منابر الحوثي... تاريخ مُشوه وهوية في مهب الريح
- صنعاء ، الساحل الغربي:
- قبل 2 ساعة و 28 دقيقة
في خطوة تكشف عن أجندة أيديولوجية ممنهجة، يواصل القيادي الحوثي حمود الأهنومي هجماته السافرة على تاريخ اليمن وهويته الوطنية، مستخدمًا افتراءات مشوهة تعكس نهج مليشيا طائفية تسعى لطمس الهوية اليمنية.. وقد أُوكل إلى الأهنومي تدريس مقرر "الثقافة الوطنية" في الجامعات الحكومية، إلى جانب تقديم محاضرات تُفرض على الأطفال والشباب في المراكز الصيفية، التي تحولت إلى معامل لإعادة صياغة عقول الأجيال القادمة بما يخدم المشروع الطائفي الحوثي.
في واحدة من أكثر الافتراءات إثارة للجدل، اتهم الأهنومي الشعب اليمني بممارسة الفواحش علنًا، متحدثًا عن الزنا والمثلية والدعارة، قبل ظهور جده يحيى الرسي، الذي يعتبره الحوثيون مؤسساً لحكمهم؛ تصريحاته التي بثتها قناة "المسيرة" الحوثية، لم تكن زلات عفوية، بل جزءًا من مشروع كبير لتشويه المجتمع اليمني، الذي عُرف على مدى تاريخه بالقيم الأخلاقية والتمسك بالتقاليد الراسخة.
وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني ردّ بلهجة شديدة، معتبرًا أن هذه الادعاءات تعكس العقلية التي تسعى مليشيا الحوثي إلى ترسيخها من خلال ما وصفه بـ"الحرب الناعمة"؛ تحت شعارات مثل "الهوية الإيمانية"، يحاول الحوثيون إعادة صياغة التاريخ لتبرير مشروعهم الطائفي، متناسين أن اليمن ظل لعصور طويلة منارة للقيم والأخلاق.
هذه المحاولات الحوثية، كما أكد الإرياني، تتعدى التصريحات الإعلامية؛ فتكليف الأهنومي بتدريس "الثقافة الوطنية" في الجامعات الحكومية يعكس نية المليشيا لتفخيخ عقول الشباب عبر المناهج الدراسية، إضافة إلى استهداف الأطفال في المراكز الصيفية التي تضم مئات الآلاف؛ هذه البرامج، التي تقدمها الجماعة تحت غطاء "التثقيف الوطني"، لا تهدف إلا إلى زرع الفتنة وتشويه الهوية اليمنية المتجذرة.
ما يحدث ليس مجرد هجوم عشوائي على الهوية اليمنية، بل استراتيجية مدروسة تنطلق من أجندة إيرانية تهدف إلى تغيير وجه اليمن؛ الهجوم الحوثي المنظم على القبائل، وتشويه القيم الأصيلة، وتزييف التاريخ، ليست سوى أدوات لفرض ثقافة دخيلة تخدم المصالح الإيرانية في المنطقة؛ فبينما يروج الحوثيون لهويتهم الطائفية، يعملون في الخفاء على إلغاء الهوية الوطنية واستبدالها بثقافة إيرانية فارسية تُلغِي كل ما هو يمني وعربي.
إن استهداف الأجيال الصاعدة عبر تشويه المناهج التعليمية والمراكز الصيفية ليس سوى رأس جبل الجليد في مشروع الحوثيين؛ هذا المشروع يهدد القيم الأصيلة التي شكلت أساس المجتمع اليمني عبر التاريخ، ويمثل خطرًا حقيقيًا على مستقبل اليمن كدولة ذات هوية مستقلة.
اليمنيون اليوم أمام معركة وجودية، ليس فقط لاستعادة أراضيهم وسيادتهم، بل للحفاظ على تاريخهم وقيمهم من مشروع طائفي يسعى لطمس الهوية واستبدالها بثقافة مستوردة تخدم أجندات أجنبية.