أحد ذوي الاحتياجات الخاصة - على هامش جولة ميدانية في محور الحديدة.. لم يكن اللقاء مرتباً بل لحظة إنسانية صافية أخرجت القائد من موكبه وأجلسته بجوار رجل منهك "أبٍ لأربعة أطفال" يسكنه حلمٌ بسيط: مسكنٌ يحفظ بقايا كرامته.
قال طارق صالح يومها "لن تكون وحدك".. لم تكن كلمات مناسبات وإنما وعد تحوّل في غضون أسابيع إلى بيتٍ متكامل البناء في قرية "شعب نبأ" شمالي الخوخة، بمواصفات إنسانية راقية - يُسلَّم لصاحبه - وسط حضور رسمي وشعبي، وتوثيق لموقف نادر في تفاصيله وعميق في رمزيته.
من خلال هذه المبادرة كرّس طارق صالح صورة القائد الذي لا تُقاس سلطته بعدد الأوامر ولكن بعدد الأبواب التي يفتحها للمحرومين.. كلّف العميد زايد منصر بمتابعة التنفيذ وتولت خلية الأعمال الإنسانية المهمة بإشراف مباشر، في دلالة واضحة على أن جهاز المقاومة ليس مجرد آلة قتال عسكرية بل ذراع فاعلة في البناء والإعمار.
قد لا يكون البيت المُهدى من الرخام لكنه مشيّدٌ بالصدق، مغطى بظل الوفاء، ومسقوفٌ بكرامة لم يكن ليحصل عليها المواطن "قناعي" في منطقةٍ يبتزها الحوثي بـ"كيس دقيق" مشروط بالولاء؛ أما في حضرة الجمهورية فله حريته وكرامته وبيته.. لأنه يستحق.
قال محمد قناعي وهو يتسلم مفاتيح بيته الجديد: "منحتمونا حياة جديدة" جملة تلخص ما تفعله القيادة حين تملك قلباً يسمع وضميراً يرد.
في هذا الحدث الإنساني تتجلى ملامح مشروع الجمهورية كما يتصوره طارق صالح: بيتٌ وإعمار هنا، جبهة وجهوزية هناك، ووعدٌ لا يُنكث.. مقاومة لا تكتفي بمقارعة الحوثي بل تجابه تجويعه للناس بكرامة تُبنى وحقوق تُستعاد وفقر يُحاصر بالعطاء لا بالكلام.
ليست هذه المبادرة عملاً خيرياً معزولاً إنما واحدة من عشرات الخطوات التي تشكل فلسفة عمل ينتهجها طارق صالح، حيث تمتزج المشاريع الإغاثية بالتدخلات الفردية ليولد منها واقعٌ متماسك، إنساني ومقاوم في آن؛ وفي بلد طحنته الجماعة الحوثية بالفقر والقهر، تأتي هذه الأفعال كمضادّات حيوية تبني المناعة الوطنية من الجذور.
يثبت طارق صالح أن الجمهورية ليست أنشودة بل فعل؛ ليست مجرد علم بل سقف يحمي مواطناً من العراء ويد تفتح أبواب البيت والحرب في آنٍ معاً.. ومن البيت الجديد لمحمد قناعي يخرج المعنى: هكذا تُصان كرامة الإنسان... وهكذا تُبنى الدولة.