لبنان اليوم!

09:53 2024/09/18

في لبنان اليوم خوف وقلق وغموض وإحساس بالعجز.
 
ليس فقط لأن "الحزب" مخترق إلى درجة لم تخطر على بال أحد، وإنما لأن المجتمع بأكمله يبدو مفككا وعاجزا وبلا بوصلة أو هدف.
 
تصريحات غالانت أن الجبهة انتقلت للشمال، وأن مرحلة جديدة في الحرب بدأت، لا تحتاج لتفسير. أسوأ كوابيس اللبناني صارت حقيقة. والحزب المقامر بحياة الناس والبلد صار عاجزا عن تدارك الكارثة.
 
تفكيك الحزب للدولة اللبنانية واختراق أجهزتها وحالة فقدان المناعة والفاعلية والسيادة كانت ثمنا ضروريا لدولة الحزب وصعود الطائفة.
لكن هذه الحالة انتقلت للمجتمع. 
فالحزب لم يكن يطمح فقط لاحتلال مكان الدولة، بل كان طامحا لاحتلال مكان المجتمع وخلق مجتمع جديد حول السيد والولي الفقيه والموت والشعارات.
 
لم يصادر الحزب سيادة الدولة على الاتصالات والسلاح والحرب والسياسة فقط، بل صادر سيادة المجتمع على حياته اليومية وحاضره ومستقبله.
 
لعل هذا ما يخلق شعورا داخل اللبنانيين أن الأجهزة المفخخة انفجرت في وجوههم أيضا. 
 
فما بدأه الحزب تستكمله اسرائيل. والضحية في النهاية هو المواطن وليس المقاتل.