بين الإعلان والتنفيذ: فتح طريق البيضاء-مأرب يثير الجدل ويطرح تساؤلات حول نوايا الحوثيين
- الساحل الغربي - خاص
- 11:32 2024/05/11
في خطوة أحادية الجانب، أعلنت جماعة الحوثي عن فتح طريق البيضاء-مأرب، وهي خطوة قوبلت بتشكيك من قبل ناشطين ومراقبين، وصفوها بأنها محاولة للتغطية على الجرائم المتمثلة في قطع الطرق الحيوية بين المحافظات؛ جاء هذا الإعلان على لسان "علي طعيمان"، محافظ الحوثيين في مأرب، الذي يرى البعض أن تصريحاته تمثل مناورة تكتيكية لا تترجم إلى واقع يخدم المواطنين.
من جانبهم، أكد الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن أي مبادرة لفتح الطرق دون تنسيق مع الطرف الآخر محكوم عليها بالفشل، مشيرين إلى أن الهدف الحقيقي وراء هذه الخطوات هو دعائي وليس إنساني؛ وأشاروا إلى أن رفض الحوثيين لمبادرة فتح طريق مأرب-صنعاء عبر فرضة نهم، التي بادرت بها الحكومة الشرعية، يكشف عن نوايا الجماعة في تعرقل جهود تخفيف معاناة المواطنين.
في السياق ذاته، أكد مصدر مسؤول بالسلطة المحلية بمحافظة مأرب أن جميع الطرقات من جانب المحافظة مفتوحة منذ تاريخ 22 فبراير 2024، وذلك عقب قيام عضو مجلس القيادة الرئاسي، محافظ مأرب، ورئيس هيئة الأركان العامة بفتح طريق (مأرب - فرضة نهم - صنعاء)، وتوجيهه بفتح جميع الطرقات الأخرى للتخفيف من معاناة المواطنين الناجمة عن استخدام الطرق البديلة والمرهقة.
وأعرب المصدر عن استغرابه من تأخر الحوثيين في التعاطي مع مبادرة فتح الطرقات، مؤكدًا على أهمية قيام قيادة مليشيا الحوثي بالإعلان الرسمي والواضح عن فتح الطريق، وتحمل مسؤولياتهم في إلزام مجاميعهم بوقف إطلاق النار على امتداد الطريق.
يُعاني المواطنون في اليمن من معاناة كبيرة بسبب الحاجة الماسة لفتح الطرقات الرئيسية لتسهيل حركة النقل والتخفيف من المعاناة الإنسانية؛ وتستمر المطالبات الشعبية والحقوقية بفتح الطرقات المغلقة، خاصة تلك التي تتحكم بها جماعة الحوثي، والتي تواصل حصارها على تعز للعام التاسع على التوالي، مما يزيد من مخاطر الحوادث المرورية ويُعقد من حياة الناس.
وفي ظل هذه التطورات، تتجدد الأسئلة حول مدى جدية الأطراف المعنية والتزامها بتحسين الأوضاع الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين، في بلد يعاني من ويلات الحرب والصراعات المستمرة.