كارثة "كورونا" تنعش السوق السوداء الحوثية وتهدد الملايين بالموت جوعا - (تحقيق ميداني من العاصمة صنعاء)
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/03/25
خاص - منبر الماومة: رفض المجيدي 33، عاما، فكرة الحجر الصحي الطوعي الذي تروج له مليشيا الحوثي الارهابية للحد من إنتشار فيروس كورونا العالمي في حال ثبت وصوله إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعة المدعومة من ايران. وقال المجيدي الذي يعول أسرة مكونة من أربعة أطفال وزوجته لـ"منبر المقاومة" عن طريق نقل المواطنين بواسطة دراجته النارية " أعيدوا لي راتبي وسأحبس نفسي وأسرتي في المنزل، أما وأنا بلا دخل فلايمكن أن أبقى في المنزل بينما يموت أطفالي جوعا ".
يدور جدل واسع بين الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الطائفية حول إجراء الحجر الصحي العام وجدوى الإلتزام بهذا الإجراء لتفادي إنتشار فيروس كورونا الذي إجتاح معظم دول العالم وراح الالاف من الناس ضحية له.
المجيدي واحد ضمن مئات الالاف من المواطنين ممن فقدوا مصادر دخلهم الثابتة بعد أن رفضت المليشيا دفع مرتباتهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام ، ما اضطر الكثيرين إلى البحث عن مهن بسيطة يحصلون من خلالها على قوت أطفالهم بشكل يومي.
لكن هذه الشريحة مهددة مرة أخرى بفقدان مصدر دخلها في حال فرضت الجماعة الإنقلابية حظر التجوال وأجبرت المواطنين على البقاء في منازلهم لأسابيع.
ظاهره الخير وباطنه العذاب
يصف ... القطواني (27 عاما) هذا الإجراء بأنه عمل ظاهره الخير للمواطنين وباطنه العذاب لهم، وقال في حديثه لموقع " منبر المقاومة " أن الحوثيين لم يأت منهم خير أبدا للمواطن الذي أصبح على يقين بأن كل ما جاء من هذه الجماعة هو شر محض.
القطواني الذي يبيع القات في سوق الرشيد شمال العاصمة صنعاء كان يعمل في المؤسسة العامة للكهرباء وقد اضطر إلى العمل في سوق القات بعد أن امتنعت مليشيا الحوثي عن دفع مرتبه.
وأفاد حميد بأنه في حال فرضت الجماعة الإنقلابية هذا الإجراء على المواطنين فانها تخيرهم بين موتين، " الموت المحتمل بفيروس كورونا أو الموت المؤكد جوعا مع أسرهم".
ورغم أن الجهات الصحية والرقابية الحوثية تقول أنها لم تسجل حتى الآن أي حالة إصابة في مناطق سيطرتها إلا أنها عحزت عن ضبط السوق وتوفير المتطلبات الضرورية للمواطنين خاصة فيما يتعلق بالإجراءات الإحترازية والوقائية في مواجهة إنتشار الفيروس.
تجارة بالارواح
مع إستمرار إنتشار فيروس كورونا في معظم دول العالم وتلقي المواطنين اليمنيين سيل من الرسائل التوعوية عبر مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام الخارجية، هرع الأهالي إلى الأسواق لإقتناء الحاجيات الضرورية الخاصة بالوقاية من الفيروس، مثل الكمامات الصحية والمواد المعقمة.
ومنذ أسبوع فرغت الأسواق في العاصمة صنعاء وباقي المدن في الشمال بشكل مفاجئ من جميع المواد الصحية الوقائية، وظهور سوق سوداء للمتاجرة بهذه المواد.
يقول الدكتور فايز الرقشي الذي يعمل في سلسلة صيدليات أبن حيان " كنا نشتري باكت الكمامات ـ يحتوى على 50 حبة ـ بثمان مائة ريال يمني وخلال الأسبوع الجاري ارتفع سعر الكرتون إلى ستة آلاف " .
ويضيف الرقشي في تصريح لـ" منبر المقاومة " رغم إرتفاع السعر بنسبة 500% إلا أننا لم نعد نجد أي كمية في السوق ولا حتى عند تجار الجملة والمستوردين، حد قوله.
ويؤكد أنه منذ بدأ الفيروس في الانتشار عالمياً, شرع تجار محسوبين على جماعة الحوثي الإنقلابية إلى شراء المعقمات والكمامات من جميع الصيدليات والمحلات, ليتم بيعها لاحقا بأسعار مضاعفة, وهو ما أدى إلى إفتقار شديد في الأسواق لتلك المواد أمام إحتياج الناس لها بشكل ضروري.
وفي هذا السياق استنكر الدكتور محمد النزيلي رئيس مجلس الحكماء بنقابة ملاك صيدليات المجتمع إهمال الجهات المحسوبة على سلطات الأمر الواقع ،في إشارة إلى مليشيا الحوثي، لإحتياجات الناس الضرورية في هذا التوقيت الحرج والتساهل مع استغلال التجار والمستوردين لهذه المواد " الكمامات والمعقمات" وترك المواطن فريسة لجشع التجار بينما أصبحت حياة الناس مهددة بالموت في أي لحظة.
تحذيرات أممية تتوالى تحذيرات المنظمات الدولية من كارثة مؤكد حدوثها في اليمن في حال وصل الفيروس إلى أي مدينة في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية.
إذ حذرت منظمة الصحة العالمية من حدوث ما يشبه الإنفجار في عدد الإصابات بفيروس كورونا في اليمن عند وصول أول حالة دون أن يتم التعامل معها بشكل طبي وصحي سليم.
وبنت المنظمة تخوفها على عدد من المعطيات أهمها إنهيار المنظومة الصحية في ظل سيطرة جماعة إنقلابية تفتقر إلى أبسط الخبرات في إدارة مثل هذه الظروف، بالإضافة إلى مستوى الوعي عند الأهالي وضعف التوعية وإهمال جماعة الحوثي الطائفية في توعية الأهالي بشكل سليم يساهم في التقليل من الأضرار.
المواد الغذائية في المقابل أرتفعت أسعار المواد الغذائية في أسواق صنعاء لتبلغ أسعار بعض المواد مثل زيت الطبخ والأرز ضعف ما كانت عليه قبل شهر من اليوم.
يأتي ذلك مع إقبال الناس المتزايد على الأسواق والمولات لشراء المواد الغذائية الضرورية تحسبا لأي طارئ خاصة مع ما تبثه وسائل إعلام المليشيا حول فرض الحجر الصحي العام في حالة ظهور أول حالة مصابة بالفيروس، بالإضافة إلى ما اتخذته من إجراءات مثل تقليص القوى العاملة في المؤسسات الحكومية التي ماتزال تعمل بنسبة 20 % فقط.