اختراقات في العمق الحوثي: الموساد يزرع أجهزة تجسس والحوثيون يردون بالاعتقالات
- الساحل الغربي - خاص
- قبل 4 ساعة و 45 دقيقة
تعيش مليشيا الحوثي حالة من الذعر إثر اكتشاف اختراقات استخباراتية واسعة داخل صفوفها، يُعتقد بأنها لصالح الموساد الإسرائيلي، مما فجّر موجة من الإجراءات والتوترات الأمنية.. وأسفرت هذه التطورات عن استنفار شامل في صفوف المليشيا وتبادل للاتهامات بين القيادات العليا.
وكانت الصدمة الكبرى عندما اكتشف الحوثيون أن الأجهزة الحديثة المستخدمة فيما يُسمى بنظام القيادة والسيطرة كانت مُخترقة، حيث تم تجهيزها بكاميرات متصلة بالأقمار الصناعية، تقوم برصد تحركات المليشيا ميدانياً؛ ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن هذه الأجهزة التي استُخدمت منذ نحو أربع سنوات في نقاط التفتيش والمكاتب كانت متصلة بجهاز القيادة والسيطرة التابع لوزارة الداخلية الحوثية.
ورداً على هذا الاختراق الأمني الخطير، أعادت المليشيا هيكلة جهاز القيادة والسيطرة، حيث أُقيل علي حسين الحوثي من منصبه وتم تعيينه في جهاز استخباراتي جديد باسم استخبارات الشرطة، المكلف بمهام القيادة والسيطرة السابقة، في محاولة للحد من حجم الاختراقات.
وفي تصعيد متصل، شنت المليشيا حملة اعتقالات واسعة، طالت 12 عنصراً في مطار صنعاء، بتهمة التخابر لصالح الموساد.. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن المعتقلين من قيادات الصفين الثاني والثالث، وبعضهم شارك في جبهات القتال بصعدة قبل انقلاب الحوثيين؛ وتشير التحقيقات إلى أن المعتقلين عادوا مؤخراً من رحلات إلى العراق وإيران، حيث يشتبه أنهم تعرضوا للتجنيد أثناء وجودهم هناك ضمن قوات الحشد الشعبي قبل 2014.
وازداد القلق الحوثي من احتمال تجنيد الموساد لعناصر عائدة من إيران والعراق، ما دفع جهاز الأمن والمخابرات الحوثي إلى تكثيف جلسات التحقيق مع هؤلاء العائدين، في مقر جهاز الأمن بمطار صنعاء، والتي تستمر أحياناً لأكثر من ثماني ساعات؛ ويركز التحقيق على العناصر التي سبق لها القتال في العراق وسوريا، أو زارت هذه الدول خلال العامين الماضيين، خشية تعرضهم لتجنيد استخباراتي.
تتزايد مخاوف الحوثيين من اختراق الموساد لهيكلهم التنظيمي، على غرار ما حدث في هيكل حزب الله، إذ يخشى الحوثيون وصول الاستخبارات الإسرائيلية إلى قياداتهم وأنظمتهم العسكرية والاتصالاتية؛ ورداً على هذه المخاوف، قامت المليشيا بفك أنظمة المراقبة التي ثبتها خبراء من حزب الله، وفرضت قيوداً صارمة على تحركات القيادات، مع اتخاذ تدابير مشددة حول زعيم الجماعة وكبار قادتها وخبراء حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات تسلط الضوء على اختلالات جوهرية في هيكل الحوثيين، ما يعرضهم لهجمات استخباراتية محتملة من قبل إسرائيل، خصوصاً مع تصاعد تدخلاتهم الإقليمية وتحالفهم المتزايد مع إيران؛ وفي ظل هذا التشديد الأمني، تسعى المليشيا لاحتواء أي خرق يهدد وجودها، إلا أن هذه السياسات قد تؤدي إلى انقسامات داخلية وتفاقم أزمة الثقة بين القيادات.