مضيق باب المندب في مهب النزاع: الحوثيون يعزلون الموانئ اليمنية وتحولات استراتيجية تلوح في البحر الأحمر مع تقديم ميناء صلالة كبديل
الساحل الغربي - خاص
11:13 2024/05/12
في ظل التصعيد العسكري الذي تشهده منطقة البحر الأحمر، بدأت تتضح معالم تغيرات استراتيجية في خريطة الملاحة البحرية العالمية؛ فقد كشفت مصادر ملاحية، أن الأهداف الخفية للمليشيا الحوثية من وراء هذا التصعيد تتمثل في ضرب الموانئ اليمنية وتحويل الحركة الملاحية نحو موانئ سلطنة عمان، التي تربطها بالحوثيين علاقات وثيقة.
منذ بداية التصعيد في نوفمبر 2023، أعلنت أكثر من 23 شركة شحن عالمية توقف مرور سفنها عبر مضيق باب المندب، مما أدى إلى تحويل مسار الرحلات إلى رأس الرجاء الصالح؛ ويرى خبراء اقتصاديون أن هذا التحول سيدمر ما تبقى من حركة ملاحية في الموانئ اليمنية، وسيجبر الخطوط الملاحية على الاكتفاء بالشحن إلى اليمن عبر موانئ دولية مجاورة مثل صلالة وجيبوتي وجدة، مما سيزيد من تكلفة وصول السلع إلى المستهلك اليمني.
في هذا السياق، أطلق ميناء صلالة العماني خيارات خدمة متعددة الوسائط كبديل للمسارات المعتادة، مما يوفر تحويلة لا تستغرق سوى 4-5 أيام من الطرق الرئيسية للشحن من الشرق إلى الغرب؛ ويتمثل البديل في طريق بري مؤقت يمتد من ميناء صلالة إلى ميناء جدة السعودي، الذي يعد نقطة الانطلاق الأكثر أماناً نحو قناة السويس.
وفقاً لتقرير "World Cargo News"، يعد ميناء صلالة نقطة محورية في الطرق البحرية الرئيسية التي تربط بين جنوب وشرق آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا والأمريكتين، وأعالي الخليج مع شرق أفريقيا؛ ويجري حالياً تأهيل الميناء لزيادة سعته الاستيعابية بنسبة 30٪ لاستقبال 5 ملايين حاوية سنوياً.
من جانبه، أطلقت شركة "الجسر العربي" للملاحة مساراً بحرياً جديداً بين ميناء العقبة الأردني ونويبع المصري كخط بديل لنقل الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة وأوروبا؛ وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن الاضطرابات في البحر الأحمر أدت إلى تناقص عدد السفن المارة عبر قناة السويس بنسبة 66%، مما يؤكد أن الاستهداف طال جميع الشركات وليس جهات محددة.
تجدر الإشارة إلى أن مضيق باب المندب يعد ممراً استراتيجياً مهماً للتجارة العالمية، حيث يتعامل مع نسبة كبيرة من شحن الحاويات والنفط والغاز الطبيعي المسال وتجارة الحبوب؛ وتستمر تهديدات مليشيا الحوثي على الملاحة الدولية، مما يدفع العديد من شركات الشحن إلى تفضيل الممر الأطول حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية، مما يزيد من تكاليف التأمين البحري ويعقد الوضع اللوجستي العالمي.