في مديرية المتون بمحافظة الجوف، شمالي شرق اليمن، تعالت أصداء الفوضى لتعكس صورة قاتمة للانفلات الأمني الذي يضرب المحافظة؛ عصابة مسلحة تابعة للحوثيين، في تحدٍ صارخ لكل معاني الأمان، قامت بالسطو على فرع شركة "الكريمي" للصرافة، مستغلة الفوضى.

 

بقوة السلاح، كُسرت أبواب الصرافة، وبسرعة البرق، تم الاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة، لتُترك الصرافة وكأنها شاهد على جريمة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة؛ فقد سبقتها حادثة مماثلة، حيث تمت سرقة محل لبيع الذهب يملكه أحد المواطنين في نفس السوق، مما أثار غضب واستياء السكان المحليين.

 

المواطنون، الذين طالما شكوا من تفشي ظاهرة السرقات والسطو، يجدون أنفسهم اليوم أمام واقع مرير، حيث تتم عمليات السطو والنهب تحت حماية مشرفين حوثيين، وفي ظل فلتان أمني يضرب مناطق سيطرة المليشيا دون أن تحرك الأجهزة الأمنية ساكنًا.

 

تتزايد الأصوات المطالبة بالعدالة والأمان، وتتعالى النداءات للجهات الحقوقية والمنظمات الدولية للتدخل ومحاسبة الجناة؛ الجوف اليوم ليست مجرد محافظة تعيش على وقع فلتان أمني غير مسبوق، بل هي صرخة تنادي بوضع حد لهذا الفلتان الذي يهدد الأمان والاستقرار في قلب اليمن.