في تصعيد خطير لسياسة العزل الطائفي والتمييز المناطقي، شنّ المشرف الحوثي المدعو "أبو ناجي" حملة عسكرية واسعة في منطقة السهلين بمديرية آل سالم محافظة صعدة، استهدفت عشرات العمال اليمنيين القادمين من محافظات أخرى للعمل في المزارع، في خطوة تهدف لحصر فرص العمل والإقامة على الموالين للمليشيا فقط.

 

وبحسب مصادر محلية فرض "أبو ناجي" شروطاً عنصرية صارمة لمنح حق الإقامة والعمل في صعدة، أبرزها ضرورة وجود "كفيل ومعرّف" من أبناء المحافظة المنتمين للمليشيا، ما أدى إلى اعتقال 167 عاملاً وترحيلهم قسرياً على متن أطقم عسكرية، بحجة مخالفتهم لما يسمي "نظام الإقامة" الذي فرضته الجماعة الإرهابية خارج إطار القانون والدستور.

 

وترافق الحملة مع تهديدات صريحة أطلقها القيادي الحوثي ضد أصحاب المزارع في السهلين، بالتعرض للسجن وفرض غرامات قاسية في حال تشغيل عمال وافدين من خارج صعدة دون الالتزام بالشروط، في محاولة لإحكام قبضة المليشيا على القطاع الزراعي وتكريس هيمنتها المطلقة على الاقتصاد المحلي.

 

وتأتي هذه الإجراءات في سياق ممارسات ممنهجة حوّلت محافظة صعدة إلى سجن مغلق حيث تفرض المليشيا منذ العام 2015 قيوداً مشددة على الداخلين إليها، تشمل تقديم ضمانات أمنية وتعريف من أحد عناصرها - إضافة إلى الإفصاح عن سبب الزيارة ومدتها ومكان الإقامة - في انتهاك صارخ لحرية التنقل والعمل ولأبسط الحقوق المكفولة في القوانين المحلية والدولية.