من طهران إلى صنعاء: الدعم الإيراني للحوثيين يعيد تشكيل التحالفات في الشرق الأوسط
- الساحل الغربي - خاص
- 12:41 2024/09/27
كشفت تقارير دولية عن تصاعد الدعم الإيراني لجماعة الحوثي، ما أدى إلى تطور ملحوظ في قدراتها العسكرية، بالتزامن مع محادثات سرية بين روسيا والحوثيين لنقل صواريخ مضادة للسفن؛ هذه التطورات تعكس تحالفًا متناميًا بين طهران وموسكو، وسط مخاوف دولية متزايدة حول تأثير هذه الخطوات على استقرار المنطقة والملاحة الدولية.
أفاد موقع "إيران إنترناشيونال" بأن الحرس الثوري الإيراني ينظم منذ عشرة أيام دورة تدريبية مكثفة لعناصر من جماعة الحوثي في قاعدة قريبة من طهران؛ ويشارك في هذه الدورة نحو 300 عنصر من الجماعات الفلسطينية والحوثية، يتلقون تدريبات على أساليب حرب العصابات، الهجمات البرية، واحتلال المباني؛ وأوضح التقرير أن هذه التدريبات تهدف إلى إعداد هؤلاء العناصر للقيام بعمليات مسلحة بأوامر من النظام الإيراني.
ويأتي هذا في سياق سعي طهران لتعزيز نفوذها الإقليمي من خلال دعم وكلائها في المنطقة؛ قاعدة "شهيد شعباني"، التي تقع بالقرب من ورامین، أصبحت مركزًا رئيسيًا لتدريب القوات التابعة لإيران، مع التركيز على تطوير مهارات العناصر الحوثية وتزويدهم بتقنيات متقدمة، مثل استخدام الأسلحة الحديثة وصناعة الألغام والصواريخ.
في الوقت ذاته، أكدت مصادر غربية وإقليمية أن إيران تتوسط في محادثات سرية بين روسيا والحوثيين، تهدف إلى نقل صواريخ ياخونت المضادة للسفن إلى جماعة الحوثي؛ وعلى الرغم من أن روسيا لم تقرر بعد تسليم هذه الصواريخ، التي يبلغ مداها نحو 300 كيلومتر، إلا أن المحادثات جارية، وقد عُقدت عدة اجتماعات في طهران لمناقشة تفاصيل الصفقة.
تشير التقارير إلى أن هذه الصواريخ، التي زودت بها روسيا سابقًا جماعات مثل حزب الله اللبناني، ستمكن الحوثيين من تهديد حركة الملاحة في البحر الأحمر بشكل أكبر، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة؛ ويرى خبراء أن هذه الخطوة قد تزيد من حدة المواجهة والتوترات.
وفي تطور آخر، أشار تقرير سري لمراقبي عقوبات الأمم المتحدة إلى أن الحوثيين تحولوا من جماعة محلية إلى مليشيا عسكرية متطورة بفضل الدعم الكبير من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني؛ وأوضح التقرير أن الحوثيين تلقوا تدريبات خارج اليمن باستخدام جوازات سفر مزورة في إيران ولبنان، وهو ما ساهم في رفع كفاءتهم القتالية وتزويدهم بأنظمة أسلحة متطورة.
ووفقًا للتقرير، فإن الحوثيين يعتمدون على الدعم الإيراني في تطوير تقنياتهم العسكرية، بما في ذلك تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وهو ما يشكل تهديدًا متزايدًا على أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
تثير هذه التطورات مخاوف متزايدة لدى المجتمع الدولي، حيث حذر مسؤولون دوليون من أن تعزيز قدرات الحوثيين قد يقوض الاستقرار في البحر الأحمر ويهدد حرية الملاحة؛ يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف من تصعيد الصراع في المنطقة، لا سيما في ظل استمرار الحوثيين في شن هجمات على سفن الشحن الدولية.
من جانبها، نفت إيران مرارًا تقديمها دعمًا عسكريًا مباشرًا للحوثيين، لكن التقارير الأممية والاستخباراتية تؤكد تورطها العميق في تسليح الجماعة وتقديم الدعم اللوجستي والفني والتدريبي لهم.
تعكس هذه التحركات تصاعد التعاون العسكري بين إيران وروسيا في دعم الحوثيين، في وقت تواجه فيه موسكو وطهران تحديات دولية بسبب سياساتهما الإقليمية؛ ويبدو أن هذا التحالف الجديد يسعى إلى تعزيز نفوذهما في اليمن والشرق الأوسط، من خلال تزويد الحوثيين بالقدرات العسكرية المتقدمة، مما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار جديد في كيفية التعامل مع هذا التهديد المتنامي.
في ظل هذه التطورات، يبقى الوضع في اليمن والمنطقة الأوسع على حافة تصعيد كبير، ما لم يتم اتخاذ إجراءات دولية لوقف تدفق الأسلحة إلى الحوثيين وفرض عقوبات صارمة على الدول التي تسهم في زعزعة استقرار المنطقة.