أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، يوم الثلاثاء، أن تفجيرات أجهزة الاتصال "البيجر" أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، بينهم طفلة، وإصابة نحو 2800 شخص، بينهم 200 حالة حرجة؛ وقعت الانفجارات المتزامنة لأجهزة اتصالات تابعة لأعضاء في حزب الله في مناطق لبنانية وسورية، مما أثار ردود فعل واسعة.

 

وذكر حزب الله في بيان أن "عددًا من أجهزة تلقي الرسائل انفجرت لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات الحزب المختلفة"؛ وأوضح وزير الصحة اللبناني أن "معظم الإصابات الناتجة عن انفجارات أجهزة البيجر كانت في اليد والوجه".

 

كشفت مصادر أن أجهزة الاتصال التي انفجرت وقعت في أيدي إسرائيل قبل وصولها لحزب الله؛ وأفادت المصادر بأن الموساد قام بوضع مادة شديدة الانفجار على بطارية الأجهزة وتم تفجيرها عبر رفع درجة حرارة البطارية؛ وأكد مصدر مقرب من حزب الله أن الأجهزة التي انفجرت وصلت عبر شحنة استوردها الحزب مؤخراً تحتوي على ألف جهاز، يبدو أنه تم اختراقها من المصدر.

 

قال الخبير العسكري والاستراتيجي جوزيف نصار إن ما حدث هو إقحام فيروس على برمجية أجهزة البيجر، مما يجعلها تعمل بشكل مرتفع جداً، الأمر الذي يؤدي إلى انفجار البطارية؛ وأضاف أن إسرائيل جمعت المعلومات اللازمة عن هذه الأجهزة وحضرت لهذه العملية منذ فترة طويلة.

 

فيما أشار الخبير في شؤون الأمن القومي أحمد الشحات إلى أن الهجوم السيبراني الإسرائيلي قد يكون تمهيداً لعملية عسكرية واسعة النطاق، تهدف إلى إرباك وسائل القيادة والسيطرة لدى حزب الله؛ وأوضح أن الهجوم تم إما ببث موجات كهرومغناطيسية تستهدف الأبراج التي تربط أجهزة البيجر، أو بزرع شريحة منفذة داخل الأجهزة نفسها.

 

أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أنها باشرت تحضير شكوى إلى مجلس الأمن بشأن "الهجوم السيبراني الإسرائيلي"؛ وأدانت الوزارة الهجوم الذي أدى إلى تفجير عدد كبير من أجهزة الاتصال في عدة مناطق لبنانية، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى.

 

تأتي هذه التفجيرات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حيث يتوقع مراقبون أن تستخدم إسرائيل هذا الهجوم للتمهيد لضرب تمركزات حزب الله في جنوب لبنان وتهيئة المسرح لعمليات عسكرية أوسع.