أفادت تقارير بأن مليشيا الحوثي قامت باختطاف 18 موظفًا من المستشفى الجمهوري في العاصمة صنعاء، والتي تخضع لسيطرتهم؛ وفقًا لمصادر طبية، فإن الاختطاف تم بناءً على تسريب معلومات حول جريمة "المبيدات الكيماوية السامة"، التي تسببت في تداعيات صحية كارثية تمثلت في ارتفاع قياسي لحالات الإصابة بالأورام السرطانية، تم نقل الموظفين المختطفين إلى أقبية الأمن السياسي.
يتصاعد الغضب والسخط الشعبي في اليمن بعد كشف فضيحة تورط قيادات حوثية بارزة في الجماعة؛ على رأس هؤلاء القيادات، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى "مهدي المشاط" ومدير مكتب الرئاسة المقرب من زعيم الجماعة "أحمد حامد"، يُشتبه في تورطهم في الأفراج عن شحنة مبيدات كيماوية سامة، بعد اجتيازها من قبل الجهة المختصة بوزارة الزراعة.
تسعى جماعة الحوثي إلى تمييع هذه الفضيحة، حيث سحبت الكميات المتبقية من "مبيد بروميد الميثيل" الإسرائيلي الصنع من الأسواق، والذي يُعد من أخطر المبيدات المحظورة دوليًا.
تشهد الحملات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن تصاعدًا فيما يتعلق بالاتجار بالمبيدات القاتلة في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية؛ وعلى الرغم من محاولات المليشيا للتغطية على هذه الجريمة الكبرى، يظل الغضب الشعبي مستمرًا.
كشف الدكتور وهاج المقطري قبل أيام عن جريمة الاتجار بالمبيدات القاتلة وانتشارها في مناطق سيطرة الحوثيين، وعلاقتها بارتفاع حالات الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة؛ وقد انتشرت العديد من الوثائق الرسمية التي تؤكد تورط قيادات حوثية من الصف الأول بهذه الجريمة النكراء، بينها التاجر الحوثي دغسان، ومهدي المشاط وأحمد حامد المراني؛ وتناول رواد التواصل الاجتماعي في اليمن قضية المبيدات الزراعية المحظورة وتهريبها وأضرارها على الإنسان، وخاصة التي تستخدم في رش نبات (القات)؛ بعد انطلاق الحملة، توقف عدد من المشهورين والمؤثرين في مناطق سيطرة الحوثيين عن تناول الموضوع، وذكر البعض تعرضهم لتهديدات.
وأعلن وهاج المقطري توقفه عن الكتابة بقضية المبيدات القاتلة، بعد تلقيه تهديدات من قبل قيادة المليشيا، ما وضع العديد من علامات الاستفهام حول من يقف خلف تلك التهديدات، ومن المستفيد من عمليات التهريب التي تفتك بحياة عشرات الآلاف من المواطنين.
وكتب المقطري، قبل إعلان توقفه عن الكتابة، قال إن "القضية ليست قضيتي الشخصية وحدي، ولست وحدي من يتناول الخضروات والفواكه المسمومة بالمبيدات المسرطنة كي أبقى وحدي انا ونفرين متصدرين واجهة الوقوف امام هذه الكارثة".
وأضاف أن "القضية قضيتنا كلنا والسموم جميعنا نتعاطاها نحن وأطفالنا عبر طعامنا لذلك ادعوا الجميع لرفع الصوت عاليا الى ان تتحرك الجهات الرسمية لأداء واجبها ومسؤوليتها على أكمل وجه".
وفي وقت لاحق، كتب المقطري: "لظروف قاهرة، هذا الحساب سوف يُغلق لأجل غير مسمى".
من جانبه كتب الناشط المقرب من جماعة الحوثي، مجدي عقبة: "بعدما عرفت بعض التفاصيل عن دغسان وحجم تأثيره في صنع القرار بطلت اتكلم ع المبيدات السامة تماما؛ العفو منكم يا سيد دغسان كنا فاهمينك غلط، قال المثل 'الحذر ولا الشجاعة' ما باينفعني تضامن أحمد سيف حاشد وأحمد ناجي النبهاني، هوذا وهاج المقطري غلق حسابه فيسبوك بعد تلقيه تهديدات".
وتتواصل الأحداث والتطورات في هذه القضية المعقدة والمتشابكة، ويبقى الشعب اليمني في انتظار العدالة والشفافية لكشف المزيد من الحقائق حول هذه الجريمة البيئية والصحية التي تهدد حياة الآلاف.