انجُ سعد فقد هلك سعيد
02:59 2024/11/27
هذه مقولة قديمة لها مناسبتها التي أجدها تنطبق على ما نحن فيه من فوضى سعى لها وزرعها المعمم الإيراني وفيلق القدس الذي ليس للقدس منه إلا المسمى بينما هو ضد القدس وضد كل ما هو عربي ، حيث تصدمنا بعض النتائج على يد من ينفذون تعليمات ايران بدافع التهور دون حساب العواقب فيسقط سقطة لا قيام بعدها .
فقد ابتلي العرب بجماعات إما مولدة أو عربية أو هجينة ولكنها إيرانية الهوى ، إيرانية الولاء ، إيرانية التوجه ، فكل ما تأمرها به إيران فهو قيد التنفيذ وبشكل دقيق وعاجل حيث :
أججت إيران نار الطائفية في العراق ، فتعاون العراقيون الجعفريون مع الأمريكان لاحتلال بلادهم والاستيلاء على الحكم فيها ، ففعلت أمريكا ما تهتم به دائماً وهو بسط هيمنتها بالقوة وإجراء اختبارات عملية على ما أنتجته من أسلحة ، والضحية هنا ليس صدام حسين الحاكم في حينها أو حزبه ، إنما الضحية هي حضارة ممتدة تم هدمها ، وتم تدمير كل الإنجازات التي تمت خلال عدة عقود ، وأصبح العراق يعج بالفوضى والقتل الممنهج ، وأصبح بلداً مفتوحاً لكل دخيل يريد العبث .
ثم ما لبثت إيران حتى أججت الطائفية في سوريا فبدأ العلويون يمارسون القمع والإقصاء على بقية المكونات ؛ مما جعل تلك المكونات تشعر بالتهميش الشديد ، وعندما خرجت للمطالبة بحقوقها تداعت الطوائف المضادة فعاثت في الأرض فساداً وقتلاً وتنكيلاً وتدميراً حتى عادت سوريا إلى ما قبل عقود كثيرة .
إيران وحكاياتها مع حزب الله في لبنان مؤامرات لا تنتهي ، فقد كان الهالك حسن نصر الله أداة طيعة في أيادي الملالي وقادة وخبراء الحرس الثوري ، وقد جعل من لبنان التي كانت تسمى عاصمتها باريس الشرق جعلها بقعة للدمار والموت والرعب بعد أن كانت تنعم بالازدهار والاستقرار ، وها هو اليوم ذهب حسن زميرة مع الريح ولكنه ما زالت جريرته على لبنان مستمرة إلى اليوم ، فقد طالت الضربات والخراب والدمار كل أرجاء لبنان ، وفي النهاية يعلن حزب الله هزيمته من تحت الطاولة لكي يحتفظ بسمعته الرديئة بعد كل العنتريات التي كان يمارسها زعماؤه الهالكون والحالي ، لكن بعد ماذا ؟ بعد أن وصل الجيش الإسرائيلي إلى نهر الليطاني ودمر ربع مباني لبنان .
إيران طيلة الفترات السابقة كانت تظهر العناية بحركة حماس ، وتنادي زوراُ وبتاناً باهتمامها بالأقصى ، وكل ذلك من أجل تحريكهم في الوقت المناسب كما تفعل مع بقية أذرعها ، وبالفعل استطاعت إيران أن تقنع قائد حماس في غزة يحي السنوار بالهجوم على إسرائيل واختطاف مجموعة من الإسرائيليين من أجل المساومة بهم لتبييض السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين ، ولكن إيران كانت تعلم أن عملاً مثل هذا سيجلب لفلسطين كلها الدمار وليست غزة فحسب ومن أجل ذلك وعدتهم كاذبة بالدعم ، لكنها تخلت عنهم لكي لا تجني على دولتهم ، فهم دائماً يحاولون تدمير البلدان العربية عن ريق العملاء العرب المزروعين في تلك الدول ، وها هي غزة أرضاً محروقة لم تعد صالحة لسكن أو زرع .
وكذلك إيران على مدى عدة عقود كانت تعمل على تجهيز الحوثيين في اليمن لكي تستنهضهم لدمار اليمن في الوقت الذي تراه مناسباً وقد فعلت ذلك ، فها هي العصابات الحوثية انقلبت على الحكومة الشرعية ، وسيطرت على أجزاء من اليمن وعاثت فيه الفساد والقتل والتنكيل وأكل موارد اليمن ، وحرموا اليمنيين من العيش بسلام في وطنهم ، هجرتهم وفرضت عليهم الأتاوات في تجارتهم ومبانيهم وحتى في مزارعهم وفي مكان سقيا مياههم ، وعلى الطرقات وعند كل فرصة يلتقي فيها مشرف حوثي بأي يمني عابر للطريق .
إيران لم تترك بلداً عربياً إلا وحاولت زرع الفتنة فيه ، لكن بعض الدول فيها عقلاء من أتباعهم في المذهب ، لا سيما وأنهم رأوا التجارب المؤلمة في تلك البلدان التي سلم ابناءها إرادتهم للإيراني فأوردهم موارد الهلاك وفي النهاية تخلى عنهم فعلياً وبقي يمارس الدعم كلامياً فقط .
إذاً متى تدرك بعض الجماعات في أمتنا العربية أن إيران هي أكبر الأعداء لها ولمن تحرضهم ضدها ، فإيران تسعى دائماً لإشعال الفتن في كل الجبهات لتبقى جبهتها ساكنة ، وتعمل خلال هذه الفترة على تطوير قدراتها العسكرية النووية ، وإن تمكنت من ذلك بالكامل فلن تكون لها أذرع بعد ذلك ، لأن أذرعها هم اول الضحايا ، ومن هنا يحق لنا أن نقول لهم كما قيل في الأثر : " انج سعد فقد هلك سعيد ".